السيارات البريطانية تخترق السوق الصينية

26 يناير 2017
سيارات جاغوار في معرض ببكين (فردريك براون/فرانس برس)
+ الخط -
تواصل الصناعات الصينية عبر الشراكات التجارية التي تعقدها مع شركات صينية وشركات أوروبية. وقد لاقت هذه الشراكات نجاحاً في بريطانيا خاصة في قطاع السيارات البريطانية التي باتت تأخذ حيزاً من سوق السيارات الصينية الفاخرة. ولكن في باقي دول أوروبا تواجه الصناعات الصينية رسوم الإغراق المرتفعة التي تفوق 20%. 
في هذا الصدد، قالت جمعية مصنعي وتجار السيارات في بكين، إن الصين لا تزال ثالث أكبر شريك تجاري لبريطانيا بعد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، مع تسجيل صناعة السيارات البريطانية أعلى إنتاج لها في 17 عاماً خلال العام الماضي.
وحسب وكالة شينخوا، قال الرئيس التنفيذي للجمعية، مايك هاوس، إن الصين، أكبر سوق للسيارات في العالم، لا تزال "سوقاً مهمة جداً لصناعة السيارات البريطانية وشريكاً تجارياً حاسماً من حيث المواد والمكونات ونأمل أن تزدهر في المستقبل".
وأشار آخر تقرير للجمعية، إلى أن الصين حافظت على ترتيبها كثالث أكبر مقصد تصديري لصناعة السيارات البريطانية بعد تعافي الطلب بنسبة 3.1%عقب تراجعه بنسبة 37.5% في العام السابق.
وأوضحت الجمعية أن أفضل 5 سيارات مبيعاً في الصين، في العام الماضي، كانت "رينج روفر سبورت" و"لاند روفر ديسكفري" و"جاغوار أف بيس" و"ميني ورينج روفر". ووفقاً للتقرير، فإن 1.722.698 سيارة قد صنعت عبر خطوط الإنتاج البريطانية في العام الماضي من جانب 15 مصنعاً بزيادة 8.5% عن الإنتاج الكلي المسجل في عام 2015 وهو أعلى إنتاج منذ عام 1999.

وعزت الجمعية نمو الإنتاج بشكل أساسي إلى ارتفاع الطلب الخارجي وتزايد الرغبة العالمية في اقتناء السيارات البريطانية الصنع بنسبة 10.3%، لتسجل أعلى ارتفاع في تاريخها وقدره 1.354.216 سيارة للعام الثاني على التوالي. ويتم الآن تصدير 8 من كل 10 سيارات تصنع في بريطانيا إلى 160 سوقاً في جميع أنحاء العالم.
ويستأثر الاتحاد الأوروبي بأعلى نسبة من السيارات البريطانية المصدرة إلى الخارج مسجلاً 758.680 سيارة، وفقاً للجمعية.
وشهد الطلب المحلي نمواً أيضاً على السيارات البريطانية الصنع في العام الماضي بنسبة 2.4%، وحافظت بريطانيا على موقعها كثاني أكبر سوق للسيارات في أوروبا مرة أخرى بعد ألمانيا.
ولكن النجاح الصيني في الشراكة التجارية مع بريطانيا، يقابله نزاع تجاري مع الكتلة الأوروبية.
في هذا الصدد قالت وزارة التجارة الصينية، إن مد الاتحاد الأوروبي إجراءات مكافحة الإغراق ضد واردات عجلات الألومنيوم الصينية هو أمر مربك ومخيب للآمال. وجاءت التصريحات التي نقلتها أمس، وكالة شينخوا الصينية شبه الرسمية، بعد إعلان المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للكتلة، يوم الثلاثاء، إنها سوف تمد إجراءات مكافحة الإغراق لمدة خمسة أعوام أخرى ضد بعض البضائع الصينية، مع بقاء الرسوم الجمركية عند 22.3%.
وقال وانغ خه جون، رئيس مكتب التحقيقات والعلاجات التجارية بوزارة التجارة الصينية، إن "من الظلم" إلقاء اللوم في ضعف أداء صناع عجلات الألومنيوم بالاتحاد الأوروبي على الشركات الصينية، منذ أن كان السبب الحقيقي هو الركود الاقتصادي العالمي.
وشرح وانغ، أنه على الرغم من الفجوة في الأسعار فإن عجلات الألومنيوم من الصين هي أساساً للبيع بالتجزئة في الوقت الذي يصنع فيه الاتحاد الأوروبي العجلات للسيارات الكاملة الصنع. وبدلاً من الإضرار بصناعة العجلات الألومنيوم للاتحاد الأوروبي فإن المنتجات الصينية تسد فجوة في السوق.
وقال إنه بعد فرض رسوم إغراق على المنتجات الصينية لأكثر من ستة أعوام فإن الاتحاد الأوروبي يقوم بحماية مفرطة لمنتجيه. وسوف يلحق مد الإجراءات العلاجية الضرر، بكل من الشركات الصينية والصناعة والمستهلكين في الاتحاد الأوروبي.
وقال وانغ، إن استمرار المفوضية في إجراءات حمائية صريحة تعارضها جمعيات صناعة السيارات فى الاتحاد الأوروبي هو أمر "مربك" و"مخيب للآمال".
وأكد أن الصين تأمل أن يفي الاتحاد الأوروبي بتعهداته في مكافحة الحمائية التجارية واستخدام إجراءات العلاج بطريقة حكيمة ورشيدة ومنضبطة لضمان فتح منافسة عادلة ومفتوحة في السوق وخلق بيئة جيدة للعلاقات التجارية بين الصين والاتحاد الأوروبي.
المساهمون