استمع إلى الملخص
- أقسام المعرض: يتكون من ثلاثة أقسام - "أفكار"، "وجوه وإيماءات"، و"أماكن" - تستكشف التحولات العاطفية وقدرتها على إحداث تغيير اجتماعي، مع التركيز على التحليل النفسي للأعراض والعواطف.
- الفنانون والأعمال: يضم المعرض أعمالاً لفنانين مثل رودان، دالي، وميرو، ويعالج قضايا العاطفة كقوة مجتمعية، وتأثيرها في تشكيل تجمعات اجتماعية جديدة أو تعزيز العنف والقمع.
"نزل القمر إلى السندان/ بشريطه الزنبقي الأبيض/ راح الطفل ينظر إليه ويتأمّله/ وفي الهواء المُثقل بالرغبة رفع القمر يديه/ وكشف عن صدره القصديري/ بشهوة ونقاء". هذه بداية قصيدة "أُغنية القمر، قمر" التي يستهلّ بها الشاعر الغرناطي فيدريكو غارسيا لوركا ديوانه "أغانٍ غجرية"، وهي كما يُصرّح القائمون على معرض "في هواءٍ مُثقل بالرغبة"؛ المقام حالياً في "متحف الملكة صوفيا" بمدريد، ويتواصل حتى السابع عشر من آذار/ مارس 2025، "أساس لفهم أنثربولوجيّ لسياسة العاطفة بمفتاح شعري يحدّد طُرق التنفّس والمقاومة التي تُواجه الثقافة الرأسمالية المقنّعة التي تغلّغلت في كلّ شيء تقريباً".
منذ لحظة الدخول إلى المعرض، تستقبل الزائر قصائد الكاتب والمسرحي الألماني برتولت بريخت عن مآسي الحرب، ثم بعد ذلك يُعرض أكثر من ثلاثمئة عمل من الرسومات واللوحات الزيتية ومقاطع الفيديو، جميعها تفحص بطريقة شعرية البُعد السياسي للعاطفة عندما تُحدِث صدمة مُؤثّرة على العلاقات بين الأفراد.
تُفهَم العاطفة في أعمال المعرض على أنّها حركة تنتقل إلى المجتمع من خلال جسدٍ منفرد. العاطفة، ضمن هذا المعنى، هي كيان قائم بحدّ ذاته، وهي عُرضة لإحداث سلسلة من العواقب والعواطف الثانوية والمشاعر التي تؤثّر بدورها على جماعة أُخرى، أو بيئة ثانية، والعلاقات القائمة في إطارها.
يتّخذ المعرض ككُل شكل مقال فلسفي- شعريّ عن العواطف، متجاوزاً علم النفس الفردي والجماعي، ويتوقّف عند معنى المكان في هذه الأزمنة التي نعيشها، ومساحات الإيقاع الشعري حيث تجتمع العاطفة مع السياسة. ومن أجل تحقيق هذا الغرض، تم تقسيم المعرض إلى ثلاثة أقسام، هي: "أفكار"، و"وجوه وإيماءات" و"أماكن"، تبحث جميعها في البُعد التحويلي المحتمل للعاطفة وقدرتها على التغيير في الآخر.
يتوزّع على ثلاثة أقسام تتخذ شكل مقال فلسفي وشعري عن العواطف
يعالج قسم "أفكار" كيفية تطبيق نهجَين عند التعامل مع تجربة الصدمة. النهج الأول يقوم على توليد أنظمة تصنيفية تسمح لنا بفرز العواطف والتحكّم فيها، والثاني على أساس محاولة تفهُّم كيفية الانتقال من موضوع إلى آخر، من خلال جعل الهواء مساحة ترتجف بهواء مُثقل بالرغبة. أما القسم الثاني، والذي يضم أعمالاً لكلّ من أوغست رودان، وألبرتو جياكوميتي، وسلفادور دالي، وأونيكا زورن، من بين آخرين، فتلعب فيه فكرة التحليل النفسي لمفهوم الأعراض دوراً مركزياً، حيث يتم من خلالها التعبير عن الألم النابع من الأعماق، سواء أكان نفسياً أم جسدياً.
في القسم الثالث والأخير، تظهر بشكل واضح الحدود الديكارتية بين مفهوم المكان وظهور العاطفة فيه من خلال أعمال جيمس إنسور، أو تاتيانا تروفي، أو جوان ميرو، أو لوسيو فونتانا. وفيه أيضاً تتم معالجة قوة العاطفة المتمثّلة في التجسّد في المجتمع، والتحوّل إلى عمل جماعي يؤدّي إلى توليد تجمّعات اجتماعية جديدة، ولكن يتم استخدامها أيضًا لإضفاء الشرعية ونقل أشكال جديدة وقديمة من العنف والقمع والسيطرة. وهذا ما يتجلى بشكل واضح في أعمال كلٍّ من بيير باولو باسوليني، وكاثي كولويتز، وبرتولت بريخت، وغويا أو بعض الفنانين الناجين من قصف هيروشيما.