مصر.. تخدير موضعي بالجوائز

24 يونيو 2014
غرافيتي مصري / شارع محمد محمود
+ الخط -

في الوقت الذي كان القضاء المصري يحكم، أمس، على مجموعة من الصحافيين بتهمة دعم الإرهاب، كان وزير الثقافة المصري جابر عصفور يعلن أن مصر "ستشهد طفرة على المستوى الثقافي"، و"المجلس الأعلى للثقافة" يوزّع "جوائز الدولة" على الكتّاب والمثقفين بالجملة.

وخلال الاجتماع الذي أقيم في المجلس الأعلى للثقافة بهدف التصويت على أسماء الأدباء والفنانين والمفكرين المرشحين لجوائز الدولة في سائر الفروع، فاجأ سعيد توفيق الجميع بتقديم استقالته من منصب أمين عام المجلس وغادر القاعة على الفور دون الإعلان عن سبب استقالته.

وبعد مغادرة توفيق بدقائق، أكد وزير الثقافة جابر عصفور أن سعيد سبق وتقدّم له باستقالته، لكنه لم يقرأ الاستقالة، معلناً أن الدكتور فوزي فهمي هو من سيحلّ مكانه.

وأضاف عصفور أن في المرحلة القادمة ستشهد مصر "طفرة على المستوى الثقافي" بالتعاون بين وزارة الثقافة والهيئات التعليمية، مشيراً إلى أنه "لن يكون هناك تهاون مع أي موظف كسول وسيكلف القائمين على الهيئات الثقافية في مصر بإعداد تقارير عن أداء الموظفين".

أما وزير التربية والتعليم محمود أبو النصر فأشار إلى أنه قرّر إلغاء أي حشو في المناهج الدراسية، مُعرباً عن تعاونه الكامل مع وزارة الثقافة للنهوض بالركن الثقافي في مصر. وأعلن عن إضافة فصول في المناهج الدراسية تخص المرأة وحقوقها، موضحاً أن كل التفاصيل الخاصة بخطة التطوير سيُعلن عنها قريباً في مؤتمر صحافي، ومُكتفياً فقط بالإعلان عن وضع خطة لبناء ثلاثة آلاف مدرسة.

من ناحيته، أعرب الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي عن حزنه حيال الحالة الثقافية في مصر، مشيراً إلى أن "الثقافة تعيش في بؤس، وانحدارها هو ما أوصل الجماعة الإرهابية إلى حكم مصر"، مُتمنّياً وجود "مشروع قومي يجمع بين ضلوعه كل فئات وطبقات المجتمع برجاله ونسائه".

وبعد انتهاء المؤتمر، الذي سبق الإعلان عن الجوائز الأدبية، حدثت مشادات كلامية بين بعض وسائل الإعلام والقائمين على عقد الاجتماع لعدم تمكن الصحافيين من الحضور؛ حيث تم إبلاغهم أن الجلسة سرّية، ثمّ أُعلن عن النتائج في قسم القانون والعلوم الاقتصادية الذي خُصّصت له ثماني جوائز، حُجب خمسٌ منها.

وفاز المخرج مجدي أحمد علي بجائزة التفوق في الفنون وقيمتها 100 ألف جنيه، فيما تم حجب الجائزة الثانية. أما جائزة التفوق في الآداب ففاز فيها كل من الشاعر محمد فريد أبو سعده، وسمير عبد الباقي.

جوائز الدولة التشجيعية في فرع الفنون (قيمة كل منها 50 ألف جنيه) كانت من نصيب كل من سيف الإسلام عامر صقر عن "القرية 9"؛ ونسمة عبد العزيز عبد الله عن "كونشرتو جولينا للإيقاع"؛ ومحمد حنفي محمود عن مسرحية "الكروان"؛ وهبة الله يسري عن فيلم "سندباد"، وطارق عبد الرؤوف محمد عن تصميم مدرسة النيل في "قنا".

وفي قسم الآداب فازت سارة محمد شحاته عن مجموعتها القصصية "رائحة النعناع"، ومحمود حسن علي عن كتاب "الجنوب النظرة الأخيرة" ومحمد عزت الطيري عن المسرحية الشعرية "بحيرة الظمأ".

وفي قسم العلوم الاقتصادية والقانونية، فاز عماد هلال عن كتاب "وثائق التشريع الجنائي المصري"، وسامية عبد المعطي عن كتاب "قيمة الانتماء في الثقافة المصرية"، وعلي حسن زهران عن كتاب "النقد والمال.. حجم الاقتصاد الحقيقي"، ونشأت عبد العزيز معوض عن كتاب "الأزمة الاقتصادية العالمية"، فيما حجبت الجوائز الأربعة الباقية.

أما جائزة الدولة التقديرية في فرع الفنون فكانت من صيب كل من عز الدين نجيب (36 صوتاً)، وسناء شافع (28 صوتاً)، مجدي أبو عميرة  (33 صوتاً). وفاز محمد الكحلاوي، بجائزة التفوق في العلوم الاجتماعية (100 ألف جنيه). بينما فاز كل من الكاتب الراحل أحمد عثمان ومحمد دومة ومجيد طوبيا بجائزة الدولة التقديرية في الآداب.

وذهبت الجوائز التقديرية في العلوم الاجتماعية لكل من عواطف عبد الحميد ونبيلة إبراهيم ومحمود إسماعيل ونجوى الفوال؛ بينما نال الفنان أحمد طوغان جائزة النيل في الفنون، والكاتب إدوارد الخراط جائزة النيل في الآداب (قيمة كل منهما 400 ألف جنيه).

تبقى جائزة النيل في العلوم الاجتماعية التي ذهبت إلى أحمد عمر هاشم، وجائزة الآغاخان للعمارة التي فاز بها إبراهيم عبد الحليم عن تصميمه لحديقة الأزهر.

المساهمون