أدى الارتفاع الكبير في أسعار الغاز إلى زيادات كبيرة في فواتير الكهرباء للأوروبيين في عدد من دول القارة، حيث ستكون أسعار الطاقة القضية الرئيسية على مائدة اجتماعات القادة الأوروبيين في ديسمبر/كانون الأول المقبل، والذي يتوافق تقريبا مع اجتماعات منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" وحلفائها من منتجي النفط في ما يعرف باسم تحالف "أوبك+".
وارتفعت أسعار الغاز بنحو 250 إلى 300% منذ بداية العام في أوروبا، وهو مصدر رئيس لتوليد الطاقة في القارة العجوز، فضلا عن استخدامه في التدفئة.
يأتي ذلك في الوقت الذي توقعت فيه هيئة الطاقة الشمسية في أوروبا (Solar Power Europe) في تقرير حديث لها ارتفاع أسعار الطاقة مستقبلًا، في ضوء اعتماد البلدان الأوروبية على النفط والغاز والفحم في توليد الطاقة.
وتكلف واردات الطاقة، ومعظمها من الوقود الأحفوري، المواطنين الأوروبيين حوالي 150 مليار يورو سنويًا، بينما ستعمل الكهرباء المتجددة والنظيفة على تحسين أمن الطاقة في أوروبا وتوفير التكاليف للمستهلكين، وفقا لتحالف منتجي الكهرباء الأوروبيين (The Electrification Alliance).
أسعار الغاز السبب الرئيس
كما كلفت المفوضية الاتحاد بإجراء تصميم سوق الكهرباء بالجملة بحلول إبريل/نيسان 2022 ، وتقديم تقييم أولي بحلول منتصف نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
وأظهرت بيانات من مكتب الإحصاء بالاتحاد الأوروبي (يوروستات)، أمس الإثنين أن الفائض التجاري لمنطقة اليورو هبط بشكل حاد على أساس سنوي في سبتمبر/ أيلول بفعل قفزة في تكاليف الطاقة المستوردة.
يمكن تفسير هذا الارتفاع في أسعار الكهرباء في أوروبا إلى حد كبير بالارتفاعات التاريخية في أسعار الغاز
ووفقا لدراسة أكاديمية من جامعة كولومبيا البريطانية، نشرت حديثا، فإنه "يمكن تفسير هذا الارتفاع في أسعار الكهرباء في أوروبا إلى حد كبير بالارتفاعات التاريخية في أسعار الغاز الطبيعي الدولية التي نشهدها".
ومن ثم فإن "الخفض المستقبلي في أسعار الغاز الطبيعي سيكون كافياً لرؤية انخفاض نسبي في أسعار الكهرباء".
وتتراوح نسبة تأثر فاتورة الكهرباء بأسعار الغاز في 13 دولة أوروبية بين 1 و18%، وذلك حسب اعتماد تلك الدول على الغاز في توليد الكهرباء وفقا للدارسة ذاتها.
فواتير كهرباء مرتفعة
وقفزت أسعار الكهرباء خلال فترة الذروة أمس إلى ألفي جنيه إسترليني (2685 دولارًا) لكل ميغاواط في الساعة.
وأظهرت بيانات رسمية أن توليد طاقة الرياح أمس كان يلبي 6٪ فقط من إجمالي الطلب، بينما ساهم الغاز بنسبة 55٪ والفحم 2٪.
وأدى ارتفاع أسعار الغاز إلى زيادة فاتورة الكهرباء، فضلا عن أن تراجع الطاقة المولدة من المصادر الأخرى يعني اللجوء لمصادر الوقود الأحفوري لتوليد الكهرباء من ثم المزيد من ارتفاع الأسعار.
ارتفع سعر الكهرباء في الأسبوع الأول من نوفمبر في إسبانيا بأكثر من 29% لكل ميغاواط/ساعة مقارنة بالأسبوع الأخير من أكتوبر
كما رفعت شركة (SSE Airtricity) أسعار الغاز بنسبة 21.8 ٪ في أكتوبر.
ويتوقع مقدمو خدمات الطاقة في بريطانيا أن تستمر أسعار الغاز والكهرباء في الارتفاع على المدى القريب.
كما قالت شركة المرافق الألمانية إن عملاء الغاز المنزلي سيواجهون زيادات حادة في فواتير الغاز العام المقبل.
وارتفعت تكاليف الطاقة إجمالا على الأسر الألمانية خلال العام الحالي بنحو 35% عن العام الماضي 2020، بينما ارتفعت أسعار الكهرباء بنحو 9.3%.
وأدى ارتفاع أسعار الكهرباء في إسبانيا إلى ارتفاع معدل التضخم إلى 5.5%، وهو أعلى معدل منذ 29 عاما في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
كما أدت الزيادات في أسعار الوقود والغاز أيضًا إلى ارتفاع أسعار المستهلكين الشهرية.
وعلى أساس سنوي وفقا للموقع ذاته، فقد ارتفعت الكهرباء بنسبة 336.82٪ ، منذ 10 نوفمبر من العام الماضي، عندما كان متوسط السعر 45.62 يورو لكل ميغاوات ساعة، بينما بلغ في الأسبوع الثاني من الشهر الجاري نحو 230.01 يورو لكل ميغاوات/ ساعة، في ساعات الذروة و171.81 يورو في أوقات الحد الأدنى للاستهلاك.
وهو ما دفع وزيرة التحول البيئي تيريزا ريبيرا للتأكيد على أن استمرار ارتفاع أسعار الغاز في العام 2022 يعني استمرار ارتفاع فواتير استهلاك الكهرباء.