أميركا تستعد لتوجيه ضربة قاضية لروسيا

28 يناير 2015
أميركا ترى أن الفرصة حانت لتوجيه ضربة قاضية لروسيا(أرشيف/Getty)
+ الخط -
هل يمكن الفصل بين زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما الأخيرة للرياض، وتصريحات نائبه جون بايدن بخصوص استمرار تهاوي أسعار النفط، وهل هناك علاقة بين توقيع أميركا أمس اتفاقاً لتقديم ضمانات قروض بملياري دولار لأوكرانيا، واقتراح إدارة أوباما السماح للمرة الأولى بالتنقيب عن النفط والغاز في المياه الواقعة قبالة الساحل الأميركي على المحيط الأطلسي، وما علاقة كل ذلك بوصف أوباما الاقتصاد الروسي الأسبوع الماضي بأنه ممزق وتحول لأشلاء.
قد يقول البعض إن ما يربط بين الأخبار الأربعة هي أنها كلها تتعلق بالولايات المتحدة، لكن في تقديري فإن هناك خيطاً آخر يربط كل هذه الأشياء، وهو أن الولايات المتحدة تستعد لتوجيه آخر ضربة قاضية للاقتصاد الروسي المتهاوي.
صحيح أن أوباما زار السعودية لتقديم العزاء في وفاة الملك الراحل عبد الله، لكن في تقديري فإن الرئيس الأميركي تحرك بسرعة نحو الرياض ليتعرف عن قرب إلى سياسة الملك الجديد بشأن تحركات أسعار النفط، وما إذا كان سيتم الإبقاء علي السياسة السعودية الحالية تجاه الأسعار، أم سيتم إدخال تعديلات عليها، لأنه لو لم تبق السعودية على سقف إنتاجها من النفط ورفضت اقتراحات بخفضه لوقف تهاوي الأسعار ما نجحت العقوبات الغربية في توجيه ضربات قاتلة للاقتصاد الروسي كبدته خسائر تجاوزت 150 مليار دولار.
أما تصريحات نائب الرئيس الأميركي أمس الأول، والتي قال فيها إنه من المحتمل أن تظل أسعار النفط العالمية منخفضة خلال السنوات القليلة القادمة، فهي تبعث برسالة قوية لقادة روسيا مفادها "لا تراهنوا على ارتفاع أسعار النفط في المستقبل القريب، ولا تراهنوا أيضاً على زيادة إيرادات روسيا من النفط، وبالتالي أنتم غير قادرين على وقف النزيف الذي يتعرض له اقتصادكم، أميركا مصرة على تدمير هذا الاقتصاد، وأنه وكما سبق وأن فككنا الإمبراطورية السوفييتية التي لا تغيب عنها الشمس نحن مصرون على توجيه ضربة قاضية لاقتصادكم".
الولايات المتحدة ترى أن الفرصة حانت لتوجيه هذه الضربة، خاصة وأن أدواتها، وكالتا فيتش وستاندر آند بورز، تستعدان لخفض تصنيف روسيا الائتماني إلى مستوى "غير مرغوب فيه".
المساهمون