قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، إنه اتفق مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي على زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 15 مليار دولار سنوياً، خلال السنوات القليلة المقبلة، وضخ استثمارات تركية في مصر بنحو 3 مليارات دولار، على خلفية تعزيز الاستثمارات المشتركة، وفتح مجالات جديدة للتعاون.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر وتركيا نحو 6.6 مليارات دولار في العام 2023، مقابل 7.8 مليارات دولار في 2022، بنسبة تراجع مقدارها 15.7%، إذ بلغ حجم صادرات مصر إلى تركيا 3.8 مليارات دولار في 2023، وحجم وارداتها نحو 2.8 مليار دولار في العام نفسه.
وأضاف أردوغان، في مؤتمر صحافي مشترك مع السيسي، على هامش زيارته الرسمية الأولى للقاهرة منذ 2012، أنه تبادل مع الرئيس المصري الآراء حول إمكانية اتخاذ تدابير إضافية لزيادة التعاون التجاري والاقتصادي، فضلاً عن مناقشتهما سبل التعاون في مجال الصناعات العسكرية والدفاعية.
وأشار إلى بحث التعاون بين البلدين في مجال الطاقة، وتعزيز الروابط المشتركة في المجالات السياحية والتعليمية والثقافية، مستطرداً بأن بلاده تتقاسم تاريخاً مشتركاً مع مصر، يمتد إلى ما يزيد عن ألف سنة.
وأعرب أردوغان عن تقديره للجهود المصرية في إيصال المساعدات إلى قطاع غزة، وتطلعه إلى دعم مصر في بناء مستشفى ميداني تركي قريباً في القطاع، مؤكداً أن ما يحدث في غزة من مأساة إنسانية تصدر مناقشات اليوم، في ظل استشهاد أكثر من 28 ألف فلسطيني، وإصابة ما يقرب من 70 ألفاً آخرين، واستهداف إسرائيل المساجد والكنائس والمدارس والمستشفيات.
وأكمل بقوله إن إرسال المساعدات إلى غزة يأتي على رأس الأولويات، حيث أرسلت بلاده ما يزيد على 31 ألف طن من المساعدات الإنسانية إلى القطاع. وتوجه بالشكر إلى الهلال الأحمر المصري، وجميع الجهات المعنية، لدورها في إنفاذ هذه المساعدات.
وتابع أردوغان أن تركيا تمكنت من نقل أكثر من 700 مصاب فلسطيني من غزة، مع مرافقيهم، لتلقي العلاج.
من جهته، قال السيسي إنه يتطلع إلى تلبية دعوة نظيره التركي لزيارة أنقرة، في إبريل/ نيسان المقبل، مؤكداً اعتزازه وتقديره للعلاقات التاريخية مع تركيا، والإرث الحضاري والثقافي المشترك بين الدولتين.
وقال السيسي: "أرحب بفخامة الرئيس التركي في أول زيارة له لمصر منذ أكثر من 10 سنوات، لنفتح معاً صفحة جديدة بين القاهرة وأنقرة، بما يثري العلاقات الثنائية، ويضعها على مسارها الصحيح".
وأشاد السيسي بمستوى التعاون القائم بين مصر وتركيا، من أجل النفاذ السريع لأكبر قدر ممكن من المساعدات الإنسانية إلى الأهالي بقطاع غزة، مع الأخذ في الاعتبار ما تمارسه السلطات الإسرائيلية من تضييق دخول المساعدات الإنسانية، والسماح بدخول الشاحنات بوتيرة بطيئة لا تتناسب مع احتياجات سكان القطاع.
وأفاد بأن المناقشات تطرقت إلى الملف الليبي، بما يساعد في عقد الانتخابات الرئاسية والتشريعية، لافتاً إلى وجود اهتمام مشترك إزاء التعاون، والعمل على دعم مساعي القارة الأفريقية للتنمية والازدهار.
وأضاف السيسي أن التواصل الشعبي بين مصر وتركيا استمر في السنوات العشر الماضية، كما شهدت العلاقات التجارية والاستثمارية نمواً مضطرداً خلال تلك الفترة، حيث تعد مصر الشريك التجاري الأول لتركيا في أفريقيا، كما أن الأخيرة تعد من أهم مقاصد الصادرات المصرية.
وزاد السيسي أن التجربة أثبتت الجدوى الكبيرة للعمل المشترك بين قطاعات الأعمال في البلدين، مشدداً على أهمية الاستفادة من موقع الدولتين كمركزي ثقل في المنطقة، بما يسهم في تحقيق السلم وتثبيت الاستقرار، وتوفير بيئة مؤاتية لتحقيق الازدهار.
وأكد أردوغان أن بلاده لا يمكن أن تقبل بتطهير قطاع غزة من سكانه، مضيفاً أن أنقرة تقدر الموقف المصري إزاء رفض التهجير القسري للفلسطينيين من القطاع.
وذكر أن حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو مستمرة في سياسة القتل والمجازر، رغم ردود الفعل العالمية الرافضة لذلك. وتابع أردوغان: "نتنياهو يجب أن يكف عن نقل المجازر إلى مدينة رفح، الحدودية مع مصر، وعلى المجتمع الدولي ألا يسمح بهذا التصرف الجنوني".
وواصل بالقول: "تركيا مستمرة في التعاون مع مصر من أجل وقف إراقة الدماء في غزة. وإعادة إعمار القطاع وتضميد الجروح يتطلب منا المزيد من العمل المشترك".