أخيراً، اتضحت معالم موسم عيد الأضحى، والأفلام التي ستُعْرَض للتنافس على واحد من أهم المواعيد السينمائية في السينما المصرية، خصوصاً أنه يتزامن حالياً مع نهاية فصل الصيف، ومن المتوقع أن يحقق شباك التذاكر فيه أرقاماً ضخمة. وبعد شد وجذب وإشاعات عن الأفلام التي ستلحق بالسباق، أو الأخرى التي ستخرج منه، تم الاستقرار بالفعل على 6 أفلام متنافسة خلال العيد، أحدها فيلم حركة لكاتب ومخرج وممثل أثبتوا نجاحهم سوياً من قبل. والآخر، فيلمٌ ملحميٌّ لا يشابه أي عمل مصري آخر، بالإضافة لأربعة أفلام كوميدية لا تحتوي على أي نجوم صف أول.
"الكنز" واجتماع النجوم
أوَّل أفلام الموسم هو "الكنز: الحقيقة والخيال"، والذي يعد تجربة جديدة تماماً على السينما المصرية. ويحمل في أسماء صُنّاعه، كل العوامل المُبشّرة بنجاح كبير. فالفيلم يدور في أربعة عصور: العصر الفرعوني والعصر العباسي وبدايات القرن العشرين، وأخيراً في الوقت الحالي، من خلال 4 قصص من المفترض أن يجمعها رابط واحد هو الحب في مواجهة السلطة، يتم سردها في جزئين (4 ساعات)، هذا هو الأول منهما. وبعيداً عن البذخ الإنتاجي الواضح والذي ظهر مع عروض الفيلم الدعائية، ووجود اسمين بقيمة شريف عرفة مخرجاً، وعبد الرحيم كمال كاتباً، فإن عدد النجوم في هذا الفيلم وفي أدوار مختلفة وجديدة عليهم يجعله مثيراً للانتباه بالفعل. فمحمد رمضان يؤدي دور البطل الشعبي "علي الزيبق"، ومحمد سعد في دورٍ جادٍ لأحد باشوات العصر الملكي، وإلى جانبهما هند صبري (ملكة في العصر الفرعوني)، وروبي (حبيبة "الزيبق")، وأمينة خليل (مطربة ناجحة في بدايات القرن)، وأحمد رزق، وغيرها من الأسماء الكبيرة. ليكون هذا العمل هو الأكثر أهمية وترقباً في الموسم.
"الخلية" و"أكشن" عز والعريان
لا شكَّ في أنَّ طارق العريان هو أفضل مخرجي أفلام الحركة في السينما المصرية، ويمتلك مستوى متميّزاً في أفلامه (منذ "الإمبراطور" 1991)، لا يقل عنه، وآخرها "ولاد رزق"، الذي حقق نجاحاً نقدياً كبيراً عام 2015، بالإضافة للنجاح الجماهيري الذي جعله العمل الأكثر إيراداً في سنة صدوره. في الفيلم الجديد يجتمع العريان مرة أخرى مع البطل نفسه، أحمد عز، ومن ورائهم الكاتب نفسه، صلاح الجهيني، في أجواء مختلفة تماماً عن عصابات "ولاد رزق". تدور الأحداث هنا عن أحد ضباط البوليس في ملاحقته لخلية إرهابية، والمخاطر الشخصية والاجتماعية التي يواجهها من جراء ذلك. وبوضع كل المعطيات إلى جانب بعضها، فإن المستوى الفني والأداء الجماهيري المتميّز تبدو عناصرهما مضمونة في هذا الفيلم. ويبدو فرس الرهان الأقرب لتصدُّرْ إيرادات الموسم، بالنظر إلى المخاطرة الفنية في فيلم "الكنز"، وعدم ضمان إقبال الجمهور عليه، حتى مع وجود محمد رمضان الذي حقق فيلمه الأخير "جواب اعتقال" إيرادات متوسطة، بينما مستوى الإثارة والحركة والقبول الجماهيري لأحمد عز في "الخلية" يبدو الأكثر ثباتاً.
الكوميديا دون نجوم
وبعيداً عن الفيلمين المتوقعين بشدّة نظرياً، هناك 4 أفلام أخرى كوميدية ستتنافس على الجزء الكوميدي في الموسم. والملفت للانتباه، أنه لا يوجد فيها أي من نجوم الصف الأول. ويبدو العمل الأبرز بينها هو فيلم "خير وبركة"، الذي يخرجه سامح عبد العزيز، ومن تأليف شريف نجيب (الذي نجح له قبل ذلك فيلما "لا تراجع ولا استسلام" و"كلب بلدي")، والأهم أنه من بطولة علي ربيع ومحمد عبد الرحمن، نجمي مسرح مصر، اللذين حققاً شهرة تلفزيونية كبيرة.
وكان وجودهما كأبطال مساعدين في بعض الأفلام يضيف لها المزيد من الجماهيرية. ولكن المخاطرة هنا، هي أن العمل يمثل بطولتهما المنفردة الأولى، بعد مسلسل لم ينجح مطلقاً مثل "صد رد". وعلى الأغلب، فسمعة الفيلم بين الجمهور من ناحية "الضحك" خلال أيام عرضه الأولى ستكون العنصر الأهم في نجاحه أو فشله التجاري. أما الأفلام الثلاثة الأخيرة، فتحمل رهانات مختلفة لن تتجاوز النجاح المتوسط على الأغلب، الأول هو "شنطة حمزة"، من بطولة المطرب حمادة هلال، الذي اعتاد تقديم أفلام "كوميديا عائلية" ذات قبول جماهيري معقول، وهو في هذا الفيلم يجتمع مع يسرا اللوزي إلى جانب ثلاثة كوميديين لديهم حضورهم، وهم بيومي فؤاد وأحمد فتحي ومحمد ثروت، وهو ما يضمن على الأقل عدم الفشل التجاري. الفيلم الثاني هو "بث مباشر"، وهو إعادة محاولة أخرى مع الكوميديان سامح حسين للبحث عن أي نجاح بعد فشل كل أفلامه السابقة، ولا يبدو أن الأمر سيختلف هذه المرة، إذْ لا تتضمن قائمة الممثلين المشاركة في بطولة الفيلم أي اسم جاذب جماهيرياً يمكن له أن يساعده. أما الفيلم الأخير، فهو "خلطة السبكي"، المعتادة، كما يقال عنها في السينما المصرية، حيث مطربين وراقصات وأجواء شعبية استغلالاً للمزاج الجماهيري الصاخب في الأعياد. وفي هذه المرة، يحملُ الفيلم اسم "أمان يا صاحبي"، ويجمع فيه سعد الصغير ومحمود الليثي وعبد الباسط حمودة، إلى جانب الراقصة صوفينار والمغنية بوسي، وتدور أحداثه داخل شارع محمد علي المشهور بأنه حي الغناء والرقص في العاصمة المصرية.