التصدير يحرم التونسيين من زيت الزيتون

17 نوفمبر 2015
تونس أكبر مصدر لزيت الزيتون عالميا (Getty)
+ الخط -
يشتكي التونسيون، هذا العام، من الارتفاع الكبير الذي شهدته أسعار زيت الزيتون على الرغم من وفرة الإنتاج، وهو ما يهدد بحرمان أغلب العائلات من اقتناء احتياجاتهم للعام القادم على غرار ما هو معتاد.
وقد أدى الارتفاع المتواصل في أسعار زيت الزيتون، في السنوات الأخيرة، إلى تغيير في العادات الغذائية للتونسيين الذين باتوا يعولون أكثر فأكثر على الزيوت النباتية على غرار زيت الذرة وعباد الشمس على الرغم من أن أهالي المحافظات المنتجة كانوا، حتى وقت قريب، يترفعون عن استهلاك أي نوع من الزيوت عدا ما ينتجه الزيتون المحلي.
وعلى الرغم من أن الموسم لا يزال في بداياته تدل كل المؤشرات في بورصة الزيت، أن الأسعار لن تتراجع، حيث قفز سعر اللتر الواحد من 6 دينارات (3.1 دولارات)، العام الماضي، إلى 8.5 دينارات، هذا العام، وسط أنباء عن إمكانية ارتفاع الأسعار إلى 11 ديناراً.
ويبرر المنتجون هذه القفزة غير المسبوقة للأسعار بالإقبال الكبير للمصدرين على اقتناء كل الكميات المتوافرة في المعاصر لإرضاء الطلب العالمي، وهو ما ولّد شحاً في التزويد المحلي وحرم التونسيين من حاجياتهم في الزيوت المحلية، حتى في محافظات الساحل والشمال الغربي الأكثر إنتاجاً للزيتون.
وانتقدت منظمة الدفاع عن المستهلك (منظمة غير حكومية) حرمان التونسيين من خيرات بلادهم من زيت زيتون وتمور وغيرها بسبب ما اعتبرته سياسة التصدير المجحفة. وقال سليم سعد الله، رئيس المنظمة في تصريحات لـ "العربي الجديد": "من المؤسف أن يرى التونسي خيرات بلاده تمر أمام عينيه دون أن يتمتع بها"، معتبراً أن سياسة "نهم" المصدرين تجعل جل التونسيين غير قادرين على توفير أدنى حاجياتهم من الزيت مقابل تمتع جل الأسواق الأوروبية بالخيرات التونسية وبأثمان أقل بكثير من الأسعار المتداولة في السوق المحلية.
ويعتبر سعد الله، أن زيادة الأسعار تأتي في إطار سياسة تعجيزية للمستهلك التونسي الذي بلغت قدرته الشرائية أدنى مستوياتها، في السنوات الأخيرة، حتى بات زيت الزيتون الذي كان حجر الزاوية للمطبخ التونسي من الكماليات التي لا يطاولها إلا الميسورون، وفق قوله.
ولا تملك السلطات الرسمية أرقاماً عن حجم الاستهلاك المحلي لزيت الزيتون، في المقابل تشير بيانات رسمية إلى أن استهلاك التونسيين من الزيوت النباتية ارتفع إلى نحو 160 ألف طن هذا العام.
ومن المنتظر أن يبلغ إنتاج الزيتون، خلال الموسم الحالي 2015 -2016، حوالي 800 ألف طن، فيما سيبلغ إنتاج زيت الزيتون 160 ألف طن، وفق ما أكده عبدالسلام الواد، رئيس الغرفة الوطنية لمصدري زيت الزيتون.

اقرأ أيضا: خبراء: تبعات هجمات باريس تضرب اقتصاد دول المغرب العربي
المساهمون