دليلك إلى أصغر 5 اقتصادات في العالم
تختلف أحوال الدول بمعايير عديدة أبرزها حجمها وظروف مناخها وثرواتها الطبيعية وعدد سكانها وتضاريسها وناتجها المحلي الإجمالي، واللافت أن الفارق هائل جدا بين الناتج المحلي لأكبر بلد في العالم قياساً بإنتاجات أصغر 5 بلدان.
فالاقتصادات الكبرى تهيمن على أكثر من 55% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي البالغ 103.72 تريليونات دولار، وفقا لتوقعات "صندوق النقد الدولي" لعام 2022.
وفي المقابل، لا تستحوذ الاقتصادات الخمسة الأصغر إلا على جزء ضئيل جدا يكاد لا يُذكر من الناتج العالمي، إلا أن هذا الواقع لا يقوّض وجودها على خريطة العالم.
مؤشر "ناسداك" الأميركي تطرق إلى أصغر 5 اقتصادات في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي الاسمي، مستندا في التصنيف إلى بيانات صندوق النقد بشأن الناتج والصادرة في أبريل/نيسان 2022.
كما أُشير إلى الناتج المحلي الإجمالي الاسمي على أنه الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية بالدولار الأميركي.
والدول الخمس هي:
1 - توفالو Tuvalu
كانت تُعرف سابقا باسم "جزر إليس" وهي واحدة من أصغر الدول المستقلة في العالم. وتقع جزر توفالو، وجميعها جزر مرجانية منخفضة، في منتصف الطريق بين هاواي وأستراليا جنوب المحيط الهادئ.
والدولة الجزرية هي موطن لنحو 11 ألف شخص يعيش غالبيتهم في العاصمة فونافوتي، وهي ملكية دستورية استقلت عن المملكة المتحدة في أكتوبر/تشرين الأول عام 1978. القطاع الخاص في البلاد صغير ومتخلف فيما المحرك الاقتصادي الرئيسي هو القطاع العام. وفقا للتقرير السنوي لـ"إدارة مصايد الأسماك"، "تعتمد الصحة المادية والاقتصادية لسكان توفالو على سلامة مصايد الأسماك الساحلية والمحيطية".
وتهيمن أنشطة الكفاف على قطاع مصايد الأسماك في توفالو، ومع ذلك، فإن ترخيص مصايد الأسماك هو الآن المصدر الرئيسي لإيرادات الحكومة.
وتشير تقديرات صندوق النقد الدولي إلى بلوغ الناتج المحلي الإجمالي 66 مليون دولار، بينما يبلغ نصيب الفرد من الدخل 6046.53 دولارا، علما أن العملة الأسترالية هي العملة القانونية في البلد الذي يصنفه البنك الدولي دولة ذات دخل متوسط أعلى.
2 - ناورو Nauru
جمهورية ناورو هي أصغر دولة جزرية في العالم وتقع شمال شرقي أستراليا. في أوائل الثمانينيات، كانت واحدة من أغنى البلدان على خلفية صناعة الفوسفات التي تديرها الدولة، ومع ذلك، أدى سوء الإدارة الاقتصادية إلى التخلف عن السداد عام 2004.
وفقا لتقرير "بنك التنمية الآسيوي"، "لا يُعرف سوى القليل نسبيا عن "صندوق حقوق فوسفات ناورو" NPRT، مما يعكس حكمه غير الشفاف والترتيبات الإدارية الضعيفة.
ومع ذلك، تمت إدارة الثقة بشكل سيئ ولها سجل حافل بقرارات الاستثمار السيئة. وكانت قيمة الصندوق تقدر بـ1.5 مليار دولار أسترالي عام 1990. وعند دخول الحراسة القضائية على الخط عام 2004، قدرت قيمته بـ100 مليون دولار أسترالي فقط.
وفي حين أن تعدين الفوسفات وتصديره يشكلان مصدرا رئيسيا للإيرادات، إلا أن الإتاوات من الصناعة آخذة في الانخفاض.
ويشمل المصدر الرئيسي الآخر للإيرادات رسوم الترخيص لصيد الأسماك وكذلك الإيرادات المباشرة وغير المباشرة الناتجة عن إنشاء "مركز المعالجة الإقليمي" RPC لطالبي اللجوء بموجب اتفاقية مع حكومة أستراليا.
وناورو دولة ذات دخل مرتفع حسب تصنيف البنك الدولي، وحجم ناتجها المحلي الإجمالي هو 134 مليون دولار مع نصيب الفرد من الدخل يبلغ 10004.73 دولارات.
3 - كيريباتي Kiribati
جمهورية مستقلة داخل دول الكومنولث وتقع في وسط المحيط الهادئ، هي واحدة من أكثر البلدان عزلة في العالم. تتكون من 33 جزيرة مرجانية مقسمة إلى 3 مجموعات من الجزر، هي: جيلبرت وفينيكس وجزر لاين.
وبغض النظر عن الموارد البحرية الوفيرة، فإن لدى هذه الدولة موارد طبيعية محدودة، ما يجعلها تعتمد على البحر في إيراداتها وأمنها الغذائي والعمالة والدخل.
وتُقدّر القيمة المجمعة لجميع مصايد الأسماك في بحيرة كيريباتي والساحلية والمحيطية بأكثر من 110 ملايين دولار أسترالي سنويا.
وتُعد السياحة وعوائد تراخيص الصيد والتحويلات المالية من المواطنين العاملين في الخارج (البحارة أساسا) مصادر مهمة لدخل الموازنة العامة.
وإضافة إلى ذلك، تعتمد الدولة على المساعدات الخارجية. ويبلغ حجم ناتجها المحلي الإجمالي 216 مليون دولار، فيما يبلغ نصيب الفرد من الدخل 1745.09 دولارا، وهو الأدنى بين أصغر 5 اقتصادات.
ويُصنف "البنك الدولي" كيريباتي دولة ذات دخل متوسط منخفض، وهي تستخدم الدولار الأسترالي عملة رسمية لها.
4 - جزر مارشال Marshall Islands
جمهورية جزر مارشال RMI هي دولة ذات سيادة دخلت "اتفاق ارتباط حر مع الولايات المتحدة" عام 1986. وعملا بالاتفاق المعدل الذي دخل حيز التنفيذ عام 2004، "تقدم حكومة الولايات المتحدة أكثر من 80 مليون دولار كمساعدة لها كل عام، إلى جانب مجموعة متنوعة من البرامج والخدمات الفيدرالية، حتى السنة المالية 2023، بما في ذلك المساهمات في صندوق اتئماني مُدار بشكل مشترك".
وتستخدم الدولة الدولار الأميركي كعملة لها، ويناهز عدد سكانها 56 ألف نسمة موزعين على أكثر من 1200 جزيرة، وهي تمتلك قاعدة تصدير ضيقة (الأسماك وزيت جوز الهند وكيك جوز الهند والحرف اليدوية) وقدرة إنتاجية محدودة، فيما مصايد الأسماك التجارية والسياحة هي المصادر الأخرى للإيرادات.
ولا يزال اقتصاد هذا البلد يعتمد على المساعدات الخارجية، إضافة إلى المساعدة التي تقدمها الولايات المتحدة.
وقد تلقت الدولة مساعدات من أستراليا واليابان وتايوان والإمارات وتايلاند والاتحاد الأوروبي.
ويبلغ ناتجها المحلي الإجمالي نحو 221 مليون دولار، فيما نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي يبلغ 4755 دولارا، ويصنفها "البنك الدولي" دولة ذات دخل متوسط أعلى.
5 - بالاو Palau
بلد مستقل ضمن "اتفاق ارتباط حر مع الولايات المتحدة" مبرم في 1 أكتوبر/تشرين الأول 1994.
وبموجب هذا الاتفاق، فإن الولايات المتحدة، من خلال وزارة الداخلية، "تقدم المساعدة الاقتصادية والمالية، وتدافع عن وحدة أراضي بالاو التي يُسمح لمواطنيها بالوصول غير المقيد إلى الولايات المتحدة مقابل الوصول الحصري وغير المحدود إلى أراضي بالاو والممرات المائية لأغراض استراتيجية".
وإضافة إلى ذلك، فإن اقتصاد بالاو قائم إلى حد كبير على السياحة وصيد الأسماك وزراعة الكفاف.
وقد أنشأت بالاو واحدة من أكبر مناطق المحيطات المحمية في العالم بناء على خططها التي تم الإعلان عنها عام 2015. وداخل المحمية التي تغطي 80% من المياه الوطنية في بالاو، أصبحت جميع الأنشطة الاستخراجية مثل صيد الأسماك والتعدين محظورة الآن.
ولا يزال يُسمح لمصايد الأسماك المدارة محليا بالعمل في حدود الـ20% المتبقية من المنطقة الاقتصادية الخالصة في بالاو EEZ.
وبالاو هي دولة ذات دخل متوسط أعلى وفقا لتصنيف "البنك الدولي"، يبلغ حجم ناتجها المحلي الإجمالي 244 مليون دولار، فيما نصيب الفرد من الدخل 13705.65 دولارات، وهو الأعلى بين أصغر 5 اقتصادات.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
