2023 أفضل أعوام الأسهم حول العالم منذ 2019

30 ديسمبر 2023
متعاملون في بورصة نيويورك في آخر أيام التداول في 2023 (Getty)
+ الخط -

بعد ارتفاعات قوية في آخر شهرين، وبدعم من تصريحات مسؤولي البنوك المركزية حول العالم، التي أظهرت إمكانية خفض الفائدة في وقت مبكر من العام القادم، سجلت أسواق الأسهم العالمية أقوى أعوامها منذ 2019، حيث وضع المستثمرون توقعات دخول الاقتصادات في ركود وراء ظهورهم، وتراجعت عوائد السندات في كل الأسواق الكبرى تقريباً.

وارتفع مؤشر مورغان ستانلي "MSCI" العالمي، وهو مقياس واسع لأسهم الأسواق المتقدمة العالمية، بنسبة 16% منذ أواخر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وبنسبة 22% منذ بداية العام، ليسجل أفضل أداء له منذ أربع سنوات.

وساهمت مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسية بالنصيب الأوفر من ارتفاعات العام للمؤشر العالمي، حيث ارتفع مؤشر إس أند بي 500 بنسبة تجاوزت 24% في 2023، كان 14% منها على الأقل خلال السبعين يوماً الأخيرة. وأنهى المؤشر الأشمل لقطاعات الاقتصاد الأكبر في العالم العام على مقربة من أعلى مستوياته على الإطلاق.

وكانت مكاسب الأسهم الأميركية، وتحديداً أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، مدفوعة بالتحول الكبير في توقعات أسعار الفائدة، في أعقاب سلسلة من البيانات الأخيرة التي أظهرت انخفاض التضخم بشكل أسرع من المتوقع في الاقتصادات الغربية، بالإضافة إلى تصريحات مسؤولي بنك الاحتياط الفيدرالي، والتي فهم منها المستثمرون زيادة احتمالات خفض الفائدة في وقت مبكر من العام القادم 2024.

وتسببت توقعات خفض الفائدة الأميركية في تراجع عوائد سندات الخزانة، كما أغلب السندات المتداولة في السوق الأميركية. ويعني تراجع عوائد السندات ارتفاع أسعارها، وهو ما يخفض من جاذبيتها، ويدفع بمزيد من المستثمرين باتجاه شراء الأسهم، أملاً في تحقيق عوائد أعلى.

وعزز بنك الاحتياط الفيدرالي هذا الاتجاه في منتصف ديسمبر عندما أشارت توقعاته، التي أعلن عنها رئيسه جيروم باول في المؤتمر الصحافي الذي أعقب قراره بتثبيت الفائدة، إلى تخفيضات كبيرة في أسعار الفائدة في العام المقبل.

وقال تيم موراي، الخبير الاستراتيجي في شركة "تي رو برايس" لإدارة الأصول لجريدة "فاينانشال تايمز" الإنكليزية: "بمجرد إعلان بنك الاحتياط الفيدرالي عن تحول سياساته، أصبح المستثمرون في حالة ذهنية إيجابية. لقد كان ذلك أمراً كبيراً وغير متوقع".

وحقق مؤشر إس أند بي 500 زيادة بنسبة 0.3% خلال الأسبوع الأخير من العام، مسجلاً مكاسب للأسبوع التاسع على التوالي، في أطول سلسلة ارتفاعات أسبوعية له منذ بداية عام 2004.

وفي الوقت نفسه، ارتفع مؤشر "بلومبيرغ" الإجمالي العالمي لديون الحكومات والشركات بنسبة 6% هذا العام، بعد أن انخفض بنحو 4% في منتصف أكتوبر/ تشرين الأول، وفقاً لما نشرته جريدة "فاينانشال تايمز".

وانخفض عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات، وهو معيار مهم للأصول المالية العالمية التي تتحرك عكسياً مع أسعار السندات، إلى أقل من 3.85% في آخر شهور العام، وذلك بعد ارتفاعه فوق 5% لفترة وجيزة خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وارتفعت أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة بنسبة 3.1% خلال العام المنتهي في نوفمبر/ تشرين الثاني، مقارنة بـ 9.1% في الأشهر الـ 12 حتى يونيو/ حزيران 2022. وانخفض التضخم في منطقة اليورو إلى 2.4%، وهي أبطأ وتيرة سنوية منذ يوليو/ تموز 2021، في حين تباطأ التضخم في المملكة المتحدة بشكل حاد إلى 3.9%.

ويسعر المتداولون الآن في بورصة العقود الآجلة والمستقبلية ستة تخفيضات في أسعار الفائدة من قبل كل من بنك الاحتياط الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي بحلول نهاية عام 2024، وهو تحول صارخ عن الحال التي سيطرت على الأسواق في أغلب فترات العام المنقضي، والتي انتشرت فيها المخاوف من استمرار معدلات الفائدة في الاقتصادات الكبرى عند مستوياتها المرتفعة، لفترات مطولة، والتي أدت إلى عمليات بيع سندات عالمية خلال فصل الخريف.

ونقلت "فاينانشال تايمز" عن سونيا لاود، كبيرة مسؤولي الاستثمار في Legal and General Investment Management لإدارة الاستثمارات قولها: "لقد عانى مستثمرو سوق السندات من الصدمات هذا العام، حيث تسببت البيانات الصادرة في العديد من المناسبات في خلق الكثير من التقلبات".

ومع ذلك، لا يبدو أن هناك إجماعاً على استمرار تحسن الأسواق، حيث يعتقد بعض المستثمرين أن الأسواق تبالغ في التفاؤل بأن التضخم سيستمر في الانخفاض، دون أن ينزلق الاقتصاد الأميركي إلى الركود.

وقال جريج بيترز، كبير مسؤولي الاستثمار المشارك في "PGIM" لأدوات الدخل الثابت: "أتوقع أن بعض الزخم المتعلق بتخفيضات أسعار الفائدة سيبدأ في التلاشي بالعام الجديد".

وقادت مجموعة من أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى المكاسب في "وول ستريت" هذا العام، على الرغم من أن الارتفاع اتسع في الأسابيع الأخيرة لأبعد من قائمة "العظماء السبعة"، والتي تشمل شركات أبل، ومايكروسوفت، وألفابت، وأمازون، وتيسلا، وميتا، وإنفيديا.

وارتفع مؤشر ناسداك المركب الذي تهيمن عليه أسهم شركات التكنولوجيا بنسبة 43% هذا العام، وهو أفضل أداء له في عقدين. وعلى النقيض من ذلك، تخلف مؤشر فاينانشال تايمز FTSE) 100) في لندن عن الأسواق الأميركية والأوروبية، حيث لم تصل مكاسبه في عام 2023 إلى 4%.

وتسبب ترجيح مؤشر "FTSE" لمجموعات التعدين، التي تأثرت بتباطؤ الاقتصاد الصيني وبشركات الطاقة المعرضة لأسعار النفط، في الحد من مكاسب المؤشر، ولا سيما مع استمرار عناد التضخم في المملكة المتحدة، والذي يتوقع المستثمرون أن يحد من قدرة بنك إنكلترا (المركزي) على خفض أسعار الفائدة العام المقبل.

المساهمون