زيادات متوقعة في أسعار السلع داخل الأسواق المصرية .. والمواطن يئن

15 مايو 2017
كم واحداً مثل "الحاج حمام" يمكن أن يصل للسيسي؟(يوتيوب)
+ الخط -

حتى لو قام السيسي بترضية "الحاج حمام" والاستجابة لمطالبه عقب الاستماع لاستغاثته، فهل يرضي السيسي ملايين المصرين الذين تشبه أحوالهم المعيشية والاقتصادية حالة عم الحاج حمام الذي شكا في لقاء عام فقر أهل قريته المراشدة.

والحاج حمام علي عمر، هو ذاك المواطن القناوي (نسبة إلى مدينة قنا بصعيد مصر) الذي وقف أمام السيسي أمس يشكو من وزير الإسكان لعدم استجابته طلب أهالي قريته الخاص بتقنين أراضٍ صحراوية أنفقوا عليها "دم قلبهم" وكل ما يملكون لاستصلاحها وزراعتها بالمحاصيل الزراعية، لعلها تجود عليهم بحفنة قمح أو صاع ذرة يملأ معدة ذويهم وتبعد الجوع عن بطون أسرهم.

وعقب أن استمع السيسي له وقرر منح أهالي المراشدة ألف فدان مساهمة من ميزانية الجيش، داعبه بقوله: "مرضي يا حاج حمام".

لكن، كم واحداً مثل "الحاج حمام" يمكن أن يصل للسيسي ويخاطبه وجهاً لوجه، ويقول له "نحن فقراء، ويحسبنا الجاهل أغنياء من التعفف" كما قال المواطن الصعيدي؟

وكم "حاج حمام" انضم لحال أهالي قرية المراشدة منذ قرار تعويم الجنيه والارتفاعات المتواصلة في أسعار السلع الرئيسية، ومنها السكر والأرز والأدوية وألبان الأطفال والملابس، ولن أتحدث هنا عن أسعار اللحوم والسمك والدواجن، فقد قاطعها أمثال "الحاج حمام" منذ شهور طويلة واستبدلوها بالأجنحة وهياكل الدواجن والفول والبيض.

وكم "حمام" دخل نفق الفقر المدقع عقب زيادة أسعار البنزين والسولار والغاز، وما تبعها من ارتفاع كبير في أسعار المواصلات ومترو الأنفاق والسكن وتكلفة إنتاج المحاصيل الزراعية؟

وكم "حمام" تحمل وحده تبعات اتفاق الحكومة مع صندوق النقد الدولي على برنامج تقشف عنيف مقابل اقتراض 12 مليار دولار، ربما لم ينل هذا المواطن منها دولارا واحدا، بل ذهبت لمواجهة عجز مزمن في الموازنة العامة لم يكن هو سبباً فيها.


هناك ملايين المصريين الذين انضموا للحاج حمام خلال الفترة الماضية بسبب إجراءات الحكومة التقشفية التي باتت لا تعرف سوى طبقتين من الطبقات الثلاث في المجتمع وهما المتوسطة والفقيرة.

وهناك ملايين المصريين الذين سينضمون للحاج حمام الحقيقي الذين يقعون تحت بند الفقر المدقع بسبب خفض الدعم وزيادة أسعار المياه والكهرباء والمنتجات البترولية، لكن هؤلاء لن يجدوا فرصة لشكوى حالهم للسيسي، وربما سيغلقون باب منازلهم على أنفسهم ويسكتون، أما بسبب عزة النفس والكبرياء والخجل "يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف" أو بسبب آلة القمع الشديدة وتلفيق تهمة الانتماء لجماعة محظورة لهم، وهي بالمناسبة تهمة جاهزة وكفيلة بإرسال أمثال الحاج حمام لسجن العقرب سيئ السمعة والذكر.

المرحلة المقبلة صعبة على الحاج حمام الذي يمثل فقراء مصر، فظاهرة أهالي قرية العم حمام ستزداد رقعتها في الفترة المقبلة مع إقدام الحكومة على تطبيق إجراءات تقشفية عنيفة طبقا للاتفاق المبرم مع صندوق النقد، منها إجراء زيادات جديدة في أسعار السلع والوقود والخدمات والرسوم الحكومية والضرائب والجمارك.

والأمثلة كثيرة منها رفع سعر تذكرة السكة الحديد والقطارات، أسوة بما حدث مع تذكرة المترو التي تضاعف سعرها في شهر مارس الماضي، وبالطبع فإن زيادة أسعار القطارات سوف تؤدي أيضاً إلى رفع أسعار الميكروباصات والأتوبيسات التي تعمل في نقل الركاب بين المحافظات.

وهناك زيادات مرتقبة في ضرائب السجائر والتبغ وخدمات الهاتف المحمول وتراخيص السيارات، علما بأن الحكومة رفعت الضرائب على السجائر 4 مرات خلال 3 سنوات، وهناك رسوم جديدة وضرائب على الواردات للحد منها.

وهناك خطة حكومية لبيع عدة شركات حكومية، وهو ما سيترتب عليه الاستغناء عن آلاف من أمثال الحاج حمام وطردهم إلى الشارع بعد إقناعهم بتسوية أمورهم حسب قانون المعاش المبكر.

والعم الحاج حمام سيدفع مزيداً من الضرائب العقارية في العام الجديد، وستلهب فواتير المياه والكهرباء ظهره.

كان الله في عون "الحاج حمام" وهو ذاك الرجل البسيط الذي لن يجد أحدا يشكو له، خلافا للحاج حمام الذي قال نشطاء على فيسبوك إنه شخص قريب من السلطة، وإنهم جاءوا به على عجل لقول ما يُملى عليه.

المساهمون