سورية: إقبال ضعيف على ملابس العيد

12 ابريل 2023
ارتفاع كبير في أسعار الملابس (Getty)
+ الخط -

يسير محمد في السوق وسط مدينة حمص السورية، ليلاحظ أن ثمن بعض الثياب إذا أراد شراءها لابنه البالغ من العمر 6 سنوات هو 110 آلاف ليرة، وهي عبارة عن بنطال وسترة جينز معها كنزة قطنية يسمونها في السوق "طقم جينز ولادي"، وهو أقل سعر وجده في السوق.

يقول المواطن السوري، الذي فضل عدم ذكر اسمه كاملا، لـ"العربي الجديد" إن جولته اقتصرت على الفرجة ولم يشترِ شيئا فلديه ثلاثة أولاد والكلفة في حال الشراء بالحد الأدنى ستكون مليون ليرة لأن السعر يختلف أيضا بحسب القياس والعمر.

ويحتاج محمد بهذه الحسبة وفق قوله إلى راتب أربعة شهور فقط للملابس. أما ملابس الرجال والنساء فلم يجرؤ على الدخول إلى المتاجر والسؤال عنها.
وأصدر رئيس النظام السوري بشار الأسد، أمس "المرسوم التشريعي رقم 5 لعام 2023"، ويقضي بصرف منحة مالية لمرة واحدة بمبلغ مقطوع قدره 150 ألف ليرة سورية معفاة من ضريبة دخل الرواتب والأجور وأي اقتطاعات أخرى (الدولار = نحو 7650 ليرة).

وتشمل المنحة بحسب وكالة سانا "كلّ العاملين داخل الأراضي السورية (المدنيين والعسكريين) في الجهات العامة الدائمين والمتعاقدين والمؤقتين والمجندين في الجيش والقوات المسلحة.

كما تشمل أصحاب المعاشات التقاعدية من العسكريين والمدنيين، ويستفيد منها المستحقون عن أصحاب المعاشات التقاعدية، وأصحاب معاشات عجز الإصابة الجزئي من المدنيين غير الملتحقين بعمل ولا يتقاضون معاشاً من أي جهة تأمينية أخرى".
ويقول محمد إن هذه المنحة غير كافية وتثير الخوف أيضا لأن كل منحة سابقا تلتها زيادة في الأسعار، مضيفا أن حالة الغلاء العامة تجعل الرجل لا يعرف بماذا يفكر، لأن المسؤوليات كبيرة، والأكثر بحسب رأيه، هو أن يأتي العيد ولا يلبس أطفاله ملابس جديدة، كما كان يلبسها هو في السابق، حتى في ظل الفقر كان يمكن شراء ملابس جديدة.

ويترافق غلاء الملابس في الثلث الأخير من رمضان مع غلاء في الحلويات والمواد الأولية الخاصة بها مثل الطحين والسكر والسمن، وربما يحلّ العيد ولا يستطيع شراء ما يلزم منها أيضا على غرار عدم القدرة على شراء الثياب.
يقول فؤاد الذي يعمل في السوق في شارع الزهراء بحمص، إن الحد الأدنى لثمن "كنزة صوف رقيقة" للشباب والرجال بكافة القياسات هو بين 35 و40 ألف ليرة لسعر الجملة، مؤكدا لـ"العربي الجديد" أن ثمن ثياب مقبولة للشاب يتجاوز نصف مليون ليرة.

يترافق غلاء الملابس في الثلث الأخير من رمضان مع غلاء في الحلويات والمواد الأولية الخاصة بها مثل الطحين والسكر والسمن


ويلجأ الكثير من الشبان بحسب فؤاد، إلى الشراء من سوق "البالة" وهي ثياب إما مستعملة أو كاسدة في مخازن التجار ويكون سعرها أقل لكن جودتها أدنى من الجديدة، والإقبال عليها من السكان يزيد من أسعارها أيضا.

وأضاف فؤاد: "تتضح زيادة الأسعار يوما بعد يوم، وكلما اقترب العيد يرفع التجار الأسعار رغم أن الإقبال في السوق ضعيف والواضح حتى الآن أنه سيبقى ضعيفا، والتجار يربطون ذلك الارتفاع دوما بسعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأميركي".
وكان مصرف سورية المركزي قد أصدر أمس نشرة أسعار جديدة رفع فيها سعر صرف الدولار الخاص بالحوالات الخارجية أمام الليرة، إذ إن الدولار الواحد بات يساوي 7300 ليرة سورية. وفي ظل اعتماد جلّ السكان على سد عجزهم عن طريق الحوالات من الخارج، تكون هذه الزيادة في السعر مطمعا للتجار من أجل زيادة الأسعار.

وتأتي الزيادة على الأسعار أيضا رغم تثبيت سعر صرف الدولار من المصارف عند 6532 ليرة، فيما يعتمد جلّ التجار أيضا سعر الصرف في السوق السوداء الذي بلغ اليوم 7650 ليرة للدولار الواحد.

المساهمون