الوعي الأثري بالقاهرة والجيزة.. تجوال في المدينة

03 اغسطس 2019
قصر المنيل
+ الخط -

رغم ما تتضمنه بلاد مصر والعراق والشام من آثار ضاربة في التاريخ، وتعرف أولى الحضارات الإنسانية، إلا أن علاقة الإنسان المعاصر بهذا التاريخ اليوم تقوم على الاعتداد بلا وعي لما يعتد به فعلاً.

فما يعرفه مواطنو هذه البلدان عن الآثار فيها وما تتضمنه من كنوز يعيشون بالقرب منها، ومن معارف بشرية قديمة قدم الإنسان، لا يكاد يذكر، ويبدو الأمر كما لو أن الناس تعيش في أماكن تجهل تاريخها البعيد أو حتى القريب جداً، وتلجأ إلى السياحة خارجها دون أن ينتبه إلى أن العالم كله يحج للسياحة إليها.

من هنا تأتي مبادرة "متحف الفن الإسلامي" في القاهرة، والتي تتضمن مجموعة من الجولات في أماكن أثرية في هاتين المنطقتين وتكوين معرفة ضرورية عن طبيعتها، تشرف عليها الأكاديمية ولاء النبراوي، وما يميز هذه المبادرة أنها لا تحاول التركيز على الحقب القديمة التي أشبعتها المؤسسات الرسمية ترويجاً بل تدرس القاهرة في القرون الوسطى وحتى العصر الحديث.

تنطلق إحدى هذه الجولات عند السادسة من مساء اليوم تحت عنوان "الوعي الأثري بالقاهرة والجيزة"، وكانت قد زارت مؤخراً مناطق: الدرب الأحمر وصحراء المماليك وقصر المنيل ومجمع الأديان.

بينما ستتوجه الجولات التوعوية المقبلة إلى مناطق؛ الغورية في 17 من الشهر الجاري وهي حي أسسه السلطان أبو النصر قنصوة الغوري الشركسي، أخر سلاطين دولة المماليك، قبل أكثر من 500 عام.

ثم تخصص المبادرة زيارة وتجوالاً في القاهرة والجيزة وقصر المنيل مرة أخرى في 31 الشهر، وهي جولات تخرج المتحف من دوره كمقر للمعروضات ليصبح فاعلاً مع الجمهور خارج بناء المتحف نفسه.

تتضمن الجولات زيارات لقصور العائلة المالكة، وبرج الساعة ذي المآذن المغربية، وقاعة العرش، وقاعة الاستقبالات الكبرى في قصر الأمير محمد علي. كما تتضمن الجولات عرضاً لمجموعة من الصور النادرة لأميرات العائله المالكة، ولوحات مرسومة بالألوان الزيتية.

تبدو ظاهرة الجولات التاريخية والأثرية في البلدان العربية في تزايد، يأخذ بعضها طابعاً سياحياً، وبعضها توعوياً كهذه المبادرة، وبعضها كتلك التي تقام في بيروت تقام بدافع نقدي لتاريخ المدينة وما تعايشه اليوم من عمران.

دلالات
المساهمون