أعلنت قطر عن زيادة طاقتها الإنتاجية من الغاز الطبيعي المسال من 77 مليون طن إلى 142 مليون طن سنوياً، وهو ما يمثل زيادة بنحو 85% عن مستويات الإنتاج الحالية، وذلك قبل نهاية 2030.
وكشف وزير الدولة لشؤون الطاقة القطري الرئيس التنفيذي لـ"قطر للطاقة" سعد بن شريدة الكعبي، خلال مؤتمر صحافي عقده، اليوم الأحد، في المبنى الرئيسي للشركة في الدوحة، عن تنفيذ مشروع توسعة جديد للغاز الطبيعي المسال، وهو مشروع "حقل الشمال الغربي".
وأشار إلى أن الاختبارات الفنية المستفيضة أظهرت امتداد طبقات الغاز المنتجة لحقل الشمال إلى القطاع الغربي للحقل، وهو ما سيسمح بتطوير مشروع جديد لإنتاج الغاز الطبيعي المسال في راس لفان.
وأكد أنّ الدراسات الأخيرة قد بيّنت أن حقل الشمال يحتوي على كميات غاز إضافية ضخمة تقدر بـ240 مليار قدم مكعبة، ما يرفع احتياطي الغاز في دولة قطر من 1.760 تريليون إلى تريليوني قدم مكعبة، وكميات المكثفات من 70 إلى 80 مليار برميل، بالإضافة إلى كميات كبيرة من الغاز البترولي المسال والإيثان وغاز الهيليوم.
وأوضح أن هذه النتائج تعتبر على درجة عالية من الأهمية، وذات أبعاد إيجابية تدفع صناعة الغاز القطرية إلى آفاق جديدة، حيث ستتمكن الشركة من الشروع بتطوير مشروع جديد لإنتاج الغاز الطبيعي المسال من القطاع الغربي لحقل الشمال بطاقة إنتاجية تبلغ نحو 16 مليون طن سنوياً، وسيتجاوز معدل إنتاج قطر الاجمالي من المواد الهيدروكربونية مستوى 7.25 ملايين برميل نفط مكافئ يومياً.
تكلفة التوسعة الجديدة لحقل الشمال للغاز في قطر
وفي رده على أسئلة الصحافيين، قال الكعبي، إنه من الصعب تقدير تكلفة التوسعة الجديدة في حقل الشمال الآن والإنتاج سيكلف مليارات.
وأوضح أنه لا ينظرإلى ترتيب قطر عالميا في إنتاج الغاز، الأول أو الثاني أو الثالث، مؤكدا التركيز على أن يكون القرار مبنيا على أسس فنية صحيحة لأي مشروع، وأن تكون العمليات سليمة وآمنة بتكاليف أفضل، مع جني أرباح أكثر للدولة.
وأشار إلى أن إنتاج "قطر للطاقة" داخل قطر سيكون 142 مليون طن سنويا دون احتساب إنتاج المشاريع التي تشارك فيها الشركة دوليا، والذي يصل إلى نحو 160 مليون طن سنويا، وذلك بإضافة إنتاج مشروع" "غولدن باس" للغاز المسال الواقع في منطقة سابين باس بولاية تكساس الأميركية.
وحول اضطرابات البحر الأحمر، أشار إلى أن ناقلات الغاز القطري توجهت إلى أفريقيا، لافتا إلى أن ما يجري في البحر الأحمر، لم يؤثر على أي تعاقدات لـ"قطر للطاقة".
وردا على سؤال "العربي الجديد"، عن حجم إنتاج قطر حاليا من الغاز الطبيعي، في ضوء رفع الطاقة الإنتاجية التي أعلن عنها عام 2017، لزيادة الطاقة إلى 110 ملايين طن عام 2026، أكد الكعبي أن الطاقة إنتاجية الحالية لقطر من الغاز الطبيعي تبلغ 77 مليون طن سنويا.
وسيتطلب التوسع الجديد إنشاء وحدتين لتسييل الغاز الطبيعي بالإضافة إلى ست وحدات يجري إنشاؤها بالفعل للتوسعات السابقة التي يطلق عليها اسم حقل الشمال الشرقي وحقل الشمال الجنوبي.
و أبرمت "قطر للطاقة" اتفاقيات للاستكشاف والإنتاج مع عدد من الدول في مختلف القارات، وأرست عقودا بعشرات المليارات من الدولارات لتنفيذ مشروعي توسعة حقل الشمال الشرقي وحقل الشمال الجنوبي، اللذين سيرفعان طاقة قطر الإنتاجية من الغاز الطبيعي المسال من 77 مليون طن سنويا إلى 126 مليون طن سنويا، ومن المتوقع أن يبدأ إنتاجهما عامي 2026 و2027. وفي سياق متصل، نفى الكعبي دخول "قطر للطاقة" في مشاريع استكشاف في مصر خلال العام الماضي.
ويضاف اليوم حقل الشمال الغربي الذي سيضيف 16 مليون طن، ليرتفع إنتاج قطر من الغاز الطبيعي إلى 142 مليون طن سنويا.
وكانت الشركة القطرية قد وقّعت عدة اتفاقيات لزيادة حجم أسطولها من ناقلات الغاز الطبيعي المسال، ببناء 100 ناقلة غاز مسال، بتكلفة تقدر بنحو 70 مليار ريال (نحو 19.2 مليار دولار)، ضمن ثلاث اتفاقيات مع أحواض بناء السفن الكورية الثلاثة الكبرى.
ويُعد حقل غاز الشمال أكبر حقل غاز في العالم، وتبلغ مساحة الحقل نحو 9700 كيلومتر مربع، منها 6 آلاف في مياه قطر الإقليمية، والباقي في الجانب الإيراني، واكتشف الحقل عام 1971، وبدأ الإنتاج فيه عام 1989.