الدولار في لبنان يواصل ارتفاعه مع إضراب المصارف

08 اغسطس 2022
التقلبات السريعة لسعر الدولار تفاقم الضغوط المعيشية للبنانيين (فرانس برس)
+ الخط -

يواصل سعر صرف الدولار في السوق السوداء في لبنان ارتفاعه، اليوم الاثنين، على وقع إقفال المصارف أبوابها التزاماً بقرار الإضراب، الذي أعلن عنه يوم الجمعة الماضي بذريعة "الأحكام الشعبوية" التي تطاول البنوك، وآخرها توقيف رئيس مجلس إدارة بنك الاعتماد طارق خليفة.

وجاء توقيف رئيس بنك الاعتماد على خلفية ورود شكوى جزائية بحقه أمام النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان، من قبل صاحبة أسهم تفضيلية ضمن عقد يمنحها حق الحصول على عائد ثابت بالدولار، وهي وعودٌ مصرفية أعطيت لأصحاب الأسهم التفضيلية وأخلّت البنوك بها، وفق الشكوى.

وتخطى سعر صرف الدولار حاجز 31 ألف ليرة في عطلة نهاية الأسبوع، ليواصل مساره اليوم، ويتراوح بين 31200 ليرة و31300 ليرة، الأمر الذي ينعكس بالزيادة على أسعار الكثير من السلع والمواد الغذائية والخدمات، التي باتت تُسعَّر بحسب سعر الصرف اليومي الذي تحدّده التطبيقات، والذي يبقى أعلى من السعر الذي يحسبه الصرّاف عند بيع الناس دولاراتها، الأمر الذي يكبِّدهم أيضاً تكاليف إضافية.

ويقول أحد الصرّافين في بيروت لـ"العربي الجديد" إن "سعر صرف الدولار غير مستقرّ، ولم يعد مرتبطاً بحدثٍ معيّن، "لا أحد يعرف كيف ولماذا ولأي سبب يرتفع أو ينخفض".

وضع متقلب للدولار 

ويضيف: "حتى إقفال المصارف قد لا يكون السبب وراء ذلك، وقد نشهد انخفاضاً خلال اليوم أو تحليقاً، وبالتالي يمكن وصف الوضع بالمتقلِّب، وجميع أصحاب المحال تكيّفوا مع الموضوع وباتوا يعتمدون التسعيرة بحسب الساعة وليس اليوم حتى".

البنك الدولي يتهم السياسيين اللبنانيين بالقسوة والانتهازية بشأن ما يصفونه "قدسية الودائع" المجمدة في القطاع المصرفي المنهار، مشيرا إلى أنها "تتعارض بشكل صارخ مع الواقع"

وتعمد غالبية المحال التجارية في لبنان والمؤسسات السياحية إلى تسعير بضائعها ولوائحها بالدولار وتحتسبه تبعاً لسعر الصرف المنشور على التطبيقات، وقد "شرّعت" وزارة السياحة للمؤسسات والمطاعم والملاهي والحانات هذه الخطوة خلال فترة الصيف، الأمر الذي دفع الكثير منها إلى التسعير بالدولار.

وقرّرت جمعية المصارف الاستمرار في الإضراب، اليوم الاثنين، على أن "يترك للجمعية العمومية التي ستنعقد بعد غدٍ الأربعاء أن تقرر الخطوات التي تراها مناسبة حفاظاً على مصالحها ومصالح أصحاب الحقوق المرتبطين بها من موظفين ومودعين ومساهمين وسواهم"، وفق ما أكدت في بيان أمس الأحد.

وسيكون الأربعاء يوم عمل عادي في القطاع المصرفي، مع الإشارة إلى أن إقفال الغد مرتبطٌ بيوم عطلة رسمية في البلاد.

وأكد مصدرٌ مسؤول في مصرف لبنان لـ"العربي الجديد" أن "منصة صيرفة لم تتوقف وهي تعمل بشكل طبيعي وستصدر أسعارها اليوم، في ساعات بعد الظهر، أما ماكينات الصرف الآلي فهي ترتبط بحسب كل مصرف، ويفترض أن تكون ممتلئة بالعملة الصعبة، بينما أعمال الكونتوار (النوافذ) التابعة للمصارف فهي متوقفة حتى الأربعاء".

أسعار جديدة للمحروقات

في سياق آخر، أصدرت وزارة الطاقة والمياه اللبنانية جدولاً جديداً بأسعار المحروقات، شهد انخفاض سعر صفيحتي البنزين 95 و98 أوكتان سعة 20 ليتراً بنحو 5 آلاف ليرة، لتصل إلى 562 ألف ليرة و574 ألف ليرة على الترتيب، فيما ارتفع سعر صفيحة المازوت 4 آلاف ليرة إلى 651 ألفاً، وزادت قارورة الغاز ألف ليرة لتصبح بـ317 ألفاً.

ويعيش لبنان الآن في ثالث سنة من الانهيار المالي، الذي خلف ثمانية من كل عشرة أشخاص فقراء، والذي يقول البنك الدولي إنه متعمد وقد يكون واحداً من أسوأ ثلاثة انهيارات مالية في العصر الحديث.

واتهم البنك الدولي السياسيين اللبنانيين بالقسوة والانتهازية بشأن ما يصفونه بـ"قدسية الودائع" المجمدة في القطاع المصرفي المنهار، مشيرا إلى أنها "تتعارض بشكل صارخ مع الواقع".

وقال البنك، في تقرير نشره على موقعه الإلكتروني يوم الأربعاء الماضي، إن "الشعارات السياسية حول قدسية الودائع جوفاء وانتهازية. في الواقع، إن إساءة استخدام السياسيين لهذا المصطلح أمر قاس".

وأضاف التقرير: "المصطلح لا يتعارض مع الواقع بشكل صارخ فحسب، بل إنه يمنع إيجاد حلول لحماية معظم، إن لم يكن كل، أصحاب الودائع الصغيرة والمتوسطة".

المساهمون