ترقب الأمطار لإنقاذ محاصيل المغرب

06 يناير 2023
الجفاف أضرّ بزراعة المملكة في الموسم الماضي (فاضل سينا/فرانس برس)
+ الخط -

ستكون الأمطار المأمولة من قبل المزارعين المغاربة حتى نهاية يناير/ كانون الثاني الجاري، حاسمة لتحديد مآل الموسم الفلاحي، بعد الجفاف الذي عرفته المملكة في الموسم الماضي، والذي أثر في المحاصيل ورفع فاتورة الحبوب والغذاء إلى مستويات قياسية.
ويراهن المزارعون على تساقطات مطرية موزعة بانتظام في الزمان والمكان بين يناير/ كانون الثاني الجاري وإبريل/ نيسان المقبل، كي يقبلوا على خدمة الأرض ومعالجة النباتات، في ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج المرتبطة خصوصاً بالأدوية والغازوال، آملين تحقيق محصول حبوب ينسيهم جفاف العام الماضي.
غير أن هذه الفترة التي تمتد من الثلث الأخير من شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي وأول فبراير/ شباط المقبل، ستكون فاصلة في تحديد مستوى محصول الزراعات الخريفية، كما يؤكد الكاتب العام للجمعية المغربية للتنمية الفلاحية بجهة الدار البيضاء - سطات، الفاطمي بوكريزية.
وتتميز هذه الفترة التي يطلق عليها المزارعون "الليالي" باشتداد البرد القارس، حيث جرت العادة في السنوات الماضية على أن تواكب ذلك تساقطات مطرية وثلوج في المرتفعات، ما يؤثر إيجاباً في الموسم الزراعي.
ويشير بوكريزية في تصريح لـ"العربي الجديد" إلى أنه بعد التساقطات المطرية التي شهدها المغرب قبل ديسمبر/ كانون الأول والتي ساهمت في بدء إنبات الزرع، يراهن المزارعون اليوم على تساقط الأمطار.

ويؤكد أن الأمطار المرتقبة من قبل المزارعين حتى نهاية يناير الجاري تكون حاسمة، حيث إن تساقطها سيؤشر على موسم فلاحي "جيد"، خاصة بالنسبة إلى الحبوب التي تأثرت في الموسم الماضي بالجفاف.
ويرى عضو الجمعية المغربية لمكثري البذور، محمد الإبراهيمي، أن الأمطار المأمولة في هذه الفترة حاسمة، ليس فقط للحبوب، بل لجميع الزراعات الخريفية، مثل الزيتون، الذي يتأثر كثيراً بأمطار "الليالي".
ويضيف الإبراهيمي في تصريح لـ"العربي الجديد" أن البرد القارس في هذه الفترة يحول دون النمو الطبيعي للنباتات، ما يبرر التطلع الكبير إلى التساقطات المطرية، التي تنعشها، حيث يكون التوزيع المنتظم بعد ذلك للأمطار مؤشراً على موسم فلاحي واعد للمزارعين.
ولن يقتصر التأثير الإيجابي للأمطار المأمولة على الحبوب فقط، بل يمتد إلى الخضر والفواكه والأشجار المثمرة، التي تأثرت بمنع السقي، في ظل تراجع مخزون المياه في السدود.
ويراهن المغرب ضمن بنود موازنة العام الحالي على محصول حبوب في حدود 75 مليون قنطار، غير أن ذلك يبقى مجرد توقع لا تدعمه وتيرة التساقطات المطرية بعد تلك التي شهدتها المملكة في الشهر الماضي.
وكان محصول الحبوب في العام الماضي قد عرف تراجعاً حاداً، حيث بلغ 34 مليون قنطار، بعدما كان في حدود 102 مليون قنطار في العام الذي قبله، ما ساهم في الارتفاع الكبير لفاتورة استيراد القمح التي تأثرت كذلك بتداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا.

يرى عضو الجمعية المغربية لمكثري البذور، محمد الإبراهيمي، أن الأمطار المأمولة في هذه الفترة حاسمة، ليس فقط للحبوب، بل لجميع الزراعات الخريفية


وأفضى ضعف محصول الحبوب في المغرب في الموسم الماضي إلى ارتفاع الكميات المستوردة من القمح في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي إلى 5.53 ملايين طن، مقابل 4.08 ملايين طن في الفترة نفسها من العام ما قبل الماضي، مسجلة زيادة بنسبة 35.6 في المائة، حسب بيانات التقرير الشهري الصادر عن مكتب الصرف الحكومي.

وأفضى الارتفاع القياسي في واردات الحبوب في العام الماضي، بسبب الجفاف وتداعيات الحرب في أوكرانيا، إلى بلوغ فاتورة الغذاء مستوى قياسياً في العام الحالي، حيث بلغت 8 مليارات دولار، بزيادة بنسبة 48.8 في المائة.
ويؤكد الخبير في القطاع الزراعي، محمد الهاكش، أن فاتورة الحبوب ستضغط على رصيد المغرب من العملة الصعبة من جديد في حال عدم تحقيق محصول يطوي صفحة العام الماضي الذي عرف جفافاً حاداً.

ويؤكد الهاكش لـ"العربي الجديد" أنه إذا كانت الحكومة قد قررت تنظيم الملتقى الدولي للفلاحة في مايو/ أيار المقبل تحت شعار السيادة الغذائية، فإنها يجب أن تعكس ذلك الشعار في السياسات العمومية عبر التركيز على توفير ما يشكل جوهر قفة (سلة) الأسر المتمثل بالحبوب واللحوم والزيتون والخضر، عوض التركيز على التصدير.

المساهمون