"تولع"... محاولة فاشلة لتقليد الكليبات الغربية؟

29 ابريل 2017
تقوم الزغبي في الكليب بارتداء البرقع الخليجي (فيسبوك)
+ الخط -
أطلقت، مُؤخّراً، الفنانة اللبنانية نوال الزغبي، أغنيتها "تولع" على طريقة الفيديو كليب. والأغنية من كلمات عدنان الأمير، وألحان بسّام مهدي، وتوزيع عمر صبّاغ، أما الكليب، فهو من إخراج جو بو عيد.
أثار الكليب موجة كبيرة من الانتقادات والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، نقلها عادل كرم بشكل كوميدي من خلال برنامج "هيدا حكي"، رغم أن نوال قامت بإطلاق حملة ترويجية كبيرة للكليب، إذْ أطلقت "برومو" الكليب قبل شهر من إصداره. وعمل، أيضاً، برنامج "اي تي بالعربي" على متابعة كواليس الكليب والترويج له خلال حلقاته، إلا أن الكليب لم ينل رضى الجمهور.
لم يعتمد الكليب على القصة القصيرة أو الدراما، بل ركز المخرج، جو بو عيد، على الصورة، فحاول صنع العديد من اللقطات والصور الجمالية، ضمن أكثر من فضاء منغلق، يحتوي على العديد من الأشياء التي يمكن ترميزها، والتي تلخص إلى حد بعيد الصور النمطية التي رسمها الغرب عن الشرق. واستفاد بو عيد من الاكسسوار والأزياء للإيحاء لرموز ودلالات شعبية وروحية. وهذا النوع من الإخراج ليس بجديد، فهو معتمد وبشكل كبير في الكليبات الغربية، واعتمدته العديد من الفنانات المعروفات، كالليدي غاغا وريانا وبيونسي، اللواتي يقحمن بكليباتهن رموزاً دينية وروحيّة وشعبيَّة بصور جمالية.
إلا أن بو عيد فشل بنقل تلك الرموز بالاحترافية نفسها، فالفضاءات التي اختلقها، اعتمد فيها على الحشو لأشياء كثيرة ليست لها أي دلالة، ولا تخدم الصورة، كوجود صورة فوتوغرافية كبيرة في خلفية المشهد، لأشخاص مجهولين، وليست لها أي دلالة، ولا تخدم جمالية الكليب. وكذلك، تواجد المزهريات والورود بشكل عشوائي يشتت الرموز الجميلة التي اختلقها، ككف فاطمة والصحراء والجمال.
وفي الكليب، تظهر نوال الزغبي بفستان غريب التصميم مع شال بـ"ستايل" عربي، لتعطي مظهرها الجمالية نفسها المتبعة بالكليب، بالدمج بين النمط الشرقي والغربي. وتبدو رغبة بو عيد بالمزج بين العناصر الشرقية والغربية واضحة، إذ تظهر الزغبي بـ"ستايل" غربي، وتقوم في الوقت نفسه بوضع الحنة، في فضاء يتوسطه جمل والعديد من "المانيكانات". ولكن جلوس الزغبي ضمن عدد هائل من المجلات، وإقحام منتجات كثيرة، بسبب الإعلانات، كالبارفان والساعة والمجوهرات، ضيع جمالية المشهد. إلا أن جمالية الدمج تتجلى بأفضل صورها في مشهد واحد، إذ يظهر وراء الزغبي "كف فاطمة" مضاءً ومرسوماً بطريقة فنية متقنة، وتؤدي أمامه الزغبي بعض الرقصات الشرقية، وهي ترتدي البرقع الخليجي بطريقة عصرية جداً، وسط إضاءة فاقعة.



إلا أن الثواني المعدودة للمشهد الاحترافي تنكسر بسرعة، عندما تظهر الزغبي على السرير، وهي تعمل على "تفصيص" اللوبية الخضراء، ليشكل هذا المشهد المادة الأساسية للسخرية منها على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ أكّد المتابعون أن فيها تنميطاً مزعجاً لصورة المرأة الشرقية عموماً والعربيَّة خصوصاً.
ولكن بالعموم، يحسب للكليب المحاولة الجادة لخلق العوالم الجمالية المبنية على التشكيل بالفضاءات المغلقة برموز عربية، رغم أن ذلك الفضاء كسرته الإعلانات الكثيرة في الكليب، كإعلان سيارة "أودي" وغيرها.



المساهمون