"أوميكرون" يصيب السلع الأولية من النفط إلى القطن: هبوط سريع للأسعار

28 نوفمبر 2021
مصنع لإنتاج النحاس في مقاطعة جيجيانغ الصينية (Getty)
+ الخط -

تراجعت أسعار السلع الأولية، من النحاس إلى النفط والقطن، عقب انتشار متحور كورونا "أوميكرون"، وسط هلع من عودة الإغلاقات العالمية واستدعاء تداعياتها السابقة على الطلب العالمي وحركة الأسواق.

وانخفضت المعادن الصناعية، ومن بينها الزنك والنيكل في بورصة لندن، وتراجعت أسعار الكاكاو في نيويورك، وانخفضت كذلك أسعار السكر والقمح والبن والذرة. وهبط "مؤشر بلومبيرغ للسلع الأساسية" بنسبة 3.4%، ليسجل أكبر انخفاض له منذ يونيو/حزيران الماضي.

وأثار ظهور متحور "أوميكرون" سريع الانتشار مخاوف من التفشي الوبائي واحتمال إعاقة مسار النمو في الاقتصادات الصناعية الرائدة في العالم.

ويقول العلماء إن متحور "أوميكرون" يحمل عدداً كبيراً من الطفرات التي قد تجعله أكثر فاعلية في تفادي اللقاحات الحالية. وقد قامت "منظمة الصحة العالمية" بتشكيل لجنة لمناقشة البدائل المقترحة في ما بعد.

  أسعار النحاس سجلت أكبر انخفاض في 5 أسابيع، مسجلة 9460 دولاراً للطن، بتراجع بلغت نسبته 3.5%

وأدى ذلك إلى عمليات بيع مكثفة في الأسواق العالمية، طاولت حتى الذهب، الذي عادة ما يكون ملاذاً آمناً للمستثمرين في أوقات الأزمات، ودفعته إلى التأرجح بين المكاسب والخسائر.

وكانت السلع الصناعية أكبر الخاسرين، حيث يثير انتشار "أوميكرون" المخاطر بشأن توقعات الطلب على المعادن، ما يعرض الانتعاش الأخير في الأسعار نتيجة قيود العرض المزمنة التي أدت إلى انخفاض حاد في المخزونات العالمية للتراجع من جديد. كما يمثل "أوميكرون" أكبر تهديد لاستعادة استهلاك النفط تعافيه لعدة أشهر.

وأغلق النحاس تداولاته في "بورصة لندن للمعادن"، مساء السبت، وفق "بلومبيرغ"، على انخفاض بنسبة 3.5% إلى 9460 دولاراً للطن، ليسجل بذلك أكبر انخفاض في 5 أسابيع، كما انخفض كل من الألمنيوم والنيكل بأكثر من 3.7%، وأغلق الزنك على انخفاض بنسبة 3.2%.

وعلى صعيد السلع الخفيفة، فقد انخفضت أسعار السكر الخام بنسبة 2.9%، لتسجل أكبر انخفاض لها منذ يوليو/تموز، فيما سجلت أسعار الكاكاو أكبر انخفاض منذ إبريل/ نيسان بنسبة 4.6%. فيما أغلق القطن على انخفاض بنسبة 3.5% في نيويورك ليسجل أكبر انخفاض في 4 أسابيع.

وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يناير/ كانون الثاني المقبل بنسبة تبلغ نحو 11.5%، في إغلاق يوم الجمعة الماضي، لتصل إلى نحو 72 دولارا للبرميل، وهو أدنى سعر منذ 16 سبتمبر/ أيلول الماضي. كما هبطت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 12% ليتداول عند حوالي 68.7 دولاراً للبرميل، وهو الأدنى منذ 10 سبتمبر/ أيلول.

ويأتي الانخفاض قبل اجتماع لتحالف "أوبك+"، الذي يضم الدول الأعضاء في منظمة "أوبك" وكبار المنتجين من خارجها، على رأسهم روسيا، في 2 ديسمبر/ كانون الأول المقبل لاتخاذ قرار بشأن سياسة الإنتاج لشهر يناير/ كانون الثاني 2022.

ويتجه تحالف "أوبك+"، الذي يضم 23 دولة بقيادة المملكة العربية السعودية، بشكل متزايد لاتخاذ قرار بالتخلي عن خطط زيادة إنتاج النفط خلال الأسبوع المقبل، وفقاً لمندوبين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، بحسب وكالة "بلومبيرغ" الأميركية.

  أسعار السكر الخام تراجعت بنسبة 2.9%، لتسجل أكبر انخفاض لها منذ يوليو/تموز

قال بوب مكنالي، رئيس مجموعة "رابيدان إنيرجي" الاستشارية، الذي عمل مسؤولاً سابقاً في البيت الأبيض: "ظهور متحور جديد لفيروس كورونا بمقدوره التسبب في إجراء عمليات إغلاق وقيود سفر متجددة، هو تحديداً نوع التغير في ظروف السوق الذي قد يؤدي إلى انحراف الوزراء عن خطتهم لزيادة إنتاج النفط".

ووفقاً للخطة المقررة، كان منتجو "أوبك" وشركاؤهم سيضيفون 400 ألف برميل أخرى يومياً للسوق خلال يناير/ كانون الثاني المقبل، في ظل سعيهم لاستعادة الإنتاج الذي توقف خلال انتشار الوباء العام الماضي تدريجياً. وكانوا يدرسون بالفعل وقف تلك الزيادة مؤقتاً بعد أن تزعّم الرئيس الأميركي جو بايدن سلسلة إفراجات عن مخزونات النفط الاستراتيجية في دول عدة، من أجل ترويض أسعار البنزين والتضخم المستشري.

وحذّر وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، من أن أسواق النفط الخام العالمية بصدد العودة إلى تحقيق فائض في العرض خلال الشهر المقبل، وأن الطلب عُرضة للخطر بسبب حالات العدوى الجديدة.

وأشار بحث داخلي لمنظمة "أوبك" إلى فائض كبير يتشكل بحلول أوائل العام المقبل، وسيستمر هذا الفائض في الزيادة إذا استخدمت الولايات المتحدة وشركاؤها احتياطياتهم الاستراتيجية.

وقالت أمريتا سين، كبيرة محللي النفط في شركة الاستشارات "إنرجي أسبكتس ليمتد"، في مقابلة مع تلفزيون "بلومبيرغ": "رد فعل السوق مبالغ فيه للغاية، حيث وصل سعر السوق لأسوأ السيناريوهات الممكنة".

المساهمون