هديل قزّاز.. أيّ مساعدات إنسانية في ظلّ التوحّش الإسرائيلي؟

11 نوفمبر 2023
شبّان فلسطينيون يسعفون فتىً بعد غارة إسرائيلية على رفح أول أمس الخميس (Getty)
+ الخط -

ما زال العدوان الإسرائيلي الإبادي على غزّة، والمستمرّ منذ أكثر من شهر، يفرض أسئلة ثقيلة حول طبيعة المساعدات الإنسانية ودور المنظّمات الدولية. وضمن هذا الإطار، نظّمت "مؤسّسة الدراسات الفلسطينية" ندوةً (بُثّت عبر حسابها على فيسبوك) بعنوان "انهيار الأوضاع الحياتيّة وشحّ المُساعدات الإنسانية الأممية لقطاع غزّة"، أوّل أمس الخميس، قدّمتها الباحثة الفلسطينية هديل قزّاز، مستشارة "عدالة النوع الاجتماعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" في منظّمة "أوكسفام".

انطلقت الباحثة من فكرة أن الحصار الصهيوني الذي بدأ منذ سبعة عشر عاماً قد ضيّق على الأهالي سُبل العيش، ولكنّ هذا لا يعني أنّ الأوضاع قبله كانت في حالة رخاء، بل إن عملية الإفقار المُمنهَج للقطاع بدأت منذ عام 1967. والاحتلال الإسرائيلي، يستكمل خطّته، اليوم، في دفع السكّان نحو جنوب وادي غزّة، إلى منطقة تعرَف بأنها الأكثف سكانياً في العالم.

إدخال المُساعدات الإنسانية لا يكفي إذا لم يكُن منوطاً بخطّة وقف لإطلاق النار

ولفتت قزّاز إلى ما سمّتهم "أجيال الحصار" الذين عايشوا إلى الآن خمس حروب منذ عام 2007. مُشيرةً إلى أنّ عدوان عام 2014 كان الأصعب بينها، حيث استمرّ 54 يوماً، ورغم أن مؤتمر المانحين تعهّد، حينها، بإيصال 5 مليارات دولار حينها، إلا أنّ ما وصل بالفعل هو أقل من النصف. كما ميّزت قزّاز في حديثها بين أنواع المساعدات؛ فمنها الأساسي والمتعلّقة بالاحتياجات اليومية، وأُخرى تنموية، ومنها ما يُعنى ببناء المؤسّسات.

ووقفت المُحاضِرة عند ما دُمّر من الوحدات السكنية في العدوان القائم، موضّحة أنّ 33 ألف وحدة سكنية دُمّرت بالكامل إلى الآن، و120 ألف وحدة بشكل جزئي، كما أكّدت أنّ الفشل لا يطاول "الأونروا" وحدها، بل المنظّمات الدولية بأسرها، وعلى رأسها مجلس الأمن، حيث لم نشهد حرباً سابقة لم يتوقّف فيها القصف للحظة واحدة خلال 33 يوماً. ولا أنّ أحداً لا يستطيع منع تدمير المستشفيات والمدارس والمخابز ومحطّات تحلية المياه، وهذا يجعلنا نطرح سؤالاً عن حقيقة دور هذه المؤسّسات الإنسانية والدولية.

كما رأت قزّاز أن إدخال المُساعدات الإنسانية لا يكفي إذا لم يكُن منوطاً بخطّة مُناصرة عادلة، فـ"مساعدات تحت القنابل والقصف الوحشي أمر غير منطقي، والعالم شاهد كيف يجري إسكات بعض الأصوات التي احتجّت على تدهور الوضع الإنساني بمَن فيهم الأمين العام للأمم المتحدة". وخلُصت إلى أن التمويل هو الذي يتحكّم بطُرق التوصيل والنفاذ، فضلاً عن كونه شحيحاً ومُوجَّهاً وخاضعاً للمُراقبة، وهنا يُحتَّم السؤال: هل آن أوان العودة إلى العمل التطوّعي والاعتماد على التمويلات الوطنية والعربية؟

وختمت هديل قزّاز بالحديث عن ضرورة التوصّل إلى وقف إطلاق النار، والضغط الشعبي على مستوى العالم لتحقيق هذا المطلب، وفتح جميع المعابر، وليس "معبر رفح" فقط، مُشيرةً إلى أنّ قطع المُساعدات مسافة 100 كم حتى تُفحَص في "معبر كارني"، وتعود إلى رفح غير معقول إنسانياً، وهو جزء من حالة التوحّش الإسرائيلية.

المساهمون