وقفة مع: حسن الجنابي

21 أكتوبر 2021
(حسن الجنابي)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أسئلة سريعة عن انشغالاته الإبداعية، وجديد إنتاجه، وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه. "أريده عالماً عادلاً خالياً من السلاح والقسوة والأمراض والتلوّث"، يقول الكاتب والمترجم العراقي في حديثه إلى "العربي الجديد".


ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
انشغالات كثيرة، أهمّها المساهمات العديدة في اجتماعاتٍ أغلبُها افتراضية حول مواضيع تتعلّق بالمياه والأمن الغذائي والدبلوماسية والثقافة، فضلاً عن الكتابة والقراءة.


ما آخر عمل صدر لك، وما عملك القادم؟
آخر عمل كتاب "الدولة العقيمة" عن تجربتي كوزير في الحكومة العراقية التي ترأسها حيدر العبادي، وقد صدر عن دار "المدى". أما عملي القادم، فسيكون عن وزارة الخارجية العراقية بعد 2003، وأيضاً لديّ مسوّدة كتاب عن الأمن المائي والغذائي في العراق.


هل أنت راضٍ عن إنتاجك ولماذا؟
نعم، فالكتب التي نشرتها والإسهامات التي قدّمتها على شكل محاضرات في دول العالم المختلفة كانت متميّزة باعتقادي. وكتاب "الدولة العقيمة" أشاد به كبار المثقّفين والقرّاء العراقيين، باعتباره مدخلاً لفهم مصائر الدولة العراقية بعد 2003، وقد اعتبره أحد النقّاد (عقيل عبّاس) من أفضل الكتب التي صدرت عن العراق بعد عام 2003، لأنه يكشف مصائر الدولة العراقية ويفضح المحاصصة والزبائنية وتقاسم المغانم بين الأحزاب والطوائف. أمّا كتاب "العودة الى الأهوار"، الذي ترجمته في أواسط التسعينيات، فقد أعيد طبعه ونشره أربع مرات، بسبب الإقبال الكبير على اقتنائه، إذ نفدت كلّ الطبعات. وبخصوص كتاب "تحدّيات حقوق الإنسان في العراق"، أعتقد أنه سدّ جزءاً من فراغ في المكتبة العراقية في هذا الميدان الحسّاس.

قراراتي تخضع لنداء داخلي عميق يتّحد فيه القلب مع العقل


لو قيّض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
لا أدري بالضبط. فأنا شخص عفوي لا أخطّط لمستقبلي كثيراً، بل أترك للصدفة حيّزاً واسعاً في حياتي، وأتّخذ قراراتي حسب المعطيات المتاحة حينها، وأخضع فيها أساساً لنداءٍ داخلي عميق يتّحد فيه القلب مع العقل في لحظات قد تكون نادرة لكنّها ملهمة.


ما التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
أفّ... سؤال صعب. أريده عالماً عادلاً خالياً من السلاح والقسوة والأمراض والتلوّث، تتساوى فيه الأجناس والأعراق والرجال والنساء، وتحترم فيه الأرض وتنوّعها، إذ إنها أجمل وأروع كوكب في هذا الكون.


شخصية من الماضي تودّ لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
لا تحضرني شخصية محدّدة، فقد مرّت في حياتي شخصيات أتذكّرها باحترام وود، كانت لها تأثيرات إيجابية في حياتي.
 

صديق/ة يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟
لديّ نوستالجيا لأيام الدراسة الابتدائية، لفهم الدافع والمغزى اللذين جعلا المعلّم الجديد المنقول إلى مدرستنا يصفعني صفعةً ما زال رنينها في أذني، لأنّي من دون التلاميذ الآخرين قلتُ له في أثناء الاستراحة في باحة المدرسة: "صباح الخير أستاذ"!


ماذا تقرأ الآن؟
انتهيت للتوّ من قراءة كتاب مؤلم بعنوان "الأخيذ"، وهي حكاية أسير عراقي في إيران إثر الحرب الطاحنة بين البلدين، وأستعدّ لقراءة مجموعة كتب اقتنيتها أخيراً من "معرض عمّان الدولي للكتاب" وقد بدأت بقراءة كتاب "نظام التفاهة" من تأليف ألان دونو، وأمامي مجموعة روايات أشعر بالإحباط أني لم أقرأها بعد.


ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
استمعت قبل دقائق إلى قصيدة "لاعب النرد" لمحمود درويش، ثم أغنية "قلبك صخر جلمود" لسليمة مراد، وتشكيلة أخرى من أغانيها والغناء العراقي الأصيل، وأقترح على القرّاء سماع حسين الأعظمي.


بطاقة
كاتب ومترجم عراقي، ووزير وسفير وسابق، يكتب وينشر في العديد من الصحف والمجلّات العراقية والأجنبية، ولا سيّما في شؤون المياه والبيئة ومكافحة الفقر والأمن الغذائي وحقوق الإنسان. اختصاصي بالموارد المائية والبيئة والهيدرولوجيا وأنظمة المعلومات الجغرافية وقوانين المياه الدولية. صدر له هذا العام كتاب مذكّرات بعنوان "الدولة العقيمة: تجربتي في حكومة حيدر العبادي"، كذلك ترجم إلى العربية كتاب "العودة إلى الأهوار" للمؤلّف البريطاني غافن يانغ.

وقفات
التحديثات الحية
المساهمون