حالة الطوارئ تضرب السياحة والأعمال في بلجيكا

24 نوفمبر 2015
حالة الطوارئ حرمت مقاهي بروكسل من روّادها (Getty)
+ الخط -
في نهاية فترة الغداء، التي عادة ما تكتظ بالزبائن مع توافد موظفي الشركات المجاورة على متجره لبيع البضائع الجلدية في واحد من أكثر شوارع بروكسل ازدحاما، قرر كارين اركليان إغلاق المتجر مبكرا، أمس الاثنين.

وقال اركليان: "هذا أمر كارثي وسيئ للغاية حقا. دخل متجرنا سائحان أو ثلاثة فقط اليوم. معظم الأماكن مغلقة هنا بسبب المخاوف الأمنية والناس يعملون من منازلهم ولا يوجد مشترون".

ويقع متجر اركليان في منطقة شوسيه ديكسيل بوسط العاصمة البلجيكية التي تخضع لإجراءات أمنية مشددة وإغلاق للمصالح العامة والمتاجر منذ السبت الماضي بسبب ما تصفه السلطات بأنه تهديد "جدي ووشيك" بشن هجوم على غرار هجمات 13 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في باريس، التي راح ضحيتها 130 شخصا.

وفي ظل إغلاق نظام قطارات الأنفاق والمدارس والجامعات ومراكز التسوق والمتاحف ودور السينما والعديد من المطاعم والمتاجر في المدينة، التي يعيش فيها 1.2 مليون شخص، يخشى أصحاب الأعمال التكاليف الاقتصادية لتشديد إجراءات الأمن.

والأكثر تضررا على ما يبدو هي المتاجر والمزارات السياحية والفنادق والمطاعم والمتاحف وغيرها من الفعاليات الثقافية.

وقال أوليفييه ويلوكس، رئيس غرفة الأعمال والتجارة والصناعة البلجيكية، التي تضم في عضويتها 30 ألف شركة: "إنه أسوأ من التأثير الاقتصادي للهجمات على باريس نفسها. إنه تأثير نفسي والناس قلقون ويتوقعون حدوث شيء".

وأضاف: "في باريس، يريدون إظهار أن حياتهم مستمرة بعد الهجمات وأنهم باقون. أما هنا فالعكس صحيح: لم يحدث شيء والناس يخشون حدوث شيء"، مشيرا إلى أن نسبة 40% من حجوزات الفنادق في وسط بروكسل في مطلع الأسبوع ألغيت في اللحظة الأخيرة.

وذكر أن بعض السياح، خاصة من الولايات المتحدة الأميركية، يقومون بإلغاء زياراتهم المقررة حتى فبراير/شباط المقبل.

ويأتي الإغلاق قبل بدء موسم السياحة في عيد الميلاد (الكريسماس)، الذي يبدأ عادة في ديسمبر/كانون الأول المقبل، وهي فترة حيوية لفنادق بروكسل وعددها نحو 150 فندقا. ومن المقرر افتتاح معرض الكريسماس في بروكسل، الذي يجتذب نحو مليون شخص يوم الجمعة المقبل.

وزار بروكسل 3.3 ملايين سائح في 2013 مع تعافي السياحة بعد فترة ثبات في 2012 لأسباب من أهمها تعزيز ثقة المستهلكين والأعمال والتعافي الاقتصادي من الأزمة المالية.

وقال فيليب ليدنت، وهو خبير اقتصادي في شركة (آي.ان.جي): "نحن في مرحلة تعافٍ.. لو كان الأمر مجرد تأثير معنوي عارض فحسب، فهي ليست مشكلة حقيقية. لكن إذا استمر الأمر فقد يكون هناك تأثير أكبر على ثقة المستهلكين ثم على استهلاك الأفراد".

واتضحت المشكلة في منطقة شوسيه ديكسيل، الواقعة وسط بروكسل، حيث فتح ما بين ثلث ونصف المتاجر في المنطقة أبوابها ظهر أمس الاثنين. وأغلقت شركات عالمية كبيرة أبوابها مثل إتش آند إم للملابس ومتجر (إف.إن.إيه.سي) الفرنسي للكتب والموسيقى. وأبقى مطعم مكدونالدز بابه مفتوحا، فيما وقف أمامه ثلاثة جنود للحراسة، كما لم تغلق متاجر خاصة صغرى أبوابها.

اقرأ أيضا: هل استعمل "داعش" عملة افتراضية لتمويل هجمات باريس؟

المساهمون