"السيلاج" علف بديل بتكلفة أقل في شمال سورية

09 سبتمبر 2022
مزارعو شمال سورية يسعون إلى تقليل تكلفة الإنتاج (عدنان الإمام/العربي الجديد)
+ الخط -

دفع ارتفاع أسعار أعلاف المواشي، المربين في مناطق شمال غرب سورية، إلى البحث عن أنواع جديدة أقل ثمنا، وذات جودة توائم متطلبات التربية من الناحية الاقتصادية وتكون ذات جدوى غذائية للحيوانات.

وبدأ المربون في مناطق ريف حلب وإدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، باعتماد "السيلاج" كغذاء بديل عن الأعلاف المركزة، بنسب اعتماد متفاوتة، حسب قدرة المربي وإمكاناته المادية، كونه علف أخضر يوفر نسب بروتين تتراوح ما بين 12% و40%، بحسب آلية تحضير وخلط المواد الأساسية المكونة لهذا النوع من العلف.

وهناك آليات وضوابط لتصنيع هذا النوع من الأعلاف، وفق ما يوضح المهندس الزراعي موسى البكر، لـ"العربي الجديد" إضافة إلى أنه لا يمكن المقارنة ما بين "السيلاج" والتبن الذي به نسبة بروتين منخفضة جدا.

السيلاج وفق البكر، "لا يقتصر على فرم الذرة أو بعض أنواع النباتات، إنما يصنع بحفر، نضيف فيها الذرة ومواد أخرى مع وضع مكان لتصريف المياه في أرض الحفرة التي تبقى من 30 إلى 40 يوما، وهي تسمى عملية التحليل أو التخمير، وتكون نسبة البروتين فيها مرتفعة جدا، تصل إلى 40% أو 50%".

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

وحسب البكر، فإن "هذه الطريقة سهلة والقيمة الغذائية عالية جدا، إذ تكون هناك إضافات أخرى مع أعلاف مركزة أو بعض الفيتامينات والمحسنات ليصبح غذاء متكاملا".

وهناك شروط تصنيع يجب توفرها للحصول على نسب عالية من البروتين خلال عملية تحضير السيلاج، أشار لها البكر، وهي حفر التصنيع والتصريف، لمنع حدوث تعفن أو تلف للعلف. وقال: "السيلاج قيمته الغذائية مرتفعة جدا، ويمكن الحفاظ عليه لعدة أشهر".

بدوره أكد المزارع عبيدة السليم لـ"العربي الجديد" أن للسيلاج أنواعا مختلفة بحسب النبات الداخل في تصنيعه. وقال: "من هذه الأنواع سيلاج الذرة، إذ يتم فرمها وطحنها مع الأوراق بالكامل. وأضاف أن السيلاج مستخدم في دول أوروبا ومصر والمغرب العربي وتركيا، ومن فوائده إكثار الحليب والتسمين".

وتظهر الجدوى الاقتصادية لهذا النوع من العلف بارتفاع إنتاج اللحوم، كما أوضح السليم، الذي قال: "الحليب زاد بشكل ملحوظ، إذ يظهر ذلك بشكل واضح بعد اليوم الخامس، فالأبقار يزيد إنتاجها ما بين 3 أو 4 كيلوغرامات من الحليب يوميا، أيضا زيادة الوزن تظهر بعد 20 يوما من استخدام السيلاج".

وأما آلية التصنيع المتبعة وفق المزارع، فتقوم على فرم الذرة وتعبئتها بأكياس وسحب الهواء منها بالكامل، حيث إنه يجب ألا يدخل لها الهواء، ويجب أن يبقى مدة تزيد عن الشهر، لتتشكل به بكتيريا "اللاكتيك"، التي تساعد جسم الحيوان على الهضم.

أكد المزارع عبيدة السليم لـ"العربي الجديد" أن للسيلاج أنواعا مختلفة بحسب النبات الداخل في تصنيعه. وقال: "من هذه الأنواع سيلاج الذرة

وأضاف: "استوحينا الفكرة من الإنترنت، وبدأنا بها في منطقة عفرين حيث تتوافر فيها الذرة.. بدأنا بتخوف وكان الإنتاج العام الماضي سيئا بسبب قلة الماء، إلا أن الأمر تغير هذا العام للأفضل".

وأوضح أن "المربين يعانون من ارتفاع سعر العلف وخاصة التبن"، مشيرا إلى أن السيلاج أفضل من التبن حيث إنه عبارة عن ألياف والبروتين فيه 2% فقط، بينما يتراوح بروتين السيلاج ما بين 12% و20%".

وتابع: "في الخارج يستعملون السيلاج حيث إن عملية تخمير هذا النوع من العلف تنتج البكتيريا التي تفيد عملية الهضم وبالتالي ينمو الحيوان بشكل جيد، وبتكلفة أرخص إذ يوفر من 50% إلى 80% من التكلفة على المربي مقارنة بالأنواع الأخرى".

ووصل سعر العلف المركب في إدلب إلى نحو 25 دولارا، وذلك للكيس الذي يزن 50 كيلو غراما، ما زاد من الأعباء على المربين، الذين اتجهوا لبدائل ذات تكلفة منخفضة.

المساهمون