زيارة عربية "استطلاعية اجتماعية" لدعم لبنان

03 يونيو 2022
الوفد العربي مصرحاً بعد لقائه رئيس الجمهورية في قصر بعبدا (دالاتي نهرا)
+ الخط -

جال وفد المجلس التنفيذي لوزراء الشؤون الاجتماعية العرب, اليوم الجمعة، على المسؤولين اللبنانيين في إطار زيارة إلى لبنان تلبيةً لدعوة وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني هكتور حجار، التي وجهها إلى أعضاء المجلس على هامش القمة التي استضافتها السعودية في ديسمبر/كانون الأول 2021، وذلك للاطلاع على الأوضاع وتقديم المساعدة.

وقالت الرئاسة اللبنانية إن الرئيس ميشال عون أكد خلال لقائه الوفد أن "لبنان بحاجة إلى توطيد الأمان الاجتماعي بمختلف أنواع شبكاته، ولا سيما في هذه الظروف الصعبة التي يجتازها وهو يتطلع في هذا الاتجاه إلى دعم أشقائه العرب، الذين لطالما كانوا إلى جانبه في مختلف الأزمات التي مرّ بها".

من جهته، قال وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني هكتور حجار إن "الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المؤلمة والتحديات الكبيرة التي يمرّ بها لبنان، خاصةً على صعيد الأمن الاجتماعي، كانت المحرّك الأساسي لهذه الدعوة، وكان الاتفاق على أن تكون زيارة رفيعة المستوى لتحظى بالصدى والاهتمام المطلوبين محلياً وعربياً وتحقّق النتائج المرجوّة منها".

وأشار إلى أن "هذه الزيارة تهدف إلى الوقوف بجانب لبنان وأهله في محاولة لتحسين الوضع الاجتماعي والإنساني، من خلال وضع خطّة عمل مع توقيت زمنيّ محدد، على أن يشارك بتنفيذ هذه الخطة جميع المعنيين من وزارة الشؤون الاجتماعية ومجالس ولجان واتحادات ووزراء شؤون عرب وممثلين عنهم".

بدوره، قال وزير التنمية الاجتماعية في الأردن أيمن المفلح إن "زيارة اليوم هي بهدف التنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية للوقوف على الاحتياجات الأساسية للحماية الاجتماعية في لبنان"، آملاً الخروج بتوصيات من خلال التنسيق مع الوزير حجار "لكي يتم العمل على تحقيقها لمصلحة الشعب اللبناني".

ولفت المفلح في تصريح إلى أن "ما يهمنا كوزراء الشؤون الاجتماعية، الحماية الاجتماعية التي باتت من الأولويات، ومعظم الدول العربية أصبحت تعاني من هذا الأمر".

وقالت الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية ورئيسة قطاع الشؤون الاجتماعية هيفاء أبو غزالة إن "هذه الزيارة تهدف لدعم لبنان"، آملة "اتخاذ خطوات تنفيذية سريعة، بعد رفع تقرير بالواقع إلى المجلس التنفيذي لوزراء الشؤون الاجتماعية العرب"، وفق ما ذكر بيان الرئاسة اللبنانية.

من جانبها، أشارت وزيرة التضامن الاجتماعي في مصر نيفين رياض القباج إلى "أن لبنان قادر دائماً على الخروج أقوى من كل أزمة"، متمنية أن يقف المجلس التنفيذي بكامله إلى جانب الشعب اللبناني، ومتطلعة إلى الدعم "الذي يساعد في استعادة بناء لبنان واستعادة العافية بشراكة عربية". 

وتطرق الرئيس عون خلال اللقاء إلى تداعيات اللجوء السوري على لبنان (تصر السلطات اللبنانية على توصيفهم بالنازحين)، وهو ما يطرحه دائماً في كل مناسبة عربية ودولية بتركيزه على الملف وتحميل اللاجئين جزءاً كبيراً من مسؤولية الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد، من بوابة الضغط لعودتهم أو طلب الدعم مقابل وجودهم، في حين أن الأزمة الاقتصادية اللبنانية ووفق تقارير منظمات دولية فاقمت معاناة اللاجئين وجعلتهم عاجزين عن الوصول إلى أبسط مقومات الصمود وأصبحوا يكافحون من أجل البقاء.

في سياق متصل بالزيارة، دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي إلى "مضاعفة الجهد العربي من أجل مؤازرة لبنان عربياً ودولياً في هذه المرحلة الصعبة".

وقال ميقاتي، وفق بيان صادر عن مكتبه الإعلامي: "نقّدر مبادرة الجامعة العربية والوزراء بزيارة بلدنا لاستطلاع الوضع الاجتماعي في لبنان ومدى تأثيره على الفئات الهشة تمهيداً لبحث السبل التي تترجم وقوف الجامعة وأعضائها إلى جانب لبنان. وننتظر من أشقائنا العرب أن يتفهّموا واقعنا جيداً، ويؤازرونا في هذه المرحلة بالذات، لتجنيب لبنان الأخطار ولمساعدته على تحمّل الأعباء التي فاقت قدراته وليستعيد عافيته".

ورعى ميقاتي بدعوة من وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني هكتور حجار لقاءً اليوم لمناسبة زيارة وفد من وزراء الشؤون الاجتماعية العرب وممثلين عن جامعة الدول العربية، تم فيه إطلاق مبادرة ريادة الأعمال ودور القطاع الخاص العربي فيها "العيش باستقلالية"، بمبادرة مشتركة من اتحاد الغرف العربية.

وأضاف ميقاتي: "وضعنا العناوين الأساسية للحل بالتفاهم مع صندوق النقد الدولي متكلين على دعم أشقائنا العرب وأصدقائنا في العالم، وكان تركيزنا الأساسي على توسيع شبكة الحماية الاجتماعية للجميع بشكل مستدام ودعم الفئات الأكثر حاجة، وتلك التي كانت تنتمي إلى الطبقة الوسطى، إضافة إلى الشرائح المهمّشة".

ويتطلع لبنان إلى دعم خارجي لانتشاله من أزمة تسبب بها مسؤولوه عن طريق سياسات تقوم على الهدر والمحاصصة، بيد أن المجتمعين الدولي والعربي يرفضان تقديم أي مساعدات مالية مباشرة للدولة اللبنانية قبل وضع السلطات برنامجا إصلاحيا واضحا تبدأ بترجمته ميدانياً، بعد سلة وعود سابقة لم تلتزم بها وأفقدت الثقة بلبنان الذي يرزح اليوم تحت وطأة أسوأ أزمة اقتصادية ونقدية في تاريخه، مع تدهور عملته الوطنية وفقدانها اكثر من 90% من قيمتها، وارتفاع معدلات الفقر والجوع والبطالة، وتراجع مستوى الخدمات، أخطرها الصحية في ظل انقطاع الدواء وغلاء الفاتورة الاستشفائية.

ويحذر مسؤولون في الخارج من استمرار الصراع السياسي في لبنان ودخول البلاد في مرحلة تعطيل حكومي على مسافة أشهر من انتخابات رئاسية منتظرة، وينبهون من إطالة امد مرحلة تصريف الأعمال وعدم التوصل إلى اتفاق نهائي مع صندوق النقد الدولي، الأمر الذي من شأنه أن يفاقم الأوضاع بشكل كارثي، وقد لوح هؤلاء ومسؤولون لبنانيون أيضاً بمجاعة في حال عدم التوصل إلى اتفاق يعد ممراً إلزامياً للحصول على دعم مالي نقدي.

وجال وفد مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب أيضاً على رئيس البرلمان نبيه بري، وكان "بحث في الأوضاع اللبنانية والمرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان على مختلف المستويات".

على صعيد آخر، تلقى بري رسالة تهنئة من وزير خارجية الكويت أحمد ناصر المحمد الصباح لانتخابه رئيساً للبرلمان لولاية سابعة، أكد خلالها "التطلع للتعاون والعمل سوياً على المستويين الحكومي والبرلماني لمد جسور التعاضد والتكاتف وتعميق أوجه التواصل بكافة المستويات، وعلى مختلف الأصعدة"، وذلك وفق ما ذكر بيان صادر عن مكتب بري الإعلامي.

المساهمون