بعد إفلاس ميناء إيلات الإسرائيلي: هل ستصمد بقية الموانئ؟

16 يوليو 2024
تراجعت حركة الشحن في ميناء إيلات بسبب هجمات الحوثيين/ 3 فبراير 2020 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **إفلاس ميناء إيلات:** أعلن ميناء إيلات إفلاسه بعد تراجع حركة الشحن بنسبة 85% نتيجة هجمات الحوثيين، مما أدى إلى توقف الأنشطة وفصل نصف الموظفين.
- **مخاوف إسرائيلية:** تزايدت المخاوف من توسع هجمات الحوثيين إلى موانئ أخرى مثل عسقلان وحيفا، مع زعم مواقع إسرائيلية أن الحوثيين يسعون لاستهداف إسرائيل من شمال أفريقيا.
- **تداعيات اقتصادية وجيوسياسية:** الأزمة في البحر الأحمر أثرت على واردات السيارات وصادرات البوتاس، وزادت التوترات مع إعلان الحوثيين استهداف السفن الأميركية والبريطانية.

جاء إعلان إفلاس ميناء إيلات الإسرائيلي (أم الرشراش) على ساحل خليج العقبة في البحر الأحمر جنوب إسرائيل على وقع ضربات الحوثيين التي استهدفت الميناء أو السفن المتجهة إليه لتثير مخاوف إسرائيلية من امتداد المخاطر إلى موانئ أخرى أكثر أهمية مثل عسقلان وحيفا على البحر المتوسط.

وزعمت مواقع إسرائيلية أن الحوثيين وموالين لإيران يسعون إلى العمل من بعض الدول العربية شمال أفريقيا على البحر المتوسط لاستهداف إسرائيل، بسبب حرب الإبادة التي تشنها على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي. 

وتمثل الموانئ الثلاثة، حيفا وعسقلان وإيلات، أهمية كبيرة في تجارة إسرائيل الخارجية سواء مع الأسواق الآسيوية أو الأوروبية والأميركية. كما أعلن الحوثيون وكذا فصائل المقاومة في العراق عدة مرات استهداف ميناء حيفا بالطائرات المسيّرة، ولم يكشف عن مدى تأثير الضربات.

ورغم الجسر البري الذي تم تدشينه بعد الحرب على غزة من الإمارات لتوصيل البضائع إلى إسرائيل لتفادي المرور عبر البحر الأحمر ومن ثم ميناء إيلات، لا يمكن أن يعوض الشحن البحري للبضائع القادمة من آسيا.

وأعلن الرئيس التنفيذي لميناء إيلات، جدعون جولبرت، أن حركة الشحن تراجعت في الميناء بنسبة 85% بسبب هجمات الحوثيين، ما أدى لتراجع حاد في إيرادات الميناء دفعه لطلب مساعدات من الحكومة.

بينما أفاد موقع الشحن العالمي "WorldCargo" بأن ميناء إيلات أعلن إفلاسه، وأشار إلى أن جولبرت أكد للجنة الشؤون الاقتصادية في الكنيست الإسرائيلي الأحد الماضي، أن أنشطة الميناء متوقفة منذ ثمانية أشهر عندما بدأ الحوثيون استهدافه واستهداف السفن المتجهة إليه.

وفي مارس/آذار، أعلنت إدارة الميناء أنها تعتزم فصل نصف الموظفين البالغ عددهم 120 موظفاً نتيجة انخفاض مستويات التشغيل. وقال اتحاد العمال الرئيسي في إسرائيل الهستدروت، إن نصف العمال في ميناء إيلات معرضون لخطر فقدان وظائفهم، بعدما تعرض الميناء الجنوبي لضربة مالية كبيرة بسبب الأزمة في ممرات الشحن في البحر الأحمر.

ووفقا للمواقع الإسرائيلية، إن ميناء إيلات يتعامل مع واردات السيارات وصادرات البوتاس القادمة من البحر الميت، ورغم أن أهميته تلي ميناءي حيفا وعسقلان، لكنه النافذة الوحيدة لإسرائيل على البحر الأحمر والتي تُجنّبها الإبحار عبر قناة السويس المصرية. 

وأفاد موقع كالكاليست بأنه في عام 2023 دخلت 149 ألف مركبة إلى إيلات من الشرق، بينما لم تدخل أي مركبة منذ بداية عام 2024.

ويقول مسؤولون إسرائيليون إن الطريق البديل إلى البحر الأحمر يأخذ الشحن حول الطرف الجنوبي لأفريقيا، مما يطيل الرحلات إلى البحر الأبيض المتوسط لمدة تتراوح بين أسبوعين وثلاثة أسابيع، الأمر الذي سيضيف تكاليف إضافية في المستقبل.

و"تضامنا مع غزة" التي تواجه حربا إسرائيلية مدمرة بدعم أميركي، يستهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي. 

ومنذ 12 يناير/ كانون الثاني 2024، يشن تحالف تقوده الولايات المتحدة غارات يقول إنها تستهدف "مواقع للحوثيين" في مناطق مختلفة من اليمن، ردا على هجماتها البحرية، وهو ما قوبل بردّ من الجماعة من حين لآخر. 

ومع تدخل واشنطن ولندن واتخاذ التوتر منحى تصعيديا في يناير، أعلنت جماعة الحوثي أنها باتت تعتبر كافة السفن الأميركية والبريطانية ضمن أهدافها العسكرية.

المساهمون