12 من أهم شركات ألمانيا ترافق شولتز سعياً لتعزيز حضورها في الصين

04 نوفمبر 2022
شولتز يواصل زيارته إلى الصين على رأس وفد سياسي واقتصادي رفيع (فرانس برس)
+ الخط -

يرافق المستشار الألماني أولاف شولتز في زيارة العمل، التي يقوم بها اليوم الجمعة إلى الصين، 12 من كبار المديرين التنفيذيين في أهم وأكبر الشركات الألمانية، في سعي منها لزيادة الاستثمارات في دولة تمثل ثاني اقتصاد في العالم.

ورغم أن توقيت الزيارة القصيرة، التي تستمر ساعات، قد أثار جدلا في برلين، نظرا للتوترات الجيوسياسية والعلاقات غير المريحة مع بكين أخيرا، يبدو أن الصين ستكون إحدى الجهات الأساسية للشركات الألمانية التي تعمل على توسيع نشاطها خارج البلاد في ظل أزمة الطاقة والتضخم التي تكابدها أوروبا، وحيث النمو الاقتصادي آخذ في التراجع.

ويضم الوفد مديرين من أهم 3 شركات لتصنيع السيارات في ألمانيا مثل "فولكسفاغن" و"بي إم دبليو" و"مرسيدس-بنز"، التي تبيع مجتمعة نحو 5 ملايين سيارة وتكسب حوالي 20 مليار يورو سنويا، ومن المتوقع أن تسمح اللقاءات المباشرة بتبادل وجهات النظر بعد 3 سنوات من تبعات جائحة كورونا.

بالنسبة لشركة "فولكسفاغن"، أكبر شركة تصنيع سيارات ألمانية، فهي لا تنوي الحفاظ على مكانتها في السوق الصيني وحسب، بل تسعى لمزيد من التوسع في بلد يشهد فيه سوق السيارات النمو الأسرع عالميا، خاصة بالنسبة للمركبات الكهربائية وذاتية القيادة، إضافة إلى بحث فرص الاستفادة من التطور التكنولوجي لتأمين المزيد من الأرباح مستقبلا.

وذكر موقع "مانجر ماغزين"، اليوم، أن المجموعة باعت، بين يناير/كانون الثاني وسبتمبر/أيلول الماضيين، 39% من جميع سياراتها الجديدة داخل السوق الصينية.

أما الشركتان الأخريان فتسعيان بدورهما لتطوير مشاريعهما هناك، خاصة أن "بي ام دبليو" باتت منذ فبراير/شباط الماضي تستحوذ على 75% من المشروع المشترك "بي إم دبليو بريونس" مع شريك صيني، وهي التي تمتلك أيضا مصنعا للمحركات والبطاريات في الصين وباعت العام الماضي 846 ألف سيارة فيها. 

وبين الشركات التي في عداد وفد شولتز ممثل عن "بي إيه إس إف"، أكبر شركة كيماويات في العالم، وهي تعتبر، وفق تصريحات حديثة لمديرها مارتن برودرمولر، أن الزيارة تمثل إشارة جيدة للاستعداد للدخول في حوار مباشر مع الجانب الصيني من أجل تعزيز العمل المشترك، ومن بينها استثمارات ضخمة بحوالى 10 مليارات يورو بحلول عام 2030 ضمن تطلعاتها الخاصة بتعزيز استراتيجيتها في قارة آسيا.

كما ويحضر ممثل عن مجموعة العلوم والتكنولوجيا "ميرك" الناشطة هناك منذ نحو 90 عاما، وتوظف هناك حوالي 4600 شخص في 11 موقعا في الصين، والتي حققت مبيعات بقيمة 2.9 مليار يورو في البلاد عام 2021، وتعتزم خلال السنوات الست المقبلة استثمار 100 مليون يورو لتوسيع نشاطها وقدراتها الإنتاجية، بينها المستحضرات الصيدلانية الحيوية.

ويشارك مدير شركة "هيب" المصنعة لغذاء وحليب الأطفال، والتي تحاول الاستفادة من طفرة الولادات في الصين، وكذلك المدير التنفيذي لشركة "بيونتك" أوغور شاهين، وهي التي تصنع لقاح "فايزر" الذي ساهم في الحد من انتشار وباء كورونا، وقد توصلت إلى اتفاق مع شركة "فوزون فارما" الصينية لتوفير حوالي 100 مليون جرعة، لكنها لم تتلق موافقة بعد من الدولة الصينية، فيما من المتوقع أن تساهم مشاركة شاهين في تحريك الأمور.

وتبرز أيضا مشاركة ممثل عن شركة "باير" للأدوية التي تسعى لتكون منطقة آسيا واحدة من أهم أسواقها المستقبلية، فضلا عن ممثلين من شركة "سيمنز" التي تستثمر في الصين منذ عام 1872، وكذلك ممثل عن شركة "أديداس" وغيرها.

وعن أهمية الزيارة، نقلت "مانجر ماغازين"، عن رئيس اتحاد الصناعة الألمانية زيغفريد روسفورم، أنه من مصلحة ألمانيا أن تستمر شركاتها اقتصاديا مع الصين، لأنه ليست هناك بدائل قصيرة الأجل لأسواقها، قائلا: "التجارة والاستثمارات المتبادلة تضمن استقرارنا وازدهارنا"، مبرزا أن الانفصال سياسيا واقتصاديا عن جمهورية الصين الشعبية ليس مرغوبا ولا معقولا.

المساهمون