استمع إلى الملخص
- بيانات اقتصادية أميركية مخيبة للآمال، مثل تباطؤ نمو الوظائف وارتفاع معدل البطالة إلى 4.3%، ساهمت في زيادة أسعار الذهب.
- رغم ارتفاع عقود الذهب الآجلة، تزايدت المخاوف من الركود، مما دفع المستثمرين لبيع مراكزهم المربحة في الذهب لدعم رهاناتهم على الأسهم.
توقع محللون أن تدفع احتمالات توسع الحرب على غزة بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في إيران، ومخاوف الركود الأميركي، أسعار الذهب إلى أعلى مستوى خلال الأشهر المقبلة من العام الجاري. وشهد سوق المعدن الأصفر مكاسب قوية منذ بداية الأسبوع بعد أن احتفظ بدعم أولي بارز عند 2400 دولار للأونصة. ثم ارتفع الزخم يوم الأربعاء، حيث أشار رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول إلى أنّ البنك المركزي قد يبدأ بخفض أسعار الفائدة بحلول سبتمبر/ أيلول.
وساعدت حالة عدم اليقين الجيوسياسي في المنطقة والبيانات الاقتصادية الأميركية المخيبة للآمال، على دفع الأسعار إلى أعلى مستوى جديد غير مسبوق فوق 2500 دولار للأوقية، أمس الجمعة، بحسب ما أفاد تحليل بموقع "كيتكو" المتخصص، اليوم السبت. وشهدت هذه المكاسب بعض عمليات الشراء القصيرة اللاحقة، أمس الجمعة، بعد أن أظهر تقرير الوظائف غير الزراعية المخيب للآمال للغاية في الولايات المتحدة إنشاءَ 114 ألف وظيفة، الشهر الماضي. وشهد الاقتصاد الأميركي أبطأ وتيرة لنمو الوظائف خلال أربع سنوات، وفي الوقت عينه، قفز معدل البطالة بشكل حاد إلى 4.3%، مقابل توقعات الاقتصاديين بقراءة دون تغيير عند 4.1%، فيما قفز معدل البطالة إلى أعلى مستوى له منذ سبتمبر/ أيلول 2021.
وبينما ارتفعت عقود الذهب الآجلة لشهر ديسمبر/ كانون الأول بقوة فوق 2500 دولار للأوقية، ثبت أنّ المكاسب لم تدم طويلاً مع تزايد المخاوف من الركود في السوق. وقال تحليل "كيتكو": "لقد فوجئ المستثمرون بمبيعات الأسهم في نهاية الأسبوع، وكانت هناك توقعات بإمكانية التحوّل إلى قطاعات أخرى، ولكن كل شيء انخفض". ونقل عن فيليب سترايبل، كبير استراتيجيي السوق في شركة بلو لاين فيوتشرز، قوله إنّ المستثمرين يضطرون إلى بيع مراكزهم المربحة في الذهب لدعم رهاناتهم على الأسهم، مضيفاً: "لست قلقاً بشأن الذهب، لأنّ هذا البيع سيكون قصير الأجل. أتوقع امتصاص هذا الانخفاض لاحقاً".
كيف سيكون أداء الذهب مستقبلاً؟
بدوره، قال كريس فيكيو، رئيس استراتيجيات العقود الآجلة في موقع "تايستي لايف"، إنه يرى أيضاً أي ضعف في الذهب بمثابة فرصة شراء، نافياً ضعف الذهب حيث جمع المستثمرون الأموال. وأضاف: "إذا سألتني عمّا سيصبح عليه الذهب الأسبوع المقبل، فأعتقد أنه سيكون متقلباً للغاية، وقد ينخفض بنسبة 2 أو 3%. إذا كنا نتحدث عن الاتجاه الذي سيتجه إليه الذهب خلال الربع المقبل، أو الربعين المقبلين، حتى نهاية العام، أعتقد أن التاريخ يعطينا دليلاً، وعلينا أن نتطلع إلى الأعلى"، مذكّراً بأنّ الذهب يُعَدّ، تاريخياً خلال فترة الركود، أحد أفضل الأصول أداءً في الأسواق المالية العالمية.
وكانت المخاوف من الركود الاقتصادي في الولايات المتحدة حادة، أمس الجمعة، حيث أوضح الاقتصاديون أنّ ارتفاع معدل البطالة أدى إلى ظهور مؤشر للركود. ووفقاً لهذه القاعدة، يمكن تحديد بداية الركود عندما يرتفع المتوسط المتحرك لمدة ثلاثة أشهر لمعدل البطالة الوطني بمقدار 0.50 نقطة مئوية أو أكثر، نسبةً إلى الحد الأدنى لمتوسطات الثلاثة أشهر من الأشهر الاثني عشر السابقة.