استمع إلى الملخص
- استقر الدولار الأميركي قرب أعلى مستوى له منذ ستة أشهر ونصف، مستفيدًا من فوز ترامب، بينما واجه اليورو صعوبة في الارتفاع وارتفع اليوان الصيني.
- يتوقع المحللون ارتفاع معدل التضخم السنوي في الولايات المتحدة لأول مرة منذ سبعة أشهر، مما قد يؤثر على قرارات الفيدرالي الأميركي بشأن أسعار الفائدة.
تراجعت أسعار بيتكوين في التعاملات المبكرة بأكثر من 2%، الأربعاء، تصحيحياً بعد يوم من القمم التاريخية التي كسرتها العملة المشفرة، مستفيدة من فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية. وفي التعاملات المبكرة اليوم، تراجع سعر وحدة بيتكوين بنسبة 2.02% أو 1830 دولارا، لتستقر عند 87.22 ألف دولار، نزولا من القمة المسجلة أمس التي اقتربت من 90 ألف دولار للوحدة، وسط ترقب لبيانات التضخم الأميركية.
وبفضل ارتفاع بيتكوين في جلسة الثلاثاء، بلغت قيمة سوق العملات المشفرة أعلى مستوى لها على الإطلاق عند حوالي 3.1 تريليونات دولار أميركي، وهو رقم يفوق الناتج المحلي لقارة أفريقيا. والثلاثاء، وصل سعر بيتكوين إلى 89998 دولارا للوحدة، في أعلى مستوى تاريخي على الإطلاق، في وقت نمت حتى منتصف جلسة الأمس بنسبة 33 %، منذ إعلان فوز ترامب بالانتخابات. وتترقب سوق العملات المشفرة، بيانات التضخم الأميركية خلال وقت لاحق اليوم، للحصول على مؤشرات حول مسار أسعار المستهلك، وهو ما يعطي المتعاملين مؤشرات حول مسار أسعار الفائدة الأميركية خلال اجتماع الفيدرالي الشهر المقبل.
واستحوذت العملات المشفرة على مكانة بارزة في السياسة، في وقت ينظر إلى بيتكوين على أنها تجارة ترامب، لأن الرئيس الجمهوري تبنى الأصول الرقمية خلال حملته الانتخابية. ورسّخ ترامب مكانته باعتباره الرئيس الأكثر ودية لصناعة العملات المشفرة، من خلال التعهد بجعل الولايات المتحدة عاصمة العملات المشفرة على مستوى العالم، وتعيين منظمين يرغبون في تطوير الأصول الرقمية إذا عاد إلى البيت الأبيض. وتعهد ترامب بوضع قواعد أكثر ودية للعملات المشفرة، في وقت يحكم حزبه الجمهوري قبضته على الكونغرس، مما يعزز فرصه في تنفيذ أجندته.
الدولار يترقب بيانات التضخم وأسعار الفائدة
وفي سوق العملات، ظل الدولار اليوم الأربعاء قريبا من أعلى مستوى في الأشهر الستة والنصف الماضية مقابل العملات الرئيسية. ويستفيد الدولار حاليا من فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية الأسبوع الماضي، إذ يستقر قرب أعلى مستوى سجله أمس الثلاثاء عند 106.17، وهو الأقوى منذ الأول من مايو/ أيار.
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسية، 0.04% إلى 106.03. وارتفع الدولار 0.12% مقابل الين ليصل إلى 154.80 بعد بلوغه 154.934، وهو أعلى مستوى له مقابل العملة اليابانية منذ 30 يوليو/ تموز. وواجه اليورو صعوبة في تلقي دعم وسط حالة من الضبابية السياسية، إذ من المقرر أن تجري ألمانيا، أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، انتخابات يوم 23 فبراير/ شباط بعد أسابيع من انهيار الائتلاف الحاكم بقيادة المستشار أولاف شولتز. وفي الوقت نفسه، تدرس الأسواق الرسوم الجمركية التي قد يفرضها ترامب على كل من أوروبا والصين.
وظل اليورو قرب أدنى مستوى في عام عند 1.0595 دولار الذي سجله أمس الثلاثاء، وانخفض 0.09% في أحدث تعاملات إلى 1.0615 دولار. واستقر الجنيه الإسترليني عند 1.27475 دولار، متأثرا بقوة العملة الأميركية. وارتفع اليوان الصيني في الأسواق الخارجية نحو 0.14% مقابل الدولار ليصل إلى 7.2354 يوان لكل دولار. وتراجع الدولار الأسترالي 0.05% ليصل إلى 0.6529 دولار.
ويتوقع المستثمرون من الإدارة الجديدة اتباع سياسة خفض الضرائب وفرض تعريفات جمركية على الواردات، وهي سياسات يُعتقد أنها قد تؤدي لزيادة التضخم. وفي الوقت ذاته، اقترب الجمهوريون أكثر من تحقيق سيطرة كاملة على الكونغرس، مما سيمنح الرئيس المنتخب صلاحية تمرير أجندته السياسية. وساهمت التداولات المراهنة على سياسة ترامب في رفع عوائد سندات الخزانة الأميركية، فيما تتوقع الأسواق أن يقلص مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) مدى خفض أسعار الفائدة في المستقبل. ومع ذلك، فقد الدولار قوته قليلا اليوم الأربعاء في ظل ترقب الأسواق قراءة جديدة للتضخم في الولايات المتحدة مع صدور تقرير مؤشر أسعار المستهلكين لشهر أكتوبر/ تشرين الأول في وقت لاحق من اليوم.
ومن المقرر أن يتحدث جيروم باول، رئيس المركزي الأميركي، هذا الأسبوع، قبيل صدور بيانات مؤشر أسعار المنتجين غدا الخميس، ومبيعات التجزئة يوم الجمعة. ووفقا لأداة فيد ووتش التابعة لمجموعة سي.إم.إي، تتوقع الأسواق احتمالا بنسبة 60% تقريبا لخفض المركزي الأميركي أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة أساس في ديسمبر/ كانون الأول، بانخفاض من حوالي 84% قبل شهر.
توقعات بعودة التضخم الأميركي للارتفاع
ويتوقع محللون إعلان عودة معدل التضخم السنوي في الولايات المتحدة للارتفاع لأول مرة منذ سبعة أشهر خلال الشهر الماضي، وهو ما يشير إلى أن زيادة الأسعار يمكن أن تبدأ بعد فترة هدوء مستمرة منذ أكثر من عامين. ومن المتوقع ارتفاع أسعار المستهلك خلال أكتوبر/ تشرين الأول بنسبة 2.6% شهريا، بحسب مسح للمحللين أجرته شركة البيانات فاكت سيت، مقابل ارتفاعها بنسبة 2.4% خلال سبتمبر/أيلول. ومن المتوقع أيضا ارتفاع الأسعار خلال الشهر الماضي بنسبة 0.2% شهريا وهي نفس نسبة الزيادة الشهرية في الشهر السابق.
في الوقت نفسه، يتوقع المحللون إعلان ارتفاع معدل التضخم الأساسي الذي يستبعد السلع الأشد تقلبا مثل الطاقة والغذاء إلى 3.3% سنويا، وهو نفس المعدل المسجل في الشهر السابق. كما يتوقع المحللون ارتفاع الأسعار بنسبة 0.3% شهريا للشهر الثالث على التوالي، وهو المعدل الذي يتجاوز المستوى المستهدف لمجلس للبنك المركزي الأميركي والبالغ 2% سنويا. ويتوقع أن تعزز زيادة معدل التضخم مخاوف الأسواق المالية من تباطؤ التقدم في كبح جماح التضخم في أكبر اقتصاد في العالم. وقد يجعل ذلك المركزي الأميركي أقل ميلا لخفض أسعار الفائدة الرئيسية خلال اجتماعه المقرر في الشهر المقبل وأوائل العام المقبل، حيث أشار مسؤولو المجلس في السابق إلى هذا الاحتمال.
ورغم ذلك، ما زال المحللون يتوقعون عودة التضخم إلى التراجع في وقت لاحق. ويتراجع معدل تضخم أسعار المستهلك الذي وصل إلى ذروته وكانت 9.1% في 2022، باطراد، رغم أن نفقات المعيشة بشكل عام في الولايات المتحدة ما زالت أعلى بنسبة 20% تقريبا عن مستوياتها قبل ثلاثة أعوام. وأثارت الأسعار المرتفعة استياء الأميركيين من حكومة الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس، وساهمت في خسارة هاريس للانتخابات الرئاسية الأميركية لمصلحة منافسها الجمهوري دونالد ترامب.
(الأناضول، رويترز، أسوشييتد برس، العربي الجديد)