تدفقت عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات الطبية والغذائية أمام معبر رفح من الجانب المصري، في انتظار توقف القصف المستمر للعدوان الإسرائيلي على المناطق المتاخمة للمعبر، والسماح لها بدخول قطاع غزة خلال ساعات.
وتضيّق إسرائيل الخناق على الفلسطينيين، بعرقلة دخول المساعدات الغذائية والطبية، بتمريرها عبر إجراءات معقدة، مع حظر نهائي لدخول الوقود، مع إطلاق النيران بطرق عشوائية على كافة أحياء القطاع، لتضع حالة الاستنفار الأمني الشامل، حجر عثرة أمام دخول الشاحنات. وشهدت المعابر تدفقا غير مسبوق للمساعدات، من منظمات محلية وأممية وحملات الإغاثة الإنسانية التي بدأتها العديد من الدول العربية والإسلامية.
واستقبل مطار العريش 9 طائرات محملة بعشرات الأطنان من الأدوية والخيام لإيواء المنكوبين والأغذية ومعدات الإغاثة، من قطر والكويت والسعودية وباكستان وإندونيسيا وليبيا والأردن واليونان والاتحاد الأوروبي.
تأتي الشحنة القطرية ضمن الجسر الجوي للمساعدات المقررة لقطاع غزة، منذ منتصف الشهر الماضي، متضمنة أدوية ومعدات إغاثة وأغذية مجففة وخياما وبطاطين. ووصلت إلى مطار العريش شحنة رابعة مهداة من الهيئة الخيرية الأردنية، تحمل 45 طنا من المواد الطبية، ضمن المساعدات الإنسانية المخصصة لتأمين احتياجات المستشفيات العاملة في قطاع غزة وإغاثة المنكوبين من الاعتداء الوحشي.
وبدأت السلطات السعودية جسرا جويا لتقديم المساعدات الإنسانية مع هبوط أول طائرة في مطار العريش ظهر أمس محملة بنحو 35 طنا من المساعدات الغذائية والطبية و100 خيمة مجهزة لإيواء الأسر التي هدم جيش الاحتلال منازلهم جراء القصف المتواصل على أنحاء قطاع غزة، المستمر منذ 34 يوما.
قال طلعت عبد القوي، رئيس اتحاد الجمعيات الأهلية لـ"العربي الجديد"، إن التحالف الوطني للمساعدات الإنسانية تلقّى مئات الأطنان من الأغذية والمواد الطبية، التي تبرع بها مواطنون وشركات وجمعيات خيرية، مشيرا إلى تحريك قوافل المساعدات إلى معبر رفح، بالتنسيق مع الهلال الأحمر والجهات المعنية في الدولة، لتنظيم عمليات دخولها إلى غزة.
أضاف عبد القوي أن عدد الشحنات التي تدخل القطاع يمكن مضاعفتها يوميا، مشيرا إلى أهمية توصل مؤتمر باريس إلى وقف للحرب أو هدنة طويلة تمكّن الجهات المعنية من إدخال كافة المساعدات التي تقدم بها المصريون لإنقاذ أشقائهم في القطاع، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من أطنان المساعدات التي تقدمت بها الدول العربية والإسلامية والأجنبية، المكدسة حاليا في مخازن مطار واستاد العريش.
أشرف الهلال الأحمر المصري على تخزين كميات من الأدوية والأغذية التي وصلت إلى ميناء العريش عبر 105 رحلات طيران من الدول والمنظمات الدولية، والتي لم تستطع إدخالها إلى غزة وسط تحجيم إسرائيل لدخول عمليات الإغاثة.
تعمد إسرائيل إلى تعطيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة؛ فعلى مدار شهر لم تدخل سوى 650 شاحنة محملة بنحو 8000 طن من المساعدات الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية، وهي تعادل احتياجات يوم ونصف اليوم من المعيشة الاعتيادية لسكان القطاع.
تجهز جمعية الهلال الأحمر المصري شحنة جديدة لتسليمها إلى الهلال الأحمر الفلسطيني، تتضمن معلبات غذائية ومياها ومساعدات طبية وأدوية متنوعة لعلاج الحروق والعظام والمضادات الحيوية. تمكن الهلال الأحمر المصري من تسليم 81 شاحنة للهلال الأحمر الفلسطيني، خلال الأسبوعين الماضيين.
كان فلوكر تورك، المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، قد تفقّد معبر رفح من الجانب المصري، مساء الأربعاء الماضي، ولم يتمكن من دخول البوابة الفلسطينية، مع استمرار العدوان الإسرائيلي. وطالب المسؤول الأممي بوقف فوري لإطلاق النار وقصف المدنيين وإنقاذهم من الكارثة الإنسانية المحيطة بهم، والانتهاكات الصارخة لأوضاع حقوق الإنسان، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية. وأشار إلى حاجة غزة إلى مزيد من المساعدات الدولية.
وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن الوضع في غزة يقترب من نقطة الانهيار بسبب نفاد الوقود. وتنظم نقابة الصحافيين غدا السبت مؤتمرا للتضامن مع قطاع غزة، تحت عنوان "شهر على الطوفان، يوم مع فلسطين"، يستهدف جمع التبرعات الإنسانية لتوصيلها إلى غزة، بمشاركة نخبة من الكتاب والفنانين المصريين والفلسطينيين.