بنك إنكلترا يواصل رفع الفائدة لمحاصرة التضخم

11 مايو 2023
بنك إنكلترا (المركزي) وجهود مستمرة للحد من التضخم (Getty)
+ الخط -

في محاولة لكبح جماح التضخم المرتفع في البلاد، رفع بنك إنكلترا (المركزي) سعر الفائدة الرئيسي للمرة الثانية عشرة على التوالي، وأشار إلى أن المزيد من الزيادات متوقع في المستقبل، حيث أصدر توقعات أقل كآبة لاقتصاد المملكة المتحدة.

ورفع البنك المركزي البريطاني المعدل إلى 4.5% من 4.25% اليوم الخميس، بعد أن بدأ في تشديد سياسته النقدية في ديسمبر/كانون الأول من العام 2021، عندما بلغت تكاليف الاقتراض 0.1%. ويعد معدل الفائدة الحالي الأعلى منذ أكتوبر/تشرين الأول في العام 2008.

وبذلك يكون بنك إنكلترا قد رفع سعر الفائدة 12 مرة على التوالي، وهي أكبر وأسرع زيادة في الفائدة منذ أواخر الثمانينيات. وجاء أحدث ارتفاع لسعر الفائدة في البنك المركزي بنفس المعدل الذي أعلنه مجلس الاحتياط الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي الأسبوع الماضي.

ومع ذلك، أرسلت البنوك المركزية الثلاثة إشارات مختلفة حول مساراتها المحتملة في المستقبل، حيث أشار مسؤولو الاحتياط الفيدرالي إلى أنهم ربما يكونون قد انتهوا من رفع الفائدة، في حين أوضح البنك المركزي الأوروبي أنه ليس مستعدًا لإيقاف حملته ضد التضخم المرتفع.

من جانبه، أشار بنك إنكلترا، الخميس، إلى أنه قد يرفع أسعار الفائدة مرة أخرى، إذا كانت هناك إشارات على أن التضخم من المرجح أن يظل مرتفعاً لفترة أطول مما يتوقعه الآن. وقال: "إذا كان هناك دليل على مزيد من الضغوط المستمرة على جبهة التضخم، فسيكون من الضروري زيادة تشديد السياسة النقدية".

وأضاف: "ستقوم لجنة السياسة النقدية بتعديل سعر البنك عند الضرورة لإعادة التضخم إلى هدف 2% بشكل مستدام على المدى المتوسط، بما يتماشى مع مستهدفها".

وارتفع معدل التضخم في المملكة المتحدة في شهر مارس/آذار إلى أعلى مستوى في مجموعة السبع، حيث ارتفعت أسعار المستهلكين بنسبة 10.1% عن العام السابق، أي أكثر من ضعف ارتفاعها في الولايات المتحدة.

وحسب تقرير في صحيفة "وول ستريت جورنال"، من المحتمل أن تضيق فجوة التضخم في المملكة المتحدة مع بقية دول مجموعة السبع حينما تظهر بيانات إبريل/ نيسان الماضي مقارنة بالعام السابق، حين قفزت أسعار الطاقة بأكثر من 50%.

ويتوقع الاقتصاديون أن تنخفض أسعار الطاقة عن مستواها الحالي اعتباراً من يوليو/ تموز، ما يساهم في انخفاض حاد في التضخم الكلي.

وكان بنك إنكلترا قد أشار إلى أنه قد يقترب من نهاية سلسلة زيادات أسعار الفائدة في فبراير/ شباط الماضي، لكنه استمر في تشديد السياسة النقدية وسط الصعوبات الاقتصادية في البلاد.

ورفع البنك معدل الفائدة في كل اجتماع له منذ ديسمبر/كانون الأول 2021.

وفي تقرير السياسة النقدية ربع السنوي، قال البنك المركزي إن النشاط الاقتصادي كان أقل ضعفًا مما كان متوقعًا في فبراير/شباط.

وكان التحديث الأخير في توقعات النمو هو الأكبر منذ عام 1997، وفيه محا البنك إمكانية حدوث ركود.

وسبق بنك إنكلترا كل البنوك المركزية بالاقتصادات الكبرى، حيث بدأ رفع الفائدة منذ ما يقرب من عام ونصف. ويحاول المستثمرون والاقتصاديون الآن توقع التحركات القادمة للبنوك المركزية، بما في ذلك بنك الاحتياط الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي.

وفي الولايات المتحدة، انخفض التضخم إلى أقل من 5%، وألمح رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي، جيروم باول، إلى إمكانية التوقف عن رفع الفائدة عند المستويات الحالية، وسط استمرار الاضطرابات في القطاع المصرفي الأميركي.

وبلغ التضخم في منطقة اليورو ذروته أيضًا، بل وبدأ في التراجع، لكن التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والطاقة شديدة التقلب، لا يزال قوياً. وقالت كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، الأسبوع الماضي، إن البنك لم ينته من رفع الفائدة بعد، كونه لم يبدأ حملة الرفع قبل الصيف الماضي.

المساهمون