الطبشور المهرول على السبّورة
الكلماتُ الرسوماتُ الظلالُ الأليفة
صرير الممسحة المتعجلّة دائماً
أكثرَ من الأنامل الممسكة بأقلامها المدوِّنة
الشغف الرومانسي المستعار أسبوعياً من الخزانة
ظلال العصافير الخاطفة ترتطم تباعاً بزجاج النافذة
عرائش الشمس الزاحفة على الشجرة الوحيدة في الساحة
الدعسوقة الزائرة تراوح بأجنحتها الموسيقية الحالمة
رائحة الحبر الجاف رائحةُ الطبشورة المرتبكة
الغبار الأبيض المنهمر سخيّاً على الأرض
سيبقى هنا بالانتظار طيلة شهور
منضدَّداً في سطور رفيعة
حتى الرجوع من عطلة الصيف
كم أحزنكما أنكما لن تعودا منها إلى نفس الطاولة!
أنْ تعيدا السندباد إلى الرفوف قبل فتح كنز العتبة!
أنتما اللذان قفزتما للمرّة الأخيرة
بإغراء
جرسِ بائعِ المثلّجات على الانطلاق
عبر الفتحة الصغيرة في سور المدرسة
بعد أن ذهب كل فرد في طريق معاكس تحت الأشجار
خالعاً زيّه المدرسي المضرج بالتوت
بانتهاءِ
طفولةٍ جمعتكما مثلما عطلة ربيعية قصيرة
كلّما نظرتما أعلى في ليل الذكرى البعيدة
رأيتما السماء سبّورة معلَّقة إلى مسمار
حيثما وقفتما لأول مرّة
حيثما وُلدتما معاً للتوّ كالجوزاء
من حفيف رموشكما العاشقة الخجولة
ورأيتما طبشوراً ناعماً يرسم العيون الشاخصة
نجماتٍ سريعاً ما
تنمحي بممسحةٍ خَفيّة سطوراً من الرماد
لكن أين تتوارى في كل مرّة مقاعدكما
في الطاولة الشاغرة؟!
* شاعر من المغرب