العقوبات تفتح الباب واسعاً أمام السيارات الصينية لغزو السوق الروسية

15 سبتمبر 2022
عقوبات غربية مشددة على روسيا دفعتها إلى تعزيز تعاونها الاقتصادي مع الصين (العربي الجديد)
+ الخط -

أصبحت السيارات الصينية الأكثر مبيعاً في موسكو حالياً، في ظل تعزيز شركات السيارات الصينية وجودها في السوق الروسي، بعد فرض عقوبات غربية على هذا القطاع، رداً على غزو أوكرانيا.

يُذكر أن الدول الغربية فرضت عقوبات شديدة على هذا القطاع، ولا سيما حظر تصدير قطع الغيار إلى روسيا، إضافة إلى أن عدداً كبيراً من المنتجين توقفوا عن بيع المكونات أو السيارات لروسيا، مثل "أودي" و"هوندا" و"جاغوار" و"بورشه"، فيما أعلنت شركات أُخرى وقف الإنتاج في روسيا، مثل "رينو" و"بي إم دبليو" و"فورد" و"هيونداي" و"مرسيدس" و"فولكسفاغن" و"فولفو".

في السياق، يقول مدير أحد معارض سيارات موسكو، سيانساروسو ديفيد، لـ"العربي الجديد" إن "السيارات الصينية من الناحية الفنية ليست أدنى مستوى من سيارات أي دولة أخرى بأي حال من الأحوال، فالمحركات وناقلات الحركة حديثة، وثمة مجموعة كاملة من الخيارات ذات الصلة، إنما توجد بعض المشكلات في الضبط الدقيق، لكن هذا الوضع يتحسن بمرور الوقت والتقدم ملحوظ".

وأشار ديفيد إلى أن "الإقبال على شراء السيارات الصينية سببه انخفاض أسعارها مقارنة ببقية الماركات رغم التشابه الكبير في الإمكانات".

بدوره، يقول المسؤول في أحد معارض سيارات موسكو، أليكسي سميرنوف، لـ"العربي الجديد": "تزداد ثقة الروس بالسيارات الصينية يوماً بعد آخر، وثمة عملاء اشتروها واختبروها، وأكدوا أن كل شيء فيها يعمل جيداً، وأن السيارة لا تسبب أي مشكلة لهم، لذلك هناك إقبال على شراء السيارات الصينية، ويمكن شراؤها باطمئنان".

ويشير إلى أن "هذا الإقبال كان قائماً قبل العملية العسكرية في أوكرانيا، لكنه ازداد في الآونة الأخيرة بسبب العقوبات، واستفاد من البحث عن بديل للسيارات الأوروبية في روسيا". وأوضح أيضاً أن "كل شيء يزداد غلاءً، لقد أصبحت السيارات الصينية أفضل حقاً، بل إن بعضها أصبح ينافس ماركات عريقة، ويمكنك عملياً شراؤها بأمان في الوقت الحالي، لكن يجب أن أعترف بأنها لم تعد رخيصة كما كانت من قبل".

لكن بحسب ميخائيل أوسيتروف، الخبير الروسي في اختيار السيارات ونائب رئيس اتحاد خبراء السيارات، "لا يمكن التأكد من أن وكلاء العلامات التجارية الصينية لن يواجهوا مشاكل في صيانة السيارات مستقبلاً، ففي الوضع الحالي ليس من السهل إعطاء أي ضمانات، لأن الوضع يتغير يومياً".

وأظهرت بيانات أصدرتها "أوتوستات" احتلال شركات السيارات الصينية المراكز الأربعة الأولى لقائمة الأكثر مبيعاً في موسكو. وحلت في المرتبة الأولى "هافال جوليون"، ببيعها 854 سيارة في 6 أشهر، حيث زادت مبيعات هذا الطراز بنحو 8 مرات مقارنة بالعام الماضي، فيما احتلت المرتبة الثانية "جيلي كولراي" ببيع 776 سيارة بزيادة 7 أضعاف، وبفارق كبير جاءت في المرتبة الثالثة "شيري تيغو 7 برو" ببيع 382 سيارة، فيما جاءت في المرتبة الرابعة "جيلي أطلس برو" ببيع 245 سيارة. أما في المرتبة الخامسة، فقد حلت السيارة الروسية "لادا" ببيع 224 سيارة.

المساهمون