ناقلات الإمارات تحتكر توريد الوقود إلى اليمن

03 ديسمبر 2017
اليمن يعاني من أزمة وقود مستمرة(الأناضول)
+ الخط -
عملت الإمارات على احتكار توريد مشتقات النفط إلى اليمن، ولتحقيق هذا الهدف قامت باستغلال سيطرتها على محافظة حضرموت (جنوب شرق البلاد) من خلال قصر واردات مناطق الحكومة الشرعية من الوقود على ميناء المكلا في المحافظة، عبر خط ملاحي مباشر من ميناء جبل علي في دبي، بينما تم إغلاق ميناء الزيت في العاصمة المؤقتة عدن.
وكان اللواء أحمد بن بريك محافظ حضرموت السابق الموالي للإمارات، قد أعلن في 16 فبراير/ شباط الماضي، عن تسيير رحلات بحرية منتظمة ومباشرة من ميناء جبل علي في الإمارات إلى ميناء المكلا في حضرموت عبر الخط الملاحي (كوسكو).
ومنذ ذلك التاريخ تصل شحنات المشتقات النفطية من دبي إلى المكلا، عبر ناقلة النفط الإمارتية "Folk Elegant" ومن المكلا يتم توزيع الوقود إلى العاصمة المؤقتة عدن (جنوب) وبقية مناطق الحكومة، ومنها أيضا يتم تزويد العاصمة صنعاء الخاضعة للحوثيين بالوقود.
وكشف مسؤول في سلطات صنعاء الموالية للحوثيين، في يونيو/حزيران الماضي، أن كميات الوقود التي تصل إلى ميناء الحديدة الخاضع لسيطرتها لا تغطي الاستهلاك المحلي، ويتم تعويض النقص من خلال عشرات الشاحنات التي تصل إلى صنعاء من مدينة المكلا الخاضعة لسيطرة قوات إماراتية، بحسب وكالة الأنباء اليمنية، في نسختها الخاضعة للحوثيين.
ووصلت ثلاث بواخر محملة بالمشتقات النفطية، يوم 20 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إلى ميناء المكلا، بعد إعادة فتح منافذ اليمن البحرية التي أغلقت لمدة عشرة أيام من التحالف العسكري الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين.
وقال مدير مؤسسة موانئ البحر العربي اليمنية الحكومية (المشغل لميناء المكلا)، سالم باسمير، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء اليمنية الحكومية، إن ثلاث بواخر أخرى متوقع وصولها خلال الساعات القادمة إلى ميناء المكلا، تحمل 26 ألف طن من مادة الديزل، مشيرا إلى أن هذه الشحنات وصلت من موانئ خليجية دون تسميتها بالتحديد،
لكن مصدرا حكوميا يمنيا وأخر في شركة مصافي عدن أكدا في تصريحات لـ "العربي الجديد" أن "الشحنات الأخيرة وصلت من ميناء جبل علي الإماراتي، وأن جميع شحنات الوقود الواردة إلى اليمن تأتي من دبي".
وأوضحت المصادر أن " تحويل الإمارات لسفن الوقود إلى ميناء المكلا يأتي بهدف تحقيق سيطرتها الكاملة على واردات الوقود إلى اليمن، ولتحويل ميناء المكلا كترانزيت لميناء جبل علي".
وفي قطاع الخدمات، أبرمت شركة أبو ظبي الوطنية للتوزيع "أدنوك للتوزيع" في 15 سبتمبر/ أيلول الماضي، اتفاقا مع شركة ميكو للتجارة والتسويق في صنعاء الخاضعة لسلطة الحوثيين، لبيع منتجاتها من زيوت المحركات في أسواق اليمن، كما قدمت شركة إماراتية عرضاً لسلطات الحوثيين لتوريد الوقود إلى مناطقهم.
وبالتوازي مع قصر توريد الوقود على ميناء المكلا، قامت قوات محلية موالية للإمارات، مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي ، بطرد قوات موالية للحكومة من ميناء الزيت التابع لشركة مصافي عدن، ليتم بذلك إحكام إغلاق الميناء وتحويل سفن الوقود الواردة إلى المكلا.
وتضرب المحافظات الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية، أزمة وقود خانقة، منذ مطلع العام، بسبب عدم قدرة البنك المركزي على تغطية فاتورة الواردات، فضلا عن عجز شركة النفط اليمنية عن سداد مديونيتها لصالح مستوردي الوقود منذ منتصف 2016.

(العربي الجديد)
المساهمون