محافظ المركزي الإيراني في العراق: مساعٍ لإنقاذ الريال وتخفيف تداعيات العقوبات الأميركية

12 أكتوبر 2020
إيران تسعى إلى إنقاذ عملتها (عطا كناري/فرانس برس)
+ الخط -

بدأت محادثات بين بغداد وطهران حول تعزيز التعاون المالي بينهما وحل المشاكل المصرفية العالقة، ومنها سداد العراق لديونه إلى إيران. ووصل محافظ البنك المركزي الإيراني،  عبد الناصر همتي، إلى العاصمة العراقية بغداد صباح اليوم الاثنين، على رأس وفد للقاء والتشاور مع المسؤولين العراقيين، ومن بينهم رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.

وتأتي الزيارة وسط أزمات اقتصادية كبيرة تعاني منها الدولتان، إذ تهاوى سعر صرف الريال الإيراني بسبب العقوبات الأميركية، وعلى الجانب الآخر يشهد العراق أزمة اقتصادية حادة بسبب تداعيات كورونا وتهاوي إيرادات النفط. وحسب مراقبين، تسعى إيران إلى إيجاد منفذ لأزمتها المترتبة على العقوبات الأميركية والتي أدت إلى تهاوي الريال أمام العملات الأجنبية خلال الفترة الأخيرة. 

ووفق وكالة الأنباء الإيرانية (ارنا)، قال محافظ البنك المركزي العراقي، مصطفى غالب مخيف، اليوم الاثنين، في لقاء مع نظيره الإيراني عبد الناصر همتي في بغداد، إن المسؤولين العراقيين يؤكدون على حل القضايا المصرفية بين البلدين وإنها ستحل قريبا في ظل الآليات المعتمدة. و أكد مخيف أننا نحاول مواصلة التعاون المصرفي مع إيران، وسنستخدم خبرة طهران في التمويل والمصارف.

وتابع أن كل جهودنا هي لمواصلة التعاون بين البلدين، وستُحل المشاكل القائمة في مجال المطالبات المالية والنقدية لإيران.

وأضاف محافظ البنك المركزي العراقي أن هناك بعض الآليات التي يمكن استخدامها للمساعدة في تعزيز التعاون المصرفي والنقدي بين البلدين، وحل المشاكل القائمة.

وقال إننا اقترحنا تشكيل لجنة مشتركة بحضور مسؤولين مصرفيين وماليين من البلدين لإيجاد الحل اللازم لتسوية القضايا المالية بين إيران والعراق.

من جانبه أعرب محافظ البنك المركزي لإيران عن أمله في أن تُحلّ، بالتعاون مع نظيره العراقي، القضايا المصرفية المعقدة بين البلدين.

وقال همتي : آمل أن تُحلّ المشاكل المصرفية والمالية بين البلدين، في ظل عزم وإرادة السلطات العراقية.

وجاءت زيارة محافظ البنك المركزي الإيراني إلى العراق على رأس وفد مصرفي واقتصادي متزامنة مع تشديد الولايات المتحدة الأميركية عقوباتها على طهران، وهو أمر اعتبره مختصون محاولة من قبل الإيرانيين للبحث عن منفذ يخفف عنهم عبء العقوبات الأميركية. 

وقالت وسائل إعلام إيرانية في وقت سابق الاثنين، إن زيارة همتي جاءت من أجل إجراء محادثات مع المسؤولين المصرفيين العراقيين، موضحة أنها تأتي لمتابعة مستحقات إيران من العملة الصعبة، وتسديد الديون العراقية لإيران. 

وحسب الخبير الاقتصادي العراقي، عبد الرحمن المشهداني، فإن زيارة محافظ البنك المركزي الإيراني إلى العراق غير اعتيادية، موضحا لـ "العربي الجديد" أن توقيتها غير مناسب. 

وبيّن أن هذه الزيارة جاءت بعد فترة قصيرة من استلام محافظ البنك المركزي العراقي منصبه واتخاذه خطوات إجرائية عليها كثير من الملاحظات، خصوصا في ما يتعلق بتصنيفات المصارف التي يمكن أن تشارك في مزاد العملة والتي يرتبط بعضها بأشخاص متهمين بالمشاركة في عمليات غسل أموال وتهريب عملة وتشجيع التبادل التجاري مع إيران، مؤكدا أن الزيارة جاءت بعد أيام على قيام الولايات المتحدة الأميركية بوضع 18 مصرفا إيرانيا على قائمة العقوبات الاقتصادية، وهي من المصارف المهمة المسؤولة عن حركة التجارة الإيرانية تجاه العالم. 

ولفت إلى أن الإيرانيين يبحثون عن منفذ جديد عن طريق بعض المصارف، ما استدعى وجود محافظ البنك المركزي الإيراني في العراق. 

وأكد أن العملة الإيرانية انهارت بشكل كبير بعد العقوبات الأميركية على المصارف الإيرانية، موضحا أن العراق قد يقع في حرج بسبب تعامله مع إيران في هذه الفترة، لأن بعض الأطراف كثيرا ما تتهم عراقيين بأنهم يمثلون "البوابة الخلفية لعمليات غسل الأموال وتمويل التجارة الإيرانية". 

وهوت العملة الإيرانية إلى مستويات قياسية جديدة في السوق الموازية، بعد أن فقدت خلال 24 ساعة، نحو 4.3% من قيمتها أمام الدولار، الذي خرج عن السيطرة في الأيام الأخيرة، لا سيما بعد إعلان الإدارة الأميركية، الخميس الماضي، عن فرض عقوبات جديدة، استهدفت بمقتضاها 18 مصرفا بغية فصل النظام المالي الإيراني عن الخارج بالكامل.

وقفز سعر الدولار إلى مستوى 316  ألف ريال مقابل 303 آلاف ريال في تعاملات أول من أمس، مواصلاً رحلة الصعود العنيفة التي بدأها قبل نحو ثلاثة أشهر، في ظل انحسار موارد البلاد من النقد الأجنبي.

المساهمون