استمع إلى الملخص
- الرئيس تبون وجه بزيادة الدعم المالي والتقني للمزارعين، وفتح المجال للاستثمارات الأجنبية، مع التركيز على زراعة الذرة كأولوية، وتحويل المطاحن المتوقفة لتغذية الأنعام.
- تبون أكد على أهمية الزراعة كمسألة سيادة وطنية، مشددًا على تطوير المزارع النموذجية وزيت شجرة الأرغان، وتوفير المعدات اللازمة للفلاحين والمهندسين الزراعيين.
بدأت الحكومة الجزائرية وضع خطة تستهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي لحاجيات البلاد من بعض المحاصيل الزراعية من الحبوب، أبرزها القمح الصلب والذرة والشعير، في سياق مساعٍ للحد من التوريد من الخارج، وتطوير قطاع الزراعة عبر الميكنة واستخدام التكنولوجيات الجديدة في الزراعة.
وكلف الرئيس عبد المجيد تبون الحكومة خلال اجتماع مجلس الوزراء مساء أمس بـ"وضع استراتيجية وطنية على المدى القريب جدا، لبدء تحقيق الاكتفاء الذاتي في ثلاثة محاصيل استراتيجية، هي الذرة والشعير والقمح الصلب، واستعادة زراعة الذرة كأولوية، وجعلها تقليدا في الثقافة الزراعية الجزائرية، لخفض ميزانية استيرادها"، بالإضافة إلى "توجيه المطاحن المتوقفة إلى النشاط في مجال تغذية الأنعام من خلال استغلال قدراتنا في مجال إنتاج الذرة، ما ينعكس إيجابا على الثروة الحيوانية ولا سيّما إنتاج اللحوم".
وفي السنوات الأخيرة، بدأت الحكومة الجزائرية في تجارب متقدمة لزراعة الذرة، خاصة في مناطق السهوب والجنوب، وكذا زيادة الدعم المالي والتقني للمزارعين الذين ينتجون الحبوب المختلفة، عبر رفع ثمن شرائها من قبل الحكومة إلى أكثر من 150%، كما فتحت الحكومة في نفس السياق الباب لاستثمارات أجنبية، ووفرت لها مساحات زراعية كبيرة.
واعتبر الرئيس تبون أن "النموّ في قطاع الفلاحة مسألة سيادة وكرامة وطنية بالنسبة لنا، ويتطلب فتح المجال أمام الجيل الجديد من المهندسين الفلاحيين عن طريق المؤسسات الصغيرة والناشئة، لتحقيق ثورة حقيقية توصلنا إلى الاكتفاء الذاتي". وحث على ضرورة الدخول في "مرحلة تطوير المنتوجات الفلاحية من خلال المزارع النموذجية، التي أُعيدت هيكلتُها على نحو يجعلها أكثر مردودية، على أن يكون زيت شجرة الأرغان أول منتوج ينبغي إيلاء كل العناية لتطوير إنتاجه، لِمَا تتوفر عليه الجزائر من مؤهلات كبرى لذلك".
ووجّه الرئيس الجزائري الحكومة لـ"مراقبة ومتابعة حملات الحصاد بفرض احترام مواعيدها، حتى لا يتعرض المحصول للتلف"، و"بضرورة وضع كل التسهيلات، أمام الفلاحين والمهندسين الفلاحيين، لاقتناء المعدات اللازمة على رأسها الجرارات الجديدة والمستعملة، تشجيعا لهم على مضاعفة الجهود، بتنظيم لقاءات في مجال الفلاحة، لفائدة الشباب وتحسيسهم بالمرافقة الدائمة للدولة لمشاريعهم".
وتُعدّ زراعة الحبوب قطاعًا هامًا في الاقتصاد الجزائري، حيث تُساهم في تحقيق الأمن الغذائي وتوفير فرص العمل والدخل الريفي. وتُزرع الحبوب في مختلف أنحاء البلاد، لكن تتركز بشكل أساسي في المناطق الشمالية ذات المناخ المعتدل.