مختار ديوب ... رجل البنك الدولي لإنعاش الاستثمارات الخاصة

15 مارس 2021
مختار ديوب مدير مؤسسة التمويل الدولية (Getty)
+ الخط -

من أفريقيا جنوب الصحراء إلى أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي، استطاع السنغالي، مختار ديوب، أن يترك بصمته لسنوات عدة داخل أروقة البنك الدولي كمسؤول عن تمويل مشروعات إنمائية في العديد من دول هذه المناطق، وصل حجمها إلى 70 مليار دولار، ليتم اختياره مطلع مارس/ آذار الجاري مديراً عاماً لمؤسسة التمويل الدولية التابعة للبنك الدولي، ليعد بذلك أول أفريقي يتقلد هذا المنصب.

وقبل أن يتولى الخبير السنغالي هذا المنصب الذي يضعه على رأس أهم مؤسسة عالمية للمساعدة في التنمية عبر القطاع الخاص، كان نائباً لرئيس البنك الدولي لشؤون البنية التحتية.

خبر هذا الستيني جيداً دواليب البنك الدولي، حيث تولى منصب نائب الرئيس المكلف بالقارة السمراء على مدى ستة أعوام، وقدمته تلك المؤسسة الدولية عند اختياره للمهمة الجديدة على أنه مدافع شغوف بالقارة وبالتنمية المستدامة على الصعيد العالمي.

يؤكد أن أولوياته الرئيسية تتمثل في "تدبير الاستثمارات في البلدان الأكثر فقراً وهشاشة وتهيئة الظروف اللازمة لتحقيق تعافٍ مستدام وشامل للجميع وقادر على الصمود"، فقد قادته مهامه كي يهتم عن قرب بالطاقة والنقل والبنية التحتية الرقمية وتعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة والشباب واعتماد التكنولوجيا في البلدان السائرة في طريق النمو.

اختار ابن المحامي دراسة الاقتصاد ومواصلة مساره الدراسي في إنكلترا، وكان ذا توجه يساري في شبابه، يؤمن بدور الدولة، التي لا تقوم فقط بالانخراط في الإصلاحات، بل تحرص على تنفيذ الاستثمارات.

وقبل خمسة أعوام، حل ضيفا على برنامج شهير تبثه إذاعة فرنسا الدولية، حيث قال "لا يمكن أن يكون الشخص تكنوقراطياً فقط، بل هو مجبر على فهم الاقتصاد السياسي للبلد، نحن مدعوون لفهم الثقافة والظروف والمحددات التي تحرك المجتمع، من أجل إمكانية التغيير".

يقول اقتصاديون عرفوه عن قرب إنه من الاقتصاديين الذين يؤمنون بإمكانية تحقيق التنمية عبر البنية التحتية والموارد البشرية وتنمية التكنولوجيا والابتكار. هذا ما يؤشر عليه مساره من السنغال إلى البنك الدولي، فهل يمضي في ذلك التصور بعدما تولى أمر القطاع الخاص في المؤسسة المالية الدولية.

لم يغب مسار الخبير الاقتصادي، خريج جامعتي وورويك ونوتينام في إنكلترا، عن من يحتفون بقادة الرأي العام في العالم، فقد اختير ضمن أقوى 100 أفريقي تأثيراً في العالم.

يفترض فيه العمل على احترام التزامات المؤسسة المالية الدولية، عبر زيادة الاستثمارات في مجالات المناخ والمساواة بين الجنسين، ودعم البلدان التي نالت منها النزاعات وألقت بها في حالة من الهشاشة، كما قال رئيس البنك الدولي، دافيد مالباس.

وفي فبراير/ شباط الماضي، صرح ديوب مباشرة بعد الإعلان عن ترشيحه لمؤسسة التمويل الدولية بأن "الأشهر المقبلة ستكون صعبة جداً"، مشدداً على أن القطاع الخاص له دور أساسي يجب أن يضطلع به في التنمية.

يقول هذا المصرفي الذي عمل في صندوق النقد الدولي قبل الالتحاق بالنبك الدولي: "هدفي يتمثل في عودة تدفق الاستثمار في البلدان الصاعدة بهدف الحفاظ على فرص العمل وخلق المزيد منها على المدى الطويل، خاصة في البلدان الأكثر فقراً".

وسبق له شغل منصب مدير الشؤون المالية والقطاع الخاص والبنية التحتية في منطقة أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي بالبنك الدولي، والمدير القُطري للبرازيل، حيث ساعد في تمويل أعمال البنية التحتية الرئيسية، والمدير القُطري لكل من كينيا وإريتريا والصومال.

كذلك شغل مختار ديوب أيضاً مناصب حكومية، أبرزها منصب وزير الاقتصاد والمالية في السنغال، حيث اضطلع بدور رئيسي في تطبيق إصلاحات هيكلية ساعدت على بناء أساس قوي لنمو السنغال في أواخر الثمانينيات، وفق سيرة ذاتية نشرها البنك الدولي أخيرا على موقعه الإلكتروني.

المساهمون