"كزدورة"... مطاعم غزة بلكنة سورية

15 أكتوبر 2017
حميدو في مطاعم غزة (العربي الجديد)
+ الخط -
هروباً من ويلات الحرب بمدينة حلب، وصولاً إلى التجول بوتيرة أبطأ بين محافظات غزة، يستعرض الشيف السوري وريف حميدو خلال برنامجه "كزدورة" مطاعم القطاع وعملها في مجال الطبخ، والوجبات المقدمة والتعريف بها وبمكوناتها، مستفيدًا من خبرته بتخصص الأكل لنحو 20 عامًا، بدأها في مطعمه الذي تركه في سورية.
مشهد الدمار الذي خيّم على حلب السورية، في العام 2012، دفع بحميدو إلى الهرب منها وترك مطعمه الذي كان يعمل به حينها، متنقلاً عبر تركيا وصولاً إلى مصر، ثم محطته الأخيرة في غزة، حيث بدأ كشيف في أحد المطاعم فيها، حتى توقف عن ذلك بفعل الحرب الإسرائيلية الأخيرة صيف عام 2014.
بعدها عاد الشيف السوري ونفَض غُبار الحرب عن يديه، وارتدى قفازاته الخاصة، وبدأ العمل بما يحترفه مجددًا، واستفاد من حملات دعائية قام بها في ذلك الحين، في تقديم برنامج تلفزيوني عن الطبخ في رمضان الماضي، إلى أن وصل لفكرة إنتاج برنامج "كزدورة" الخاص به عبر قناة محددة على موقع "يوتيوب".
ويُعرف حميدو لـ"العربي الجديد" برنامجه على أنه جولة داخل مطاعم مدينة غزة، ويعرض في كل حلقة الطابع العام لتلك المطاعم والأكلات المميزة المقدمة فيها، كما يُفصح عن طرق وأسرار تحضير بعض وجبات الطعام، وما تحتويها من فوائد، في إطار تشجعيه للسياحة الداخلية في القطاع المحاصر إسرائيليًا.
ويوضح الشيف السوري أن فكرة البرنامج جاءت لإظهار صورة غزة المغايرة للدمار والموت، حيث أناسها يرغبون بالعيش والرفاهية، والتي من مظاهرها ارتيادهم المطاعم المنتشرة بالقطاع، كما تشجيع الفلسطينيين على السياحة الداخلية على الرغم من صعوبة الحياة والظروف الاقتصادية المتردية.
ويبدأ حميدو برنامجه اليوتيوبي بالتعريف في كل حلقة بأحد المطاعم الغزّية المنتشرة، وطبيعة عمله والوجبات التي يقدمها، مرورًا بالتركيز على إحدى الوجبات الرئيسية ونوعها وكيفية طهوها، وفوائدها الصحية، جاذبًا بلغته الحلبية المتابعين له، حيث الأسلوب البسيط في الشرح والتقديم، البعيد عن الجمود الذي يسكن برامج الطهي العربية الأخرى.
ويلفت حميدو الذي تخرج من الجامعة السورية من تخصص الهندسة الميكانيكية، إلى وجود تقارب بين ثقافة الفلسطينيين والسوريين في الأكل، مع وجود اختلافات في طرق التحضير والمكونات المستخدمة في الوجبات المنوي تحضيرها.

واجتهد حميدو خلال فترة تواجده في غزة، بتعريف الفلسطينيين ببعض الوجبات السورية، فضلاً عن أكلات أخرى صنعها بنفسه مثل "الدجاج بالليمون" و"فتة الشاورما"، مشيرًا إلى افتقار القطاع لبعض المكونات التي تُطبخ بها بعض الوجبات في سورية، مثل "البرغل العمقي" المستخدم في طبخ نوع خاص من الكبّة، و"القشطة العربية الفريش" المستخدمة بالحلويات.
في حين لم تمر محاولات حميدو في تقديم برامج الطهي سواء تلفزيونيًا أو على "يوتيوب" بدون صعوبات، حيث تنوعت المشاكل بين مصادر التمويل، ورفض بعض القنوات التلفزيونية إنتاج برامج من باب عدم رضاها للانغماس في معترك الإعلانات التجارية لتلك المطاعم.
ويطمح الشيف السوري اللاجئ إلى غزة، في تقديم برامج طهي عبر قنوات تلفزيونية، كما تطوير موهبته في المجال عبر الإلمام بمدارس مختلفة بالطبخ، مثل شغفه بتعلم الطهي الإيطالي.

دلالات
المساهمون