تسبب الهجوم الصاروخي الذي طاول مطار عدن الدولي الأربعاء الماضي، في توقف عمل المنفذ الجوي الرئيسي لكافة المدن اليمنية، وقطع الشريان الذي يربط اليمنيين بدول العالم.
ومنذ الحظر الجوي الذي فرضه التحالف السعودي - الإماراتي على الرحلات التجارية في مطار صنعاء الدولي، أواخر العام 2016، بات مطار عدن الخاضع لسيطرة الحكومة المعترف بها دولياً، المنفذ الرئيسي الذي يخدم غالبية المحافظات الشمالية والجنوبية من اليمن، إلى جانب مطار سيئون في محافظة حضرموت، شرق البلاد.
وأسفر الهجوم الصاروخي الذي استهدف صالة مطار عدن ومدرجه لحظة وصول الحكومة الجديدة، عن توقف خدماته، حيث أعلنت "الخطوط الجوية اليمنية"، الناقل الوحيد للمسافرين اليمنيين منذ بدء الحرب، تحويل رحلاتها إلى مطار سيئون في حضرموت حتى إشعار آخر.
وذكرت الخطوط اليمنية أن جميع رحلاتها، يوم الجمعة، من مطارات القاهرة وجيبوتي، توجهت إلى مطار سيئون، المنفذ البديل الذي كان غالبية المسافرين اليمنيين في الداخل والخارج يتجنبون الرحلات عبره نظراً لزيادة أجور النقل وطول المسافة التي تبعده عن محافظاتهم.
وفي ظل عدم وجود أي مؤشرات لعملية إصلاح قريبة، أكد مصدر في "الخطوط الجوية اليمنية" لـ"العربي الجديد"، أن عودة الرحلات عبر مطار عدن مرهونة بالحصول على تصاريح من التحالف السعودي - الإماراتي للهبوط فيه بعد استكمال الإصلاحات.
وتأمل الحكومة في إعادة تشغيل المطار خلال أيام بعد إصلاح الأضرار، وفقاً لتصريح نقلته وكالة "سبأ" الرسمية عن محافظ عدن، أحمد لملس، لكن مراقبين يتوقعون أن تستغرق عملية الإصلاح وقتاً أطول.
وذكرت الوكالة، أن وزير النقل، عبدالسلام هادي، اطلع مع محافظ عدن، يوم الخميس، على حجم الأضرار التي تسبب بها القصف الصاروخي على "مطار عدن الدولي" أثناء وصول الحكومة، ووجّه بسرعة إصلاح الأضرار.
وزار المطار عدد من المسؤولين اليمنيين غداة الهجوم الصاروخي، حيث أكد وزير الداخلية، إبراهيم حيدان، في تصريحات منفصلة، أن الحكومة ستبذل جهودها لعودة العمل في المطار بعد تأهيله في القريب العاجل، واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لذلك.
وأدى توقف الخدمة في مطار عدن إلى تكدّس عشرات المسافرين اليمنيين في مطارات القاهرة والملكة علياء في الأردن، حيث شكا البعض من إلغاء مفاجئ للرحلات مساء الأربعاء، وهو ما جعلهم بلا مأوى.
وقال مسافرون لـ"العربي الجديد" إن عملية الإلغاء ستكبدهم أعباء إضافية، خصوصاً أن غالبية الحاجزين كانوا قد خضعوا لفحوصات "بي.سي.آر" التي تثبت خلوهم من الإصابة بفيروس كورونا، وهو فحص تشترطه الخطوط اليمنية للسفر إلى اليمن، فضلاً عن أعباء الإقامة المؤقتة والمعيشة.
ولجأت الخطوط اليمنية إلى إبلاغ المسافرين من القاهرة إلى مطار عدن عبر الرحلات الملغية يوم 30 و31 ديسمبر/كانون الأول المنصرم، بموعد رحلاتهم الجديدة.