العراقيون بين التشرد والفساد

27 يونيو 2015
تفاقم معدلات الفقر في العراق (أرشيف/فرانس برس)
+ الخط -

في شهر رمضان، الذي يجب أن تزداد فيه أواصر التعاون، وصلة الأرحام، تزداد مأساة العراقيين بين مشرد ولاجئ، وفساد يضرب في أطناب المجتمع، ومضاربة على العملات الأجنبية، ترهق الجهاز المصرفي.

حرب أشعل جذوتها تجار لا يعنيهم سوى مصالحهم الشخصية، والمصالح الحزبية والطائفية الضيقة، فضلًا عن أن العراق أصبح منذ ربع قرن مكانا للحرب بالوكالة بين قوى إقليمية ودولية مختلفة.

كان الأجدر بدور الجوار الإقليمية التي تساهم في مأساة العراق، أن تستحضر في شهر رمضان مسؤوليتها الإسلامية والإنسانية، فتوقف تلك الحرب، وتعمل على وحدة هذا البلد، الذي انقسم إلى مليشيات تحرق الأخضر واليابس، بينما القوى العالمية تؤمن النفط العراقي ليتدفق في شريان اقتصادياتها، وأن تكون إيرادات النفط، مجرد أثمان للأسلحة، واستمرار الحرب لأطول وقت ممكن.

لقد أشارت بيانات منظمة الهجرة الدولية مؤخرًا إلى أن عدد من شردتهم الحرب منذ بداية عام 2014 بلغ أكثر من 3 ملايين فرد، فضلًا عن الرقم الضخم من اللاجئين العراقيين، الذين انتشروا في البلدان المجاورة وبقية بلاد العالم منذ مأساة العراق التي بدأت منذ نحو ربع قرن.

وفي الوقت الذي يعاني فيه جزء كبير من الشعب العراقي من التشرد واللجوء، يحتل العراق مرتبة متقدمة في الفساد، الذي ينتشر في العمل الحكومي، فحسب مؤشر الشفافية الدولية يأتي العراق في المرتبة 170 من بين 175 شملها المؤشر في عام 2014.

إن مأساة المشردين بالعراق، لا تقتصر على الجانب الاقتصادي فقط، بل تمتد لجوانب أخرى، تهدر إنسانية المشردين، وتجعلهم في حالة من العوز.

إن وجهة النظر القاصرة قد تبلور دور الحكومة في تقديم المعونات الغذائية وغيرها، وإقامة المخيمات، للمشردين، وإن كان هذا ضروريا، إلا أن واجب الحكومة الحقيقي، أن تسعى لإنهاء هذه الحروب داخل المناطق العراقية، وأن تعمل على إيقاف مخططات الدول الإقليمية والدولية.
 
ومن أوجب أدوار الحكومة العراقية أن تواجه الفساد، الذي انتشر بشكل غير مسبوق منذ تسليم الاحتلال الأميركي البريطاني السلطة للعراقيين.

إن وجود تجمعات مفتوحة للمشردين، يعد من أبرز الأسباب التي تساعد على الفساد، من خلال تلفيق أثمان صفقات المساعدات، وتعيينات وهمية في وظائف لا يلمس لها المشردون أي أثر في تحسين أوضاعهم.


اقرأ أيضاً: عراقيون يجدون ضالتهم في البضائع المقلدة

المساهمون