خط الغاز الروسي "نورد ستريم1" يشعل خلافاً ألمانياً أوكرانياً

09 يوليو 2022
لا تزال ألمانيا ودول أُخرى عاجزة عن التخلي كلياً عن الغاز الروسي (فرانس برس)
+ الخط -

يبدو الخلاف مستحكماً بين أوكرانيا وألمانيا، بعدما أعربت برلين عن أملها في إقناع كندا بتسليمها توربيناً ضرورياً لتشغيل خط أنابيب الغاز الروسي "نورد ستريم 1"، الذي تقول روسيا إنها تنتظر وصوله قبل رفع مستوى الإمدادات، علماً أن هذا الخط يمتد على مسافة 1200 كيلومتر وينقل 55 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً.

وتسعى برلين لتعزيز وارداتها من الطاقة، لكن أوكرانيا اتهمتها بـ"الاستسلام للابتزاز" الروسي، بعد أن ربطت موسكو خفض إمداداتها بالحاجة إلى قطع غيار لصيانة خط الأنابيب، علماً أن التوربين يخضع حالياً للصيانة في منشأة في كندا تعود لشركة "سيمنز" الألمانية.

وقالت السلطات الألمانية إنها كانت على اتصال منتظم مع نظيرتها في أوتاوا، على مدى الأسابيع الأخيرة، من أجل ضمان نقل التوربين بسرعة إلى أوروبا، من دون انتهاك كندا العقوبات المفروضة على روسيا بسبب عمليتها العسكرية في أوكرانيا.

وأفاد المتحدث باسم الحكومة الألمانية ستيفن هيبيستريت، في تصريحات، بأن برلين، القلقة من جلسة صيانة أوسع لخط الأنابيب ستبدأ يوم الاثنين المقبل وتستمر 10 أيام، قد تلقت "إشارات إيجابية" من كندا، فيما اقترحت وزارة المالية الألمانية على السلطات الكندية إرسال التوربين إلى برلين بدلاً من موسكو لتسهيل اتخاذ القرار عليها "بالمعنى القانوني"، فضلاً عن أن إرسال التوربين سيحرم روسيا أي عذر لإبقاء الإمدادات أقل بكثير من المستويات العادية.

وذكرت الوزارة أنها تحقق في ما إذا كانت عودة الجهاز إلى روسيا ستشكل انتهاكاً للعقوبات من قبل كندا، فيما حضت أوكرانيا الكنديين على عدم إعادة التوربين، حيث كتب الرئيس التنفيذي لنظام نقل الغاز الأوكراني "أوغتسو" سيرغي ماكوغون، على حسابه الرسمي في "فيسبوك": "نطلب من كندا ألا تعيد توربين غازبروم إلى ألمانيا، بل إلى أوكرانيا، خاصة أن خطوط الأنابيب الأوكرانية قادرة على نقل كميات كافية من الغاز إلى ألمانيا لتعويض انخفاض الإمدادات الروسية".

الصورة
بوست أوكراني عن نورد ستريم 1 فيسبوك
(حساب سيرغي ماكوغان/ فيسبوك)

وشدد ماكوغون، الذي صرّح سابقاً بأنه تجب إعادة توجيه نسبة "كبيرة" من الغاز المنقول عبر "نورد ستريم 1" إلى أوكرانيا، على أنه "يجب ألا نخضع لابتزاز الكرملين".

في غضون ذلك، قال الكرملين، في بيان، إنه سيكثف شحنات "نورد ستريم" بمجرد تشغيل التوربين بعد صيانته، بعد أن بررت شركة "غازبروم" الروسية، خلال الشهر الماضي، خفض الإمدادات إلى ألمانيا، التي تعاني أزمة طاقة خطيرة، بحاجتها إلى التوربين.

المستشار الألماني: ضرورة التحول إلى الطاقة المتجددة

هذا وأكد المستشار الألماني أولاف شولتز ضرورة الاستقلال عن استيراد النفط والفحم والغاز، وتوسيع حصة مصادر الطاقة المتجددة، وقال: "نفعل ذلك عبر العديد من القوانين التي صدرت هذا الأسبوع"، موضحاً أن هذا يحدث بوتيرة "لم نشهدها من قبل في ألمانيا، وهذا أمر ضروري".

وتوقع في رسالة نشرت اليوم، استمرار اتخاذ تدابير ضد نقص الطاقة حتى بعد الشتاء القادم، قائلاً: "نحن في هذه الأيام معنيون بأمن إمدادات الطاقة لدينا. سيكون الأمر على هذا النحو أيضاً خلال الأسابيع والأشهر والسنوات القادمة".

وأكد شولتز في رسالته أن الحكومة الألمانية اتخذت بالفعل العديد من القرارات في غضون فترة زمنية قصيرة حتى تكون ألمانيا مستعدة جيداً لنقص الطاقة، أيضاً في ما يتعلق بالغاز، وقال: "نبني خطوط الأنابيب ومحطات الغاز المسال. نعمل على تخزين الغاز في الصهاريج المتاحة لدينا، ونعمل أيضاً على استخدام محطات الطاقة التي تعمل بالفحم الآن حتى نوفر الغاز".

وكان البرلمان الألماني (بوندستاغ) قد وافق في نهاية الشهر الماضي بأغلبية كبيرة على التعديلات المثيرة للجدل لقانون دعم الطاقة المتجددة.

(قنا)

المساهمون