جوائز "معرض الكتاب": لم ينته موسم الغضب

13 فبراير 2014
+ الخط -

كلما اقتربت مواسم الجوائز الثقافية في مصر يشتعل جدل، قديم متجدد، حول أحقية الفائزين بها، وتنتشر "القصص" حول المصالح والعلاقات المتبادلة بين بعض شِلَل المثقفين وأجهزة الدولة في القاهرة.

في خلال الدورة الحالية من "معرض القاهرة الدولي للكتاب"، مُنحت جوائز لعشرين مؤلفاً شاركوا في المعرض، قيمة كل منها 10 آلاف جنيه مصري مقدمة من "الهيئة المصرية العامة للكتاب" ودولة الكويت التي حلّت ضيف شرف على المعرض هذا العام، كونها إحدى الدول الأكثر دعماً للنظام المصري الحالي، الذي جاء بعد الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي.

قائمة الفائزين ضمّت جلال أمين صالح وأحمد عبد الكريم في الفنون، وصبحي موسى وأشرف العشماوي في الرواية، والسيد حنفي عوض ومحمد الحكيم في العلوم، ومكاوي سعيد ومنصورة عز الدين في القصة القصيرة، وفاطمة المرسي ومدحت العدل في الشعر العامي، وأحمد توفيق وفاطمة شرف الدين في كتب الأطفال، وشحاتة صيام ومحمد يونس في الكتاب الاجتماعي، وأحمد زكريا الشلق وأبو يعقوب نشأت المصري في التراث، وصلاح اللقاني وإبراهيم عبد الفتاح في الشعر الفصيح، وأخيرا اللواء الطيار محمد زكي عكاشة والسيد عبدالستار المليجي في الكتاب السياسي.

بعض الأسماء في القائمة لا تثير جدلاً حول أحقيتها في الفوز بجوائز المعرض، غير أن بعضها الآخر يطرح علامات استفهام كبيرة حول سياسات اختيار الفائزين: فهل لاختيار مؤلف مثل الدكتور شحاتة صيام معنى خاص وهو صاحب كتاب "العسكريون والثورة المنقوصة" الذي يسعى فيه إلى كشف تحوّل الحركات العسكرية إلى ثورات في الدول الحديثة الاستقلال؟ وهل لاختيار الدكتور مدحت العدل في الشعر العامي معيار آخر غير المعيار الفني؟ وهل وراء منح جائزة أفضل كتاب سياسي للواء طيار دلالة ما؟.

أسئلة كانت من بين الأسباب التي حدت ببعض المثقفين المصريين إلى الاجتماع في "مركز وعد الثقافي" في القاهرة لمناقشة جوائز المعرض التي وصفها الناشر الجميلي أحمد بأنها "البالونة التي انفجرت لتكشف عما في داخلها من فساد إداري آن للمثقف المصري أن يتصدى له". وقد اتفق المجتمعون، ومنهم الدكتور صلاح السروي والشعراء عاطف عبدالعزيز وعادل جلال وسعدني السلموني والحقوقي فهمي نديم، على تنظيم مؤتمر في "أتيليه القاهرة" لإصدار "قائمة سوداء بأسماء الفاسدين في وزارة الثقافة المصرية والمتسببين في الفساد فيها" من وجهة نظر المجتمعين، ولرفع توصيات إلى مجلس الوزراء.

هذا ولم ينته موسم غضب المثقفين المصريين بانقضاء المعرض في الرابع من شباط/فبراير الحالي، إذ يبدو "التصعيد" مستمراً.

بالطبع قد تقف خلف بعض هذه المواقف السلبية من الجوائز الرسمية حسابات شخصية. لكن كيف يمكن تبرير سلوك وزير ثقافة يقدّم استقالته لمدة أسبوعين كي يمنح نفسه جائزة من جوائز الدولة ثم يعود إلى التشكيل الحكومي بعد ذلك، كما فعل وزير الثقافة الحالي الدكتور صابر عرب في عام 2012؟
المساهمون