الشركات الكبرى تبدأ العمل وسط تداعيات العطل الرقمي بعد انحساره

20 يوليو 2024
تتعامل الشركات مع تراكم الرحلات الجوية، مطار رونالد ريغان في واشنطن، 19 يوليو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **عودة الخدمات بعد العطل الرقمي العالمي**: بدأت القطاعات المختلفة في استعادة خدماتها بعد عطل رقمي عالمي أوقف أنظمة الكمبيوتر لساعات، مما كشف الثغرات في الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا بعد جائحة كوفيد-19.

- **سبب العطل وتأثيره**: تسبب تحديث برمجي من شركة كراود سترايك في مشكلات بالأنظمة، مما أثر على شركات كبرى مثل فيدكس وفيسبوك، وانخفضت أسهم كراود سترايك بنسبة 15%. الرئيس التنفيذي اعتذر وأكد عودة النظام تدريجياً.

- **تأثير العطل على السفر الجوي والقطاعات الأخرى**: تأثرت الرحلات الجوية بشكل كبير، مع إلغاء آلاف الرحلات وتأخر أخرى. حذرت البنوك العملاء من الاضطرابات، وأكدت الشركات العودة التدريجية للخدمات، مما يستدعي تحسين خطط الطوارئ المستقبلية.

تعود الخدمات المقدمة في مختلف المجالات، من شركات طيران إلى قطاعات الرعاية الصحية والشحن والشؤون المالية، إلى العمل منذ أمس الجمعة، بعدما أوقف عطل رقمي عالمي أنظمة الكمبيوتر لساعات، كاشفاً الثغرات الناشئة عن تحول العالم إلى التكنولوجيا المترابطة عقب جائحة كوفيد-19. وبعد حل مشكلة العطل، تتعامل الشركات الآن مع تراكم الرحلات الجوية المؤجلة والملغاة ومع المواعيد الطبية والطلبيات التي لم تصل إلى وجهتها ومشكلات أخرى قد تستغرق أياماً لحلها. وتواجه الشركات أيضا تساؤلات عن كيفية تفادي انقطاع الخدمات مستقبلاً بسبب التكنولوجيا التي يُفترض أن تحمي أنظمتها.

وتسبب تحديث برمجي من شركة الأمن السيبراني العالمية كراود سترايك، وهي إحدى كبرى الشركات في القطاع، في إحداث مشكلات في الأنظمة أدت إلى تعطل رحلات جوية واضطرار هيئات إعلامية إلى قطع البث ومنع المستخدمين من الوصول إلى خدمات مثل الرعاية الصحية أو الخدمات المصرفية. وأعلنت شركة فيدكس العالمية لخدمات الشحن أنها واجهت اضطرابات كبيرة في خدماتها. كما تضرر بعض المشرفين المسؤولين عن مراقبة المحتوى على موقع فيسبوك.

ومنذ تفشي جائحة كوفيد-19 في 2020، ازداد اعتماد الحكومات والشركات على مجموعة من شركات التكنولوجيا المترابطة، وهو ما يفسر سبب انقلاب العالم رأسا على عقب بسبب مشكلة في برنامج واحد. وسلط العطل الضوء على شركة كراود سترايك، وهي شركة قيمتها 83 مليار دولار وغير ذائعة الصيت، لكن لديها أكثر من 20 ألف مشترك حول العالم، منهم شركة أمازون دوت كوم وشركة مايكروسوفت. وانخفضت أسهم الشركة المتداولة في بورصة ناسداك، ومقرها أوستن بولاية تكساس، بنسبة 15% تقريبا في تداولات ما قبل السوق في وقت مبكر من الجمعة.

وقال جورج كيرتز، الرئيس التنفيذي للشركة، على منصة إكس للتواصل الاجتماعي، إن خللا رُصد "في تحديث محتوى فردي لخوادم استضافة نظام ويندوز" أثر في عملاء مايكروسوفت. وأضاف كيرتز لشبكة "إن.بي.سي نيوز": "إننا آسفون جدا على الأثر الذي سببناه لدى العملاء والمسافرين وأي شخص تأثر بهذا، بما في ذلك شركتنا". وتابع: "يعيد كثير من العملاء تشغيل النظام ويُفتح النظام ويعود إلى العمل".

أبرز الشركات والقطاعات التي تأثرت بالعطل الرقمي

وكان السفر الجوي الأسرع تضرراً من العطل، إذ تعتمد شركات الطيران على جدولة سلسة، التي عند انقطاعها يمكن أن تؤدي إلى تأخيرات طويلة. ومن بين أكثر من 110 آلاف رحلة تجارية مجدولة أمس الجمعة، أُلغيت خمسة آلاف رحلة على مستوى العالم، مع توقع المزيد، وفقاً لشركة سيريوم لتحليلات الطيران. 

وقالت المطارات من لوس أنجليس إلى سنغافورة وأمستردام وبرلين إن شركات الطيران كانت تقوم بتسجيل الركاب ببطاقات صعود مكتوبة بخط اليد، ما تسبب في تأخيرات.  تشكلت طوابير طويلة في المطارات في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا، حيث فقدت شركات الطيران إمكانية الوصول إلى خدمات تسجيل الوصول والحجز في وقت يتجه فيه العديد من المسافرين لقضاء العطلات الصيفية.

سجلت شركة (داون ديتيكتور)، التي تتتبع الاضطرابات التي أبلغ عنها المستخدمون في خدمات الإنترنت، تأثر شركات الطيران ومنصات الدفع ومواقع التسوق عبر الإنترنت في جميع أنحاء العالم، على الرغم من أن التعطيل بدا تدريجياً وكان مرتبطاً على ما يبدو بما إذا كانت الشركات تستخدم خدمات مايكروسوفت السحابية. وحذرت البنوك وشركات الخدمات المالية العملاء من الاضطرابات، وتحدث المتداولون في الأسواق عن مشاكل في تنفيذ المعاملات. وقد تواجه شركات التأمين مجموعة كبيرة من المطالبات الناتجة عن اضطراب الخدمات. ومع مرور اليوم، أبلغت المزيد من الشركات عن العودة إلى الخدمة الطبيعية.

وقال وزير النقل الأميركي بيت بوتيجيج إن مشاكل النظام حُلّت على ما يبدو، ومن المأمول أن تعود وسائل النقل إلى طبيعتها بحلول اليوم السبت. وأثار العطل أيضاً مخاوف من أن كثيراً من المنظمات ليست مستعدة جيدا لتنفيذ خطط طوارئ عند تعطل نظام لتكنولوجيا المعلومات أو برنامج داخلها قادر على التسبب في توقف النظام بأكمله. لكن خبراء يقولون إن هذا الانقطاع سيحدث مجدداً إلى حين دمج مزيد من خطط الطوارئ في الشبكات واستخدام المنظمات أدوات احتياطية أفضل. 

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون