الأميركيون يهدرون أغذية بـ 165 مليار دولار سنوياً

27 نوفمبر 2017
بعض السلع غير معروفة نهاية الصلاحية بدقة (Getty)
+ الخط -

أفادت دراسة مشتركة أجرتها كلية الحقوق في جامعة هارفارد ومجلس حماية الموارد الطبيعية في الولايات المتحدة، بأن الأميركيين يُلقون نحو 40% من المواد الغذائية التي يشترونها في القمامة. وهو ما يعني إهدار جزء مهم من نفقات الأسر الأميركية بلا جدوى، حيث لا يستفيد أحد من المواد التي تلقى في القمامة.

ونقل موقع "ماركت ووتش" الأميركي، المعني بالشأن الاقتصادي العالمي، عن الدراسة أن قيمة هذه المواد الغذائية المهدورة تصل إلى 165 مليار دولار سنوياً، ويعادل ذلك بالقيمة العينية نحو 72.5 مليون طن من المواد الغذائية ونفاياتها.

ووفقا للدراسة، ينشأ هذا الوضع لأنه لا يوجد في الولايات المتحدة عملياً مفهوم واضح ومحدد لوضع العلامات على المنتجات الغذائية، وفقا لخبراء أغذية، ويكتب عليها عادة sell by، أي الفترة الزمنية الصالحة فيها السلعة للاستهلاك، أو use by أي "صالحة حتى". والعلامة الأولى توضع خصيصاً للموزعين ولتجار التجزئة، ولا تعني أن المادة الغذائية فسدت.

وبالإضافة إلى ذلك، وحسب، موقع "ماركت ووتش"، يمكن للشركات الأميركية المصنّعة المنفردة وضع تواريخ مختلفة بصيغ خاصة بها تقوم بتحديدها وفقا لتقديرها الخاص.

وذكرت الدراسة أن أكثر من 80% من الأميركيين يرمون الطعام والمواد الغذائية في القمامة قبل انتهاء صلاحيتها، بسبب عدم معرفة بيانات الصلاحية والبلبلة في علامات الترقيم.

وحسب الموقع الأميركي، فإنه قام في الآونة الأخيرة معهد تسويق الأغذية ورابطة منتجي الأغذية، وهما منظمتان توحدان تجار التجزئة ومنتجي الأغذية على التوالي في الولايات المتحدة، بوضع نظام مبسط لتحديد تواريخ انتهاء الصلاحية.

ويقترح النظام استخدام عبارة "الأفضل استهلاكها قبل"، للإشارة إلى المنتجات التي تحتفظ بأقصى مواصفاتها التذوقية قبل التاريخ المحدد، ولكنها تبقى آمنة للاستهلاك بعد مرور ذلك التاريخ. وكذلك علامة "تستخدم قبل" في حال مرور ذلك التاريخ تظهر مخاطر عند تناول المادة الغذائية المذكورة.

ومن المتوقع أن یستخدم نظام التوسیم الجدید اعتباراً من شهر یونیو/حزيران 2018، وسیساعد علی تقلیل کمیة المواد الغذائیة التي یتم إتلافها ورميها بشكل غیر مبرر حسب خبراء أغذية أميركيين.

وحسب دراسة حديثة أجرتها منظمة الفاو العالمية العام الماضي 2016، في مجال هدر وتبذير الطعام، تبين وجود 1.3 مليون طن من الطعام يهدر أو يفقد كل سنة في جميع أنحاء العالم، وهو ما يمثل كارثة، اذ تعادل هذه الكمية، ثلث الطعام المنتج للاستهلاك البشري، ولهذه الإحصائيات آثار سلبية خاصة على بلدان أفريقيا الجنوبية والعديد من الدول الفقيرة.

ولاحظت الدراسة، أن مجموع الأغذية التي يتم فقدها أو تجديدها قبل أن تصل إلى المستهلك يؤثر سلباً على الاقتصاد وتوازن الأمن الغذائي العالمي، وهدر الطعام أو تبذيره هو من السلبيات التي أصابت البلدان العربية خاصة في شهر رمضان لما يعانيه من إهدار كبير للغذاء.

ولتفادي هذا التبذير وخفض نسب الهدر قدر الإمكان، يقترح بعض الخبراء التنسيق مع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى وأصحاب المصلحة في أرجاء العالم بما في ذلك القطاع الخاص والمجتمع المدني.

وتشير المعلومات الرسمية التي نشرتها منظمة "فاو" إلى أن تبذير الطعام لا يعتبر هو الخسارة الوحيدة، لكن هناك تبعات أخرى منها إهدار موارد أساسية موازية في مجال الصناعات الغذائية التي تستهلك من الطاقة والماء والبترول وغيرها. ودعت منظمة فاو إلى زيادة الوعي بأضرار هدر الغذاء وزيادة الوعي بشأن آثار الفقد والهدر والوصول بحلول لمعالجة الأزمة، وتطوير السياسات الاستراتيجية والبرامج اللازمة لمعالجة مشكلة هدر وفقد الأغذية.

يذكر أن جمعية المستهلك في مصر قالت إن المواطن اليوم يستهلك الطعام فوق احتياجاته وهذا يعود لعادات وتقاليد والمناسبات المتعددة عند العرب، كما تتزايد عمليات إهدار الطعام كذلك بدول الخليج العربية، حيث تنصب الموائد الضخمة لعديد قليل من الأشخاص. وينتهي معظم هذه الموائد إلى القمامة.

(العربي الجديد)

المساهمون