"رؤى العمل الثقافي العربي": ملتقى في الوقت الخطأ

28 نوفمبر 2017
علي عمر الرميص/ ليبيا
+ الخط -

تنطلق اليوم، الثلاثاء، جلسات "ملتقى لصياغة رؤى للعمل الثقافي العربي" في الدار البيضاء وتتواصل طيلة اليوم، بتنظيم من "الألسكو"؛ المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.

تناقش الأوراق في ندوات اليوم محورين أساسين؛ الأول يبحث في "العلاقات الثقافية العربية البينية" والتثاقف العربي العالمي"، حيث يشارك فيها باحثون من السودان ولبنان والمغرب ومصر والسعودية. وتتناول الأوراق المقدمة أدوار الصناعة الثقافية في تعزيز العلاقات بين البلاد العربية، وتسلط الضوء على كيفية تعزيز المحتوى الرقمي، والسياحة الثقافية، وصناعة النشر في السوق العربية.

أما محور الجلسات الثانية من نهار اليوم، فهو "السياسات الثقافية في ضوء التحديات الراهنة"، ويشارك فيه باحثون من العراق ومصر والمغرب والأردن، أما الأوراق المقدمة فمواضيعها؛ دور الثقافة في مكافحة التطرف، والهوية الثقافية وتحديات تكنولوجيا المعلومات، وأي سياسة ثقافية للمدينة العربية، والأدوار الثقافية للمجتمع المدني في الوطن العربي، والتراث الثقافي العربي غير المادي في خدمة التنمية المستدامة، والتراث الثقافي العربي من حيث سبل الحماية والتأهيل.

أما برنامج يوم الأربعاء فينقسم إلى جلستين؛ يتناول محور الأولى "استراتيجية لحماية اللغة العربية وتوسيع مجالات استخدامها وانتشارها"، ويشارك فيه باحثون من السعودية والمغرب والإمارات، ويتضمن مناقشات حول توحيد مجامع اللغة العربية وأثر ذلك على تعزيز واقع اللغة العربية، ودور المجتمع المدني في النهوض باللغة العربية، ومشاريع تعزيز القراءة، إلى جانب دور الحراك الثقافي في حماية اللغة العربية.

ويخصص القائمون على الملتقى الجزء الثاني من يوم الأربعاء، لأوراق تتناول "القدس عاصمة دائمة للثقافة العربية"، وآفاق العمل الثقافي العربي وكيفية الحفاظ على الطابع العربي الإسلامي للمدينة، ويشارك فيه باحثون من فلسطين، وتليه مناقشة مفتوحة.

بالنظر إلى برنامج المؤتمر، نجد أن تسعة بلدان عربية فقط ممثلة فيه، ويخطر السؤال البديهي حول الجدوى والفعالية والمصداقية، ففي ظل أزمات سياسية تعيشها المنطقة هل من الممكن فعلاً العمل على رؤى ثقافية مشتركة للعمل الثقافي العربي؟ ألا يبدو هذا العنوان غريباً وسط تباين السياسات الثقافية، وأشكال الأزمات التي يعيشها كل بلد منفرداً.

هل يبدو انعقاد هذا المؤتمر منطقياً الآن؟ وأي نتائج يمكن أن يصل إليها وتكون فاعلة وحقيقية، أم أنه جزء من منظومة ضخمة من المؤتمرات ذات العناوين الكبرى، التي اعتاد عليها الإنسان العربي منذ عقود، والتي تتحول مع الوقت إلى مجرد حبر يهدر على ورق.

المساهمون