تونس: منتجات مبتكرة للاحتفاء بالصمود الفلسطيني

24 ديسمبر 2023
ورش الخياطة تشغل أيدي عاملة إضافية لتلبية الطلب على الأعلام والكوفية (العربي الجديد)
+ الخط -

تحرك التظاهرات الشعبية الداعمة للمقاومة الفلسطينية في تونس، الطلب على الأعلام والكوفيات الفلسطينية التي تحوّلت إلى منتج رائج يحتل واجهات المحلات في مختلف محافظات البلاد، منذ بدء عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها المقاومة الفلسطينية على مواقع عسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنات عدة متاخمة لقطاع غزة، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ولطالما كانت الأعلام والأزياء الفلسطينية تحضر بقوة في التظاهرات الثقافية أو الرياضية التي تنظم في تونس على مدار فترات ماضية، غير أن العدوان الإسرائيلي الحالي على غزة خلق ديناميكية تجارية جديدة في الورش المتخصصة في صناعة الأعلام، التي زادت في طاقتها الإنتاجية استجابة لطلب المشترين.

وتتنافس المحلات في تونس في توفير منتجات مبتكرة مستوحاة من الأزياء التقليدية الفلسطينية، أو صناعة الحلي من الفضة التي تحمل رموزاً تبرز الدعم للقضية على غرار خارطة فلسطين.

وترتبط تجارة الأعلام في تونس بالأحداث السياسية الكبرى التي عاشتها البلاد أو التظاهرات الشعبية منذ أكثر من عقد، غير أن العلم الفلسطيني بات يحضر جنباً إلى جنب مع العلم التونسي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ما فتح أبواب الرزق لعشرات التجار الجائلين الذين يقنصون الرزق من هذه المناسبات.

يقول رياض، وهو تاجر متجوّل في العاصمة تونس، إنه تخصص في تجارة الأعلام في المسيرات والتظاهرات الشعبية منذ الثورة التونسية في يناير/كانون الثاني 2011، غير أن الطلب على الأعلام الفلسطينية كان قياسياً منذ إطلاق عملية "طوفان الأقصى"، مضيفا أن "العلم الفلسطيني أصبح الأكثر رواجاً، متقدماً على العلم التونسي من حيث المبيعات".

وأكد رياض، في حديث مع "العربي الجديد"، أنه يحاول توفير أصناف متنوعة من المنتجات التي تظهر دعم حاملها للقضية الفلسطينية، منها الأعلام والكوفية بدرجة أولى، ثم القلادات والقمصان التي تحمل صور القدس.

وأشار إلى أن أسعار المعروضات التي يقدمها للمشترين تتراوح بين 3 و10 دولارات، وذلك حسب الحجم ونوعية القماش التي صنعت منه. وأضاف أن "التجار ليسوا إلا واجهة لنشاط متكامل تشكّل منذ اندلاع عمليات طوفان الأقصى، حيث تعمل ورش الخياطة المتخصصة في صناعة الأعلام وطباعة الصور على توفير السلع لتجار الجملة الذين يعيدون توزيع المنتجات على تجار التجزئة والباعة المتجولين" .

وداخل المدينة العتيقة للعاصمة تونس تنتشر العديد من الورش في صناعة الأعلام وهي مهنة تتوارثها عائلات اختصت في هذا المجال وتطور منتجات جديدة استجابة لاحتياجات السوق.

ويؤكد حرفيون في ورش صناعة الأعلام أن أعمال خياطة الأعلام وصنعها شهدت ازدهاراً لافتاً خلال الأعوام الأخيرة التي تلت ثورة يناير/كانون الثاني 2011 في تونس، حيث لم يعد الطلب مقتصراً على الأعياد الرسمية.

وقال الحرفيون في تصريحات لـ"العربي الجديد" إنهم باتوا يعتمدون على يد عاملة إضافية لتلبية الطلب على الأعلام الفلسطينية، مؤكدين أن سلعهم التي تصنع في العاصمة تونس توزع على مختلف محافظات البلاد، حيث تغيب الورش المتخصصة في هذه الحرفة.

وبالإضافة إلى المنتجات المعروضة بشكل مباشر في المحلات وفرص الرزق التي يلتقطها التجار الجائلون أثناء المظاهرات الشعبية، تنشط أيضا على شبكات التواصل الاجتماعي تجارة موازية للقمصان والإكسسوارات التي تحمل ألوان العلم الفلسطيني أو المستوحاة من الوشاح والكوفية.

المساهمون