الشتاء والغلاء يرفعان أسعار الأسماك في مصر 50٪

13 نوفمبر 2024
يشكو صيادون من زيادة تكلفة تراخيص الصيد، المنصورة 11 إبريل 2023 (فرانس برس)
+ الخط -

تشهد أسعار الأسماك في مصر زيادة هائلة في ذروة موسم الإنتاج للمأكولات البحرية المحلية الفاخرة، من أسماك الدنيس والجمبري والطوبار والمرجان والسبيط. وبحسب الأسعار التي تنشرها الصحف المصرية يومياً، ارتفعت أسعار الأسماك الشعبية وعلى رأسها البلطي، حيث بلغ كبير الحجم 130 جنيهاً (نحو 2.6 دولار)، مرتفعاً من مستوى 90 جنيهاً خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بينما وصل سعر متوسط وصغير الحجم من 65 جنيهاً إلى 90 جنيهاً، ومن 350 جنيهاً إلى 425 جنيهاً للفليه النيلي، بزيادة تبلغ نحو 40٪.

وارتفعت أسماك القرش قشر البياض من 140 جنيهاً إلى 240 جنيهاً، ووصل كيلو "قشر البياض الفليه" من 320 إلى ما بين 430 و600 جنيه وفقاً لحجم القطع وحالته الطازجة. وزاد سعر البوري بالمزارع السمكية من 120 جنيهاً إلى 250 جنيهاً، ويرتفع إلى 300 جنيه للطازج من إنتاج بحيرة البردويل بشمال سيناء، عالي الجودة. كما بلغ سعر كيلو السردين 150 جنيهاً بزيادة 60 جنيهاً دفعة واحدة، ويبدأ السبيط عند سعر 300 إلى 500 جنيه والبربون من 400 إلى 550 جنيهاً وفقاً للحجم وقواقع الجندوفلي من 350 إلى 450 جنيهاً للكيلو من خليج السويس والبردويل، بينما ينخفض إلى 300 جنيه للمستخرجة من البحر المتوسط والبحيرات الشمالية.  

ويبدأ سعر كيلو الجمبري صغير الحجم من 300 جنيه ليرتفع إلى 400 جنيه للجمبري السويسي والمنتج ببحيرة البردويل، ويرتفع إلى 550 جنيهاً من شركة وطنية التابعة للجيش ويصل إلى 600 جنيه لمتوسط الحجم وبلغ 850 جنيهاً للأحجام الكبيرة "الجامبو" و900 جنيه للقزاز. وتجاوز كيلو السمك المرجان 500 جنيه المستخرج من مياه البحر الأحمر. كما اقتربت أسعار أسماك السويس النادرة، من أسعار المنتجات الأجنبية الفاخرة، كالسلمون، الذي يباع في المراكز التجارية الشهيرة بداية من 750 جنيهاً إلى 1200 جنيه للكيلو وفقاً لحجم القطع والدولة الموردة. 

أسباب ارتفاع أسعار الأسماك

وفسّر محمد يوسف أحد موزعي الأسماك بمنطقة الدقي غرب العاصمة القاهرة، الزيادة الكبيرة في أسعار الأسماك بـ"زيادة أسعار التوريد من قبل الصيادين وحلقات السمك الرئيسية بالقاهرة والإسكندرية والسويس وبورسعيد وأسوان وكفر الشيخ والمطرية والتابعة للشركة الوطنية للأسماك"، مؤكداً أنّ "ارتباط ارتفاع الأسعار بدخول فصل الشتاء وكثرة النوات البحرية التي تحول دون قدرة الصيادين على العمل المتواصل".

وأوضح يوسف، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "زيادة الأسعار تدفع الجمهور إلى تخفيض الإقبال على تناول الأسماك رغم جودتها خلال هذه الفترة من العام، وبداية موسم الصيد التي تنشط عادة بعد شهر أكتوبر/ تشرين الأول، مع انتهاء فترة حظر الصيد بالبحر الأحمر، وخليج السويس، والتي تشهد جني أفضل أنواع الأسماك والجمبري، وتزامنها مع إنتاج المزارع المفتوحة لتربية الأسماك التي تديرها الشركة الوطنية في بحيرات البردويل والمنزلة والبرلس شمال البلاد". 

ويشير تجار أسماك في سوق العبور، شرق العاصمة، الذي يعد أكبر مركز تجميع للأسماك في مصر، إلى أنّ "الزيادة الكبيرة في تكلفة الإعلاف وتربية الأسماك، أضافت أعباءً كبيرة على المربين في وقت تعرضت في عمليات الصيد الحرة التي تجري في البحر الأحمر والمتوسط، والسفن التي تتجه إلى الصيد بالمياه العمية بالقرب من حدود اليمن جنوب البحر الأحمر، وفي مناطق غرب البحر المتوسط، إلى ارتفاع تكلفة التشغيل".

وأكد التجار "تأثر الصيادين والتجار بارتفاع أسعار السولار، والتي يعتبرها منتجو الأسماك أهم عنصر ساهم في زيادة التكلفة، بعد الزيادة الكبيرة لعدة مرات خلال العام الجاري، بما ضاعف تكلفة التشغيل والتخزين للأسماك"، مشيرين إلى أن "زيادة المحروقات رفع كافة مستلزمات الصيد بداية من أسعار المواد البلاستكية والشباك والنقل". كما يشكو صيادون من "زيادة تكلفة تراخيص الصيد التي تحصل لمصلحة حرس الحدود والإدارات المحلية، وصيانة وتشغيل سفن الصيد في المياه العميقة، بما يدفع آلاف الصيادين إلى البطالة، وترك العديد منهم مهنة الصيد إلى أعمال أخرى، مع تراجع الإنتاجية وعدم قدرتهم على تدبير متطلبات المعيشة". 

وتدفع الحكومة المصرية إلى زيادة صادرات البلاد من الأسماك البحرية الفاخرة التي تنتج خلال الفترة من أكتوبر إلى يناير/ كانون الثاني سنوياً، إلى الدول العربية وأوروبا وبخاصة الجمبري القزاز وأسماك البوري والدنيس والمرجان والطوبار، مع استيراد بعض المنتجات الشعبية كالماكريل من روسيا وإسبانيا والمغرب. وتقدر وزارة الزراعة حجم الإنتاج السنوي من الأسماك بنحو 2 مليون طن تقريباً، يمثل إنتاج المزارع السمكية منها نحو 80٪ من حجم الإنتاج الكلي للأسماك المحلية. 

(الدولار= 49.3 جنيهاً تقريباً)

المساهمون