أزياء المهرجانات: متابعة تبتعد عن الحدث

18 نوفمبر 2016
من افتتاح مهرجان القاهرة الدولي للسينما (العربي الجديد)
+ الخط -
لأكثر من خمسين عاماً، ينشغل متابعو المهرجانات السينمائية في العالم بالأناقة النسائية التي أصبحت مرادفة لأيّ حدثٍ فنّي كبير، خصوصاً في اليوم الأوّل للمهرجان. يقول أحد المعلقين على حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لهذا العام، "الأناقة بين أفضل الفساتين التي ارتدتها النجمات في المهرجان، وبين أسوأها، هي الحديث الغالب، في مثل هذه التظاهرة". ويقولُ معلّقون إنّ ما يحصل في المهرجانات الفنية، هو دعاية مجّانية لمصمّمي الأزياء في جميع أنحاء العالم، وخصوصاً أن عصر المواقع الإلكترونية يفتح نوافذ متخصّصة في عوالم الأزياء والموضة. كما ظهرَت في السنوات الأخيرة استبيانات يشارك بها قُرّاء المواقع العاديون في اختيار الزي الأفضل، والزي الأسوأ، عبر تصويت إلكترونيّ يستمرُّ لأيام.

ودشّن مهرجان القاهرة السينمائي دورته الثامنة والثلاثين، قبل أيام، بحضور عددٍ كبير لنجوم السينما والتلفزيون في القاهرة. وفي ظلّ غياب واضح للفنانين الأجانب، غلبت في اللحظات الأولى للمهرجان، المنافسة بين الممثلات والمدعوات على الأناقة. وقام الحاضرون بالتقاط صورٍ لما يحصل، ونشروها على مواقع التواصل الاجتماعي.

وسجلت التعليقات على أناقة المهرجان، أعلى نسبة تبادل وتعليق على مواقع التواصل الاجتماعي. ولم يوفّر عدد من الصحافيين المتابعين لهذا الحدث رأيهم في الموضوع. فكان النقد لاذعاً للممثلة، إلهام شاهين، التي وصفها البعض بأنها تشبه "الراقصة على السلالم"، في إشارة إلى خسارتها الواضحة في امتحان الأناقة لهذا الموسم. إذ ارتدت إلهام شاهين فستاناً أسود لم يتناسب مع تطلعات الحاضرين والجمهور المتابع لبداية دورة جديدة من المهرجان السينمائي المصري.
لم تكن إلهام شاهين وحدها عرضة للانتقادات بسبب فستانها المثير للجدل. المغنية، سما المصري، وُوجِهَت أيضاً بانتقادات لم تقتصر على فستانها، بل انُتِقَد من وجه لها الدعوة لحضور المهرجان السنوي. وكذلك هوجمت الفنانة، منى الحسن، على فستانها النبيذي من قماش المُخمل، وقيل إن "موديل" الفستان لا يتناسب مع المهرجان ولا الطقس، وهو يصلح للشتاء أكثر.
مسألة التعليق على الأزياء الخاصة بالمهرجانات، لا تقتصر على المهرجانات العربيّة. على العكس تماماً، أكبر المهرجانات العالمية لا توفّرها الانتقادات اللاذعة بشأن الأزياء التي يظهرها اليوم الأول، ولحظة مرور الفنانين على السجادة الحمراء، قبل بداية المهرجان. الواضح عموماً، أن هذا النوع من الانتقادات أصبح في السنوات الأخيرة مادة دسمة للصحافة أيضاً.

في مهرجان "كان" السينمائي، هذا العام، لم تقتصر الانتقادات على أناقة الفنانات الحاضرات لهذا المهرجان، بل امتدّت لتشمل أزياء الفنانين الرجال التي تحدثت عنها الصحافة العالمية، بالقول، بأنَّها لم تكن أقل أهمية من أزياء الفنانات، إذ حضر كل نجم من نجوم هوليوود بإطلالة ساحرة وأنيقة تحاكي أناقة المهرجان. واختار بعضهم البدل الرسمية ذات التصميم البسيط والألوان الكلاسيكية لإطلالاتهم على السجادة الحمراء، ومنهم كولين فيرث Colin Firth، ما فتح سجالاً جديداً حول أهمية الأزياء بعيداً عن الهدف الأساسي للمهرجان، ومناقشة الأفلام المعروضة ضمن هذه المهرجانات، أو حتى الإعلان عنها، من قبل متابعي الموضة.


المساهمون