تركيا قلقة من الحرب على غاز البحر الأسود

22 اغسطس 2022
أردوغان يتفقد منشآت غاز البحر الأسود (Getty)
+ الخط -

تدفع أزمة التضخم الحادة وتراجع سعر العملة المحلية التي تعاني منها تركيا نحو "تصفير خلافاتها" السياسية مع العديد من دول المنطقة وبذل الجهود للتوسط في الحرب الروسية رغم عدم الرضا الأوروبي عن علاقات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع موسكو. ويشير تقرير بصحيفة فاينانشيال تايمز إلى أنّ تركيا تواجه ظروفاً اقتصادية صعبة، إذ ارتفعت نسبة التضخم إلى قرابة 79% والبطالة فوق 10% في شهر يوليو/ تموز الماضي، كما يكلفها التواجد العسكري في شمال سورية نحو ملياري دولار سنوياً.

من جانبها ترى نشرة مونيتور البريطانية أن الحاجة الماسة للغاز الروسي في الوقت الراهن ودخل السياح الروس يدفع أنقرة إلى الإبقاء على العلاقات مع روسيا. وفي المقابل فإن القلق من تمدد النفوذ الروسي في البحر الأسود يدفعها نحو مساعدة أوكرانيا.

وحتى الآن تحافظ أنقرة على موقف محايد تجاه الحرب الروسية على أوكرانيا، ولكن عدم تطبيقها للعقوبات الغربية على روسيا يغضب أوروبا وربما يقود ذلك في المستقبل إلى خسارة تجارتها مع أوروبا البالغة 178 مليار دولار مقارنة مع حجم تجارتها البالغة 35 مليار دولار مع روسيا.

وما يخفف من حدة الغضب الأوروبي تجاه أنقرة أن تركيا تمد بعض الدول الأوروبية بالغاز الذي يصلها من حقول الغاز في أذربيجان، وفقاً لتقرير بمركز "أتلانتيك كاونسل" يوم الجمعة الماضي.
لكن يبدو أن أكثر ما يقلق تركيا من تطورات الحرب الروسية على أوكرانيا تمدد نفوذ موسكو في البحر الأسود والحد من استخراج الغاز الطبيعي الذي اكتشفته أنقرة في البحر الأسود.

لكن أنقرة تقلل من هذه المخاوف، في هذا الصدد قال وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي فاتح دونماز، إن أعمال استخراج الغاز الطبيعي استمرت دون انقطاع خلال العامين الماضيين، بعد اكتشاف مخزونات في البحر الأسود. وقال دونماز إنّ مشاريع استخراج الغاز الطبيعي من الحقول المكتشفة في البحر الأسود تسير بسلاسة حتى الآن.

وجاءت تصريحات الوزير التركي في مقابلة نشرتها "الأناضول" أمس الأحد، تطرقت إلى التطورات التي شهدتها حقول الغاز الطبيعي في البحر الأسود، بعد اكتشاف السفينة التركية للتنقيب والحفر (فاتح) في 21 أغسطس/ آب 2020 أكبر مخزون للغاز الطبيعي في تاريخ البلاد. وأشار فاتح دونماز إلى أن الطاقة ما زالت على رأس جدول الأعمال العالمي، وأن العالم يمر بفترة تتعاظم فيها أهمية الاكتفاء الذاتي في مجالات الطاقة أكثر من أي وقت مضى.

وأضاف: "قبل عامين بالضبط، بثّ الرئيس رجب طيب أردوغان للرأي العام أخباراً تساهم في رفد قطاع الطاقة الوطني بكميات مهمة من مادة الغاز الطبيعي". وتابع: "سُجل اكتشاف 320 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي بواسطة سفينة التنقيب والحفر (الفاتح) على بعد 170 كيلومتراً من الشاطئ، ليكون هذا الاكتشاف أكبر اكتشاف للغاز الطبيعي في تركيا".

وأوضح الوزير التركي أنّ الاكتشاف المشار إليه، الذي حصل أيضاً على لقب أكبر اكتشاف للغاز الطبيعي في البحر الأسود للعام 2020، زاد احتياطي حقل غاز سقاريا للغاز الطبيعي في البحر الأسود إلى 540 مليار متر مكعب. وقال دونماز إنّ "العمل على استخراج الغاز الطبيعي استمر في الحقل دون انقطاع، منذ لحظة الاكتشاف".

وشدد الوزير على أنّ العمل على استخراج الكميات المكتشفة جارٍ، من خلال 6 آلاف عامل متخصص في مجال التنقيب والحفر والاستخراج بمصاحبة 30 سفينة. وأضاف أنّ منشأة معالجة الغاز الطبيعي التركية فيليوس، وهي واحدة من أكبر المشاريع في تركيا، تواصل العمل في ولاية زنغولداق (شمال)، إلى جانب إجرائها مجموعة من الدراسات التي تراعي البيئة والحياة الطبيعية. وقال دونماز إن سفينة "كاستورون" أحرزت تقدمًا مهماً في مد الأنابيب التي ستنقل الغاز الطبيعي. وأضاف: "باتت السفينة قريبة من الانتهاء من مد خط بطول 170 كيلومتراً من الأنابيب".

وبحسب الوزير التركي فإنّ الأعمال التي تقوم بها وزارته تهدف إلى تزويد المنازل في تركيا بالغاز المحلي، بالتزامن مع الاحتفالات التي سوف تشهدها تركيا في الذكرى المئوية الأولى لتأسيس الجمهورية.

المساهمون