وجّهت المقاومة الفلسطينية ضربات نوعية إلى مفاصل حيوية في الاقتصاد الإسرائيلي، رداً على عدوان الاحتلال على غزة والقدس المحتلة، إذ طاولت الرشقات الصاروخية منصات رئيسية لإنتاج الغاز الطبيعي وأنابيب لنقل الوقود، وتسببت في توقف مؤقت لحركة الطيران، بينما يهدد التصعيد حلم السلطات الإسرائيلية بعودة السياحة خلال الصيف بعد فتح كافة المرافق، عقب عمليات تطعيم واسعة ضد فيروس كورونا.
وذكرت "كتائب القسام" الذراع العسكرية لحركة "حماس"، أمس الأربعاء، أنها استهدفت "منصة الغاز الصهيونية (الإسرائيلية) قبالة شواطئ غزة برشقة صاروخية (لم تحدد عددها)".
ولطالما مثّلت حقول الغاز التي يسيطر عليها الاحتلال قبالة السواحل الفلسطينية المحتلة أهمية بالغة للاقتصاد الإسرائيلي، إذ أبرمت حكومة الاحتلال عقوداً عدة لتصدير الغاز بعشرات مليارات الدولارات لسنوات طويلة.
كذلك تتجه الشركات الإسرائيلية لجذب رؤوس أموال إلى حقول الغاز بغية تطويرها بشكل أكبر، وفي نهاية إبريل/ نيسان الماضي أعلنت شركة "ديليك دريلينج" الإسرائيلية أنها وقعت اتفاقاً مبدئياً لبيع حصتها البالغة 22% في حقل تمار للغاز الطبيعي في شرق البحر المتوسط لشركة مبادلة للبترول التابعة لصندوق الثروة السيادي الإماراتي مقابل 1.1 مليار دولار.
وكانت ديليك وشريكتها نوبل إنرجي قد وقّعتا اتفاقاً في أوائل 2018 لتصدير غاز طبيعي بقيمة 15 مليار دولار من حقلي تمار ولوثيان قبالة السواحل الفلسطينية المحتلة إلى شركة خاصة في مصر، الأمر الذي وصفه مسؤولون إسرائيليون حينذاك بأنه "الأكثر أهمية منذ إبرام اتفاقية السلام مع مصر في 1979". كما أبرم الاحتلال صفقة لتصدير الغاز إلى الأردن ويطمح في تصدير الغاز إلى أوروبا.
كذلك طاولت ضربات الفصائل الفلسطينية مرافق حيوية أخرى في إسرائيل، منها خط لأنابيب الوقود مملوك لشركة حكومية إسرائيلية، وفق ما أعلن مسؤول حكومي إسرائيلي وآخر في قطاع الطاقة لرويترز، في وقت متأخر من مساء الثلاثاء.
وأوقفت هيئة مطارات إسرائيل لبعض الوقت إقلاع جميع الرحلات من مطار بن غوريون في تل أبيب، ما يعقد المشهد إزاء محاولات إسرائيل فتح مرافقها لاستقبال السياحة الخارجية الفترة المقبلة.
وفي 13 إبريل/ نيسان الماضي أعلنت وزارة السياحة الإسرائيلية عودة رحلات السياحة الأجنبية اعتباراً من 23 مايو/ أيار الجاري، بعد فتح كافة المرافق، عقب عمليات تطعيم واسعة ضد فيروس كورونا.
وقد يدفع استمرار ضربات الفصائل الفلسطينية بالصواريخ، ردّاً على القصف الإسرائيلي لمناطق واسعة في قطاع غزة، إلى إعلان آخر بتعليق الرحلات الوافدة إلى مطار بن غوريون. كذلك، لم تشهد المدن الإسرائيلية منذ عقود حالة العصيان والاشتباكات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين كما هي عليه الآن، الأمر الذي دفع إسرائيل لإعلان حالة الطوارئ في مدينة اللد (وسط)، وانعكس الأمر كذلك على سعر الشيكل الذي هبط أمام العملات الأجنبية.
وكما أسواق الأسهم، فالسياحة المحلية والوافدة سريعة التأثر السلبي بأية توترات أمنية، إذ تقع القدس المحتلة وتل أبيب وإيلات (جنوب) في مرمى صواريخ الفصائل الفلسطينية.
وهوت السياحة الوافدة إلى إسرائيل بنسبة 81.7% خلال العام الماضي، مقارنة مع 2019، مدفوعة بالتبعات السلبية الحادة لتفشي جائحة كورونا عالمياً. وبحسب بيانات سابقة لمكتب الإحصاء الإسرائيلي، بلغ عدد السياحة الوافدة خلال العام الماضي 832.8 ألف سائح، مقارنة مع 4.551 ملايين سائح في العام السابق له، وفق بيانات أوردتها وكالة الأناضول، أمس.
واليوم الخميس، أعلن "اتحاد المصنعين" أن الضرر على اقتصاد الاحتلال من إطلاق حماس صواريخ من غزة لثلاثة أيام يصل إلى 540 مليون شيقل.
كما أعلنت سلطات مطار بن غوريون الخميس أيضا، أنه تم تحويل مسار جميع الرحلات المتوجهة إلى هذا المطار الدولي في تل أبيب حتى إشعار آخر، علما أن هذا القرار لا يشمل الرحلات المغادرة من المطار حيث يُسمح للطائرات الخاصة بالهبوط وتم تعليق حركة الملاحة فيه موقتا مساء الثلاثاء، ولا يؤثر هذا القرار حاليا على الرحلات المغادرة من المطار، بحسب المصدر نفسه.
كذلك، ألغت الخطوط الجوية البريطانية رحلاتها من وإلى تل أبيب اليوم الخميس، لتكون أحدث شركة طيران دولية تتجنب السفر إلى الاحتلال وسط تصاعد الصراع هناك. وقالت الشركة إن "سلامة وأمن زملائنا وعملائنا أولوية، ونواصل مراقبة الموقف عن كثب".