الصين تخفض نسبة الاحتياطي الإلزامي للمصارف لدعم الشركات

16 ابريل 2022
قرار البنك سيوفر نحو 530 مليار يوان من السيولة طويلة الأجل (Getty)
+ الخط -

أعلنت الصين خفض نسبة الاحتياطي الإلزامي للمصارف لدى البنك المركزي بهدف تحرير المليارات من الدولارات السائلة، وسط تصاعد المخاوف من تبعات إجراءات الإغلاق بسبب كوفيد التي عطلت عمل الشركات في البلاد.

وقال البنك المركزي الصيني، أمس الجمعة، إنه سيخفض نسبة الاحتياطي الإلزامي بـ0,25 نقطة مئوية لمعظم المصارف اعتبارا من 25 نيسان/إبريل، وبـ0,5 نقطة مئوية للمصارف الصغيرة، في وقت تكافح الصين أسوأ تفش لفيروس كورونا منذ بداية الجائحة.

وأشار البنك في بيان، وفقا لوكالة فرانس برس، إلى أن هذه الخطوة ستوفر نحو 530 مليار يوان (83 مليار دولار) من السيولة طويلة الأجل ليجرى ضخّها في الاقتصاد.

وقال البنك المركزي الصيني في البيان إن الهدف الرئيس من خفض سعر الاحتياطي الإلزامي هو "توجيه المؤسسات المالية لاستخدام أموال من الاحتياطي لدعم الصناعات والشركات الصغيرة والمتوسطة التي تأثرت بشدة جراء الجائحة".

وقال رئيس الوزراء لي كه تشيانغ، هذا الأسبوع، إنه يجب تعزيز الدعم الحكومي واستخدام أدوات بما فيها خفض نسبة متطلبات الاحتياطي للمصارف، من أجل مساعدة القطاعات المتضررة بالفيروس.

واعتبر محللون أن هذه الخطوة سيكون لها تأثير محدود على تباطؤ الاقتصاد.

وقال جوليان إيفانز-برتشارد، الخبير في الاقتصاد الصيني لدى "كبيتال إيكونوميكس"، إن "خفض الاحتياطي الإلزامي يجب أن يخفض معدلات الفوائد على القروض، وهو ما قد يزيل بعض الضغوط عن كاهل المقترضين المثقلين بالديون".

وأضاف "لكن تطبيق هذا الإجراء وحده يساعد بشكل طفيف في تعزيز نمو الإقراض".

وقال تشيوي تشانغ، كبير الاقتصاديين في "بنبوينت آسيت مانجمنت"، إن الخفض كان أقل مما توقعته الأسواق، مشيراً إلى أن ضخ "مزيد من السيولة قد يساعد على الهامش، لكنه لا يعالج جذر المشكلة".

وأدى انتشار فيروس كورونا في الصين إلى فرض إجراءات إغلاق في كثير من المدن في الأسابيع الأخيرة، بحيث يلتزم المسؤولون سياسة صفر كوفيد للقضاء على أي بؤرة عند ظهورها.

وأجبر هذا الوضع المصانع على وقف عملياتها، مثل شركات صناعة السيارات التي حذرت هذا الأسبوع من تعطل حركة الإنتاج، إضافة الى إعلان موانئ رئيسية في شنغهاي عجزها عن العمل بسبب تكدس البضائع، فيما تشهد سلاسل الإمداد أزمة مستمرة.

كما حذّرت شركات الشحن العملاقة من أن إغلاق شنغهاي يؤدي إلى تكدسات في أهم ميناء للحاويات في العالم.

وأجبرت القيود الصحية، التي فرضتها شنغهاي لمكافحة انتشار الوباء، سكان المدينة البالغ عددهم 25 مليون نسمة على البقاء في منازلهم لأسابيع، ما دفع الشركات المصنعة إلى وقف عملياتها وجعل نمو الناتج المحلي الإجمالي الصيني المستهدف بحوالى 5,5 في المئة يبدو صعب التحقيق.

وفرضت عدة مناطق في أنحاء الصين قيودا مع مواصلة البلاد السير على نهج "صفر إصابات، الديناميكي، الذي يهدف للقضاء على المتحور أوميكرون شديد العدوى من فيروس كورونا. وأعلنت المنطقة الاقتصادية بمطار تشنغتشو، وهي منطقة صناعية في وسط البلاد، إغلاقا لمدة 14 يوما يوم الجمعة، "يجرى تعديله وفقًا للوضع الوبائي".

 

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون