جديد كوينتن تارانتينو... مقتل شارون تيت في هوليوود الجديدة

17 ابريل 2018
كوانتن تارانتينو( Getty)
+ الخط -
رغم تكتّمه الشديد على مشاريعه السينمائية الجديدة، إلّا أن المؤكّد كامنٌ في اشتغاله الراهن على "حدث ذات يوم في هوليوود"، الذي حُدِّد موعد بدء عروضه التجارية الأميركية بعد أكثر من عامٍ واحد (تحديدًا في 9 أغسطس/ آب 2019). هذا جديد الأميركي كوينتن تارانتينو (1963)، الذي كتب السيناريو الخاصّ به أيضًا. ميزانيته الإنتاجية تساوي 100 مليون دولار أميركي، وتتقاسمها شركتا "كولومبيا للإنتاج" و"هَيْداي للأفلام". 

تعود الإشارات الأولى الخاصّة بهذا المشروع إلى ربيع 2017. إنه الفيلم الـ9، و"ما قبل الأخير لتارانتينو"، في حال تمسّك المخرج بـ"وعده"، المتمثّل بإنجازه 10 أفلام فقط خلال مسيرته المهنية، والذي أطلقه قبل أعوام قليلة.
لكن، مع البدء بالتحضيرات العملية لمرحلة "ما قبل الإنتاج"، خريف 2017، كُشِفَت "فضيحة وينستين"، التي وضعت المنتج هارفي وينستين في مواجهة حملات عنيفة ضد تحرّشاته الجنسية، المؤدّية به إلى عزلة تامة عن المشهد السينمائي. وفي 19 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، توفي تشارلز مانسن (1934 ـ 2017) في سجنه، الذي وُضع فيه منذ 25 يناير/ كانون الثاني 1971، عندما اتّهم بجرائم قتل، رغم أنه لم يكن حاضرًا شخصيًا في أمكنة تنفيذها.
التوقّف عند هذين الحدثين، أثناء الترتيبات الأولى لعملية إنتاج "حدث ذات يوم في هوليوود"، نابعٌ من كون هارفي وينستين، بصفته منتجًا سينمائيًا مستقلاً في قلب هوليوود، "المتعاون التاريخي والأساسي" مع تارانتينو، ما جعل المخرج يبحث عن منتجين آخرين. أما تشارلز مانسن، فله ارتباط بأحد العناوين الأساسية للمشروع الجديد لتارانتينو. فهو زعيم جماعة "عائلة مانسن" الـ"هيبّية"، ومتّهم بسلسلة جرائم قتل، نهاية الستينيات الفائتة، بات بسببها مشهورًا في لوس أنجلس في تلك الفترة الحسّاسة من التاريخ الحديث لأميركا. عام 1971، اتُّهم بمقتل شارون تيت، زوجة السينمائي البولندي الفرنسي رومان بولانسكي، وكانت حاملاً في شهرها الـ8.
ذلك أن النواة الدرامية لـ"حدث ذات يوم في هوليوود"، الذي تدور أحداثه عام 1969، تتناول أحوال أميركا في تلك المرحلة، التي اجتمعت فيها وقائع وتبدّلات مختلفة وأساسية ومؤثّرة في مسارات عديدة في الاجتماع والثقافة والسينما والسياسة. يروي الفيلم حكاية ممثل وسترن تلفزيوني سابق ومبتذل يُدعى ريك دالتون (ليوناردو دي كابريو)، يُشارك ـ رفقة بديله التمثيلي كليف بووث (براد بيت) ـ في التحوّلات الحاصلة في هوليوود، التي يعجزان عن فهمها ومواكبتها، وفي الوقت نفسه يجتهدان لإعادة إطلاق مسيرتهما الفنية.
ذاك العام تحديدًا، يبقى لحظة تاريخية ذات أحداث مهمّة: بلغت حركة الـ"هيبّي" ذروتها، وهي تناضل ضد حرب فيتنام، وتنظّم تظاهرات فاعلة ومؤثّرة وصدامية. قبل ذلك بوقت قليل، انتُخب ريتشارد نيكسون رئيسًا للولايات المتحدة الأميركية، في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 1968، خلفًا لليندون بي. جونسن، بينما "أعمال الشغب في ستونوال"، المنطلقة بشكل عفوي وعنيف ضد غارة لرجال الشرطة ليلة 28 يونيو/ حزيران 1969، في تلك المنطقة في نيويورك، تزداد عنفًا وحدّة، وتتحوّل إلى تظاهرات تطالب بحقوق مدنية مختلفة.

عام أميركي مفصليّ يزداد "اضطرابًا" بظهور الحركة السينمائية "هوليوود الجديدة"، الساعية إلى "دفن" ما سمته بـ"هوليوود القديمة"، أي "السينما الكلاسكية الهوليوودية"، والعاملة على أن يكون للمخرجين الكلمة الفصل في تحقيق مشاريعهم داخل الاستديوهات الأميركية الكبيرة، وأن يتمكّنوا من مقاربة مواضيع كان "ممنوعًا" ـ لغاية تلك الفترة ـ الاقتراب منها، كالعنف والمسائل الجنسية وغيرها. 

في 9 أغسطس/ آب 1969، قُتلت شارون تيت (مارغو روبي في فيلم تارانتينو) و4 أصدقاء لها في الفيلا الخاصة بها، على أيدي جماعة تشارلز مانسن، في جريمة هزّت هوليوود بسبب وحشيتها. تيت جارة ريك دالتون، ما يُتيح لكوينتن تارانتينو مقاربة هذا الموضوع أيضًا، باللغة السينمائية المعتادة له في تفكيك أحوال الاجتماع والتاريخ الأميركيين.
(العربي الجديد)
المساهمون